نتوفر على مهتمين وليس على متخصصين في الوقت الذي نجد في العالم كله متخصصين في الأنواع الرياضية، لازلنا نحن في المغرب نعتمد على المهتمين، وما يلاحظ الآن غالبية الجيل الجديد من الصحافيين هو انه ولجوا المجال بدون تكوين. وهناك من يختصر الاعلام الرياضي في كرة القدم، وهذا شيئ طبيعي لكونها شعبية، وأسهل طريق للوصول الى النجومية . بالنسبة للاعلام الرياضي وكباقي الميادين الأخرى، عليه أن يحترم الثوابت، التي تتجلى في التأكد من المصادر حتى لا يسقط في ترويج الاشاعة. الاعتماد على المصادر الموثوقة يعطينا اعلاما صادقا ينقل الحقيقة بدون تزييف أوتحريف. أخلاقيات الاعلام الرياضي اخلاقيات الاعلام تستوجب أن يكون للموضوع المثار هدفا سواء تعلق الأمر بالتنويه أو النقد، لأن ذلك يعطينا اعلاما رياضيا تنمويا، اعلاما يبني ويطور، ويقترح ويبادر ويجتهد. والواصف الرياضي عليه دائما أن يقدم الرأي، والرأي الآخر، وعليه أن يترك الحكم للرأي العام، ومن هنا يصبح لنا رأي عام له نظرة متوازنة. المعلق الرياضي عليه ان يكون رجل تواصل، وليحقق هذا الهدف عليه أن يكون مثقفا في المجال الرياضي . القنوات أنتجت تعليقا شعبويا في مجال التعليق الرياضي هناك المدرسة الفرنسية والعالم الفرنكفوني، وهي مدرسة علمية وثقافية، وهناك المدرسة الأنكلو ساكسونية وهي مدرسة واقعية، وهناك مدرسة امريكا اللاتينية التي تحرك العواطف وتدغدغ المشاعر. والمغرب العربي يميل الى المدرسة الفرنسية، ويلجأ الى كلمات سهلة وناعمة، ولكن مع ظهور القنوات الخاصة ظهر في العالم العربي تعليق شعبوي و فوضوي، لايثقف، وكل ماهناك معلق يصرخ، يتحدث عن الرقص وتاريخ الشعوب والطبخ، وهذا لايساعد المتلقي في فهم المباراة، وهناك ايضا معلقون يحضرون معهم الكثير من الكتب، وتراه طيلة المباراة يقرأ، ويقرأ. المعلق الآن في القنوات الفضائية يصرخ بشكل رهيب ومزعج وتسمعه يتحدث عن السنفونية، وعن معركة نابليون (هذه مصيبة). وبكل صدق هذا النوع من التعليق ينطبق عليه ما ينطبق على كل الظواهر التي تظهر لكنها لا تلبث أن تزول.إننا لسنا أحسن من الانجليز الذين اخترعوا الكرة ولسنا أحسن من المعلقين الفرنسيين والاسبانيين الذين يعلقون بواقعية شديدة، بواقعية تقربنا كثيرا من المباراة، وتنصب على الجانب التقني ومقومات اللاعبين وخطط المدربين، ولاشئ آخر. المعلقون المغاربة بين جيل الرواد والجيل الجديد هناك جيل الرواد الذي رسم الكثير من الأسماء الرائدة (الغربي، طارق الزوين، اكديرة، عبد اللطيف الشرايبي، كمال لحلو) هؤلاء شكلوا جسر الربط مع الجيل الثاني والذي يضم الايوبي والحراق، المهدي ابراهيم ،العزاوي،زدوق.. ومع هذا الجيل تم إدخال الكثير من المصطلحات وأعطى الجرأة للاعلام الرياضي سواء تعلق الامر بالاذاعة أو التلفزة. وقد كانت مهمة هذا الجيل صعبة لأن معه ظهرت القنوات الفضائية والمشاهد او المستمع عنده مجال كبير للمقارنة. بعد هذا الجيل جاء جيل (التويجر، شخمان ،عادل الدودي، الزموري.. وقد أصبح أكثر حضورا رشيد، وفاء نصر ) وهؤلاء يخضعون الى تأطير مركز، ويمكن القول إنه بدا هناك نوع من التخصص عند هذه الجيل (الحراق في التنس، عادل في كرة السلة، حميد في كرة اليد، رشيد في الكرة الطائرة، وفاء في الرياضات النسوية، وهذا الجيل هو جيل جامعي يحمل معه رصيدا معرفيا مهما ويمكن اعتباره من أحسن المعلقين لأنهم يبادرون ويقترحون، وعملهم لايقتصر على التعليق على المباريات. واقع المعلقين في الاذاعات الخاصة باستثناء خيي بابا و أبو سهل، فإن هذه المحطات فتحت أبوابها لأناس ليست لهم أية تجربة، و منهم من يعمل على تشويه التعليق، وهذا شيئ طبيعي ماداموا لم يخضعوا الى أي تكوين، كما أنهم منعدمو التجربة. كما أن رصيدهم العلمي والمعرفي قليل جدا.