إلى حدود الساعة الواحدة ظهرا من يوم أمس، ظل «البلوكاج» مسيطرا على تشكيل مكتب مجلس بلدية أكادير، حيث بادرت بعض العناصر المشبوهة إلى احتلال قاعة البلدية وتكسير صندوق الاقتراع وترديد بعض الشعارات للدفع في اتجاه التأجيل وفسح المجال أمام عمليات «البيع والشراء». أتى ذلك بعدما فشلت كل الدسائس في إفشال تحالف حزب الاتحاد الاشتراكي (26 مقعدا) والعدالة والتنمية (سبعة مقاعد)، حيث لوحظ، أمام هذا الهجوم، غياب تام للسلطة التي كان عليها القيام بالواجب حتى تمر عملية اقتراع الرئيس وأعضاء المكتب في جو ديمقراطي ونزيه، بعيدا عن أية ضغوطات وإغراءات واستفزازات. ورغم هذا «الحياد المشبوه» الذي تكرسه السلطة بأكادير، فإن «التحالف»- كما صرح بذلك وكيلا لائحتي الحزبين المتحالفين- سيظل قائما ومتماسكا حيال جميع الإشاعات المغرضة، لأن «الجميع توحده قناعة مشتركة قوامها، مواصلة التغيير بالبلدية ومحاربة الفساد والحفاظ على ممتلكات البلدية من أي نهب أواختلاس». ومازال ال 24 مستشارا المشكلون لتحالف مستشاري الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية وجبهة القوى الديمقراطية والحركة الشعبية بخريبكة، يواصلون اعتصامهم المفتوح داخل البلدية إلى حين توقيف الميليشيا المسلحة التي سخرها رئيس المجلس البلدي السابق، أمام ممثلي وأعوان السلطة، للانهيال عليهم بالضرب وإتلاف كل محتويات قاعة التصويت، لصالح تحالف التجمع الوطني والاتحاد الدستوري. أما في مدينة الدارالبيضاء، فقد أدخل احتجاج حزب العدالة والتنمية العملية الانتخابية في «حالة انحصار» لم تستطع سلطات المدينة فكها، إذ وجه الإسلاميون انتقادات لاذعة إلى محمد ساجد، الرئيس السابق للمجلس، الذي كان متحالفا معهم إلى غاية يوم أول أمس، ليفاجئهم بانضمامه إلى تحالف حزب «الأصالة والمعاصرة» الذي يضم «الحركة الشعبية» وحزب «الاستقلال» و«الاتحاد الدستوري»، مرددين مجموعة من الشعارات تندد بعملية «تهريب البشر». وزادت حدة الاحتجاج بعدما تسربت لائحة الأعضاء الذين يشكلون المكتب، حيث خرج عشرات الأعضاء وضغطوا على شفيق بنكيران، رئيس الجهة السابق، لتقديم ترشيحه لعمودية الدارالبيضاء، مدعوما من رئيس مجلس العمالة السابق سعيد حسبان ومجموعة من رؤساء المقاطعات السابقين وحزب «العدالة و التنمية» وأعضاء من «الأصالة و المعاصرة»! وتبقى الأضواء مسلطة بشكل كبير على الكيفية التي سيتم بها تشكيل مكتب مجلس بلدية الرباط، يومه الثلاثاء 23 يونيو 2009، خاصة بعدما أعلن حزب العدالة والتنمية، أول أمس، عن سحب ترشيح ممثله لرئاسة مجلس مدينة الرباط لفائدة فتح الله ولعلو، مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي. وكانت مجموعة من الأحزاب السياسية قد وقعت على تحالف لإنقاذ الرباط من الفساد والمفسدين، وهو التحالف المشكل من أحزاب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والعدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار.. أما في مدينة فاس، فقد انسحب ممثلو أحزاب (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية) من جلسة انتخاب مكتب البلدية، التي أعادت حميد شباط إلى العمودية ب 63 صوتا من أصل 97 صوتا. وطالب المنسحبون بفتح تحقيق حول «الانتهاكات التي سجلت خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية» بفاس.