فاز الأخ فتح الله ولعلو، أمس الثلاثاء، بعمودية مدينة الرباط، بعد أن حاز على 47 صوتا مقابل 39 لمنافسه عمر البحراوي. وجاء هذا الفوز نتيجة للتحالف الذي ضم كلا من أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، العدالة والتنمية، الاستقلال، التقدم والاشتراكية، التجمع الوطني للأحرار وجبهة القوى الديمقراطية إلى جانب بعض المنتخبين الشرفاء، وذلك في إطار التحالف من أجل محاربة الفساد بالمدينة. وتميزت عملية الاقتراع من أجل اختيار عمدة الرباط باتخاذ إجراءات أمنية مشددة، تفاديا للأحداث التي شهدتها كلا من أكادير وخريبكة من احتجاز لصناديق الاقتراع وتكسيرها وإتلاف تجهيزات قاعة الاجتماع. كما لم يتم السماح بدخول ممثلي وسائل الإعلام إلى مقر ولاية الرباطسلا زمور زعير. ومباشرة بعد الإعلان عن انتخاب فتح الله ولعلو عمدة لمدينة الرباط، صرح هذا الأخير للجريدة بأن «هذه النتيجة هي ثمرة عمل جماعي يروم إعادة الاعتبار للعمل السياسي في العاصمة الرباط، وإعطاء العمل الجماعي الأهمية اللازمة». ولاحظ ولعلو أن هذا التحالف لم يتأثر بالضغوطات مما يمنحه مصداقية واستمرارية من أجل النهوض بمدينة الرباط. وفي السياق ذاته، صرح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، للصحافة بالقول: «إن ستة مقاعد لفتح الله ولعلو تساوي ثلاثين مقعدا للأحزاب الأخرى»، مؤكدا أن «الرباط سوف تعرف مرحلة جديدة من النماء والعمل الجاد، خاصة أن العمدة ولعلو يتمتع بصفات وخصال نؤهله لذلك». وفي مدينة أكادير هي الأخرى، تمكن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من الفوز بعمودية المدينة، حيث حاز طارق القباج على 34 صوتا من أصل 55 صوتا، مجهضا بذلك كل محاولات خصومه الذين ناورا بشتى الوسائل للحيلولة دون نجاح عملية الاقتراع، بعد أن حاولوا تأجيل تشكيل المكتب إلى وقت لاحق بدون مبرر قانوني، وقيامهم باحتلال قاعة الاجتماع وتكسير صندوق الاقتراع ومختلف تجهيزات القاعة. ورغم كل تلك المناوشات والخروقات الفاضحة للقانون، فإن السلطات المشرفة على تسيير عملية الاقتراع، أقرت بقانونية انعقاد الجلسة، حيث تم افتتاحها بمحضر كما تم استكمال النصاب القانوني للأعضاء المصوتين. ومن جانبه، ظل فريق التحالف المتشكل من 33 منتخبا من الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية متشبثا بالاستمرار في انعقاد الجلسة، وصمد أمام السلوكات المستفزة لمنافسيه، الذين قاموا مرة أخرى بعرقلة عملية التصويت. وقامت السلطات بإخلاء القاعة من الحاضرين، باستثناء المنتخبين واللجنة المشرفة على الاقتراع. واستمر الحال على ما هو عليه إلى حدود الساعة العاشرة ليلا، حيث أعلن 21 منتخبا من حزبي الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والحزب العمالي الانسحاب من القاعة - باستثناء منتخب واحد من الحزب العمالي والذي قرر التصويت لتحالف الأغلبية- وأوهموا حشود الناس المتجمهرين أمام قصر البلدية بأنهم تعرضوا للطرد من طرف قوات الأمن. وفي ظل تلك الأجواء، تم إجراء عملية الاقتراع التي أسفرت عن فوز طارق القباج. وفور إعلان تلك النتيجة، عمت الفرحة أرجاء المدينة، ليسدل بذلك الستار عن مسلسل دنيء من الدسائس التي حيكت ضد القباج لمدة ست سنوات وضد التحالف القوي بين الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية بعد إعلان نتائج اقتراع 12 يونيو 2009.