يقر محمد برادة المسؤول الأول عن «سبريس» أبرز الشركات المغربية لتوزيع الصحف، بضيق مساحات الإقبال على اقتناء الصحف، وبضعف نسبة القراءة بشكل عام. ويعتقد بأنه ورغم التطور الذي عرفته الصحافة الرياضية، شكلا ومضمونا، واحتلالها لمساحات مهمة في صفحات اليوميات والأسبوعيات، فلم يشكل ذلك دافعا مؤثرا في عملية الرفع من نسبة القراءة والتتبع. برادة الذي التصق اسمه بعالم توزيع الصحف، يعرف مدى القيمة التي تحيط بدنيا الرياضة كممارسة، تتبع، وإعلام، فقد سبق له أن مازج بين كل هاته الركائز كلاعب وكمدرب وكمسير، وكإعلامي ومهتم. وعلى هذا الأساس، يرى بأن الصحافة الرياضية انتعشت في بداية السبعينيات، على يد أسماء يعتبرهم من الرواد كنور الدين كديرة ومحمد الغربي، وكدانيال بيلار وعلي بوهضار و « le petit marocain».. وعلى امتداد الفترة منذ السبعينيات وإلى غاية اليوم، يظن برادة بأن الصحافة الرياضية خضعت دوما لتقلبات على مستوى قوة حضورها، وذلك في ارتباط وثيق بازدهار الرياضة الوطنية.. ويفسر ذلك بكون الصحافة الرياضة تعيش أوجها تتبعا ومبيعا، في كل فترة تصادف تميزا ونجاحا رياضيا وطنيا. وتبقى كرة القدم، حسب برادة، صاحبة الأولوية والأسبقية في نيل الاهتمام، في حين تغيب العديد من الأنواع الرياضية مما يؤثر سلبا على أدائها، ومنها من تسقط تماما من ساحة المتابعة والتتبع. وعن «السوق الجديدة» للصحافة الرياضية المتخصصة، يقول محمد برادة أن اللبنة الأولى لبناء هذه السوق، ظهرت في سنة 1986، بصدور جريدة «المنتخب» المتخصصة، وتلاها بروز عناوين جديدة تتفاوت قيمتها الصحافية وحجم انتشارها على الساحة الوطنية. وأشار في هذا الصدد، إلى أنه لا يجب أن ننكر ماقدمته الصحافة الحزبية اليومية في المجال، التي قدمت صفحات رياضية متميزة على يد أقلام رائدة خلقت مدرسة في الصحافة الرياضية. وارتباطا بنفس الموضوع، يرى محمد برادة أنه يجب تشجيع الاستثمار في الصحافة الرياضية المتخصصة، والإيمان بكونها أضحت عملية اقتصادية جد هامة، مستدلا بحالها في أوربا مثلا، حيث تحقق الصحف الرياضية أرقاما مالية ضخمة، جزء منها يتم تخصيصه للمساهمة في تطوير الرياضة. ويرى أن المجال الوطني قابل للاستثمار شريطة تمتعه بالرعاية من لدن مختلف المتدخلين، سيما أن المستشهر يفضل الصحف والصفحات الرياضية كمساحة لعرض منتوجه. بينما يلاحظ برادة في نفس الإطار، أن سوق الاشهار بالمغرب، يفتقد إلى توزيع عادل وبالتالي فهناك ضرورة لإعادة وضع مقاربات جديدة تستفيد منها كل المنابر الصحافية. ومن هذا المنطلق، يدعو محمد برادة إلى ضرورة التفكير في عقد مناظرة وطنية حول الصحافة الوطنية، والرياضية منها على وجه الخصوص، لوضع تقييم شامل، ولتبادل المعلومات والاطلاع على التجارب الأخرى، ولمناقشة كل القضايا المتعلقة بالمجال، وتكون المناظرة مناسبة لتوحيد وتقريب رؤى جميع المتدخلين والفاعلين. وفي «سبريس»، يؤكد برادة، هناك دائما استعداد لتشجيع كل عمل إبداعي وكل إنتاج إعلامي، والصحافة الرياضية تحظى بالأسبقية في الاهتمام «ربما يعود ذلك لميولاتي الرياضية وصداقاتي المتعددة في عالم الرياضة». وكل المشاريع والمنابر التي رأت النور، يقول برادة، كانت «سبريس» حاضرة فيها ومتواجدة بشكل مباشر. وبلغة الأرقام، يوضح محمد برادة، أن مجموع المبيعات في الصحافة الرياضية لاترق إلى ما يقدمه سوق الطلب، ونسبة القراءة تظل ضئيلة جدا. ويصر محمد برادة على أنه سيظل متفائلا بمستقبل الصحافة الرياضية، التي لا تحتاج، حسب رأيه، إلا للدعم والعناية، لأنها مؤهلة بشكل كبير لتحقيق الانتشار والتطور.