لا يمكن أن يتحول العرس الى عزاء! كان ذلك أول انطباع أحس به وأنا أتلقى نبأ استقالة السي عبد الله غلام من رئاسة الرجاء في خضم الاحتفالات التي عاشتها مختلف أطياف الفريق الأخضر، مساء الأحد الماضي، ليس في الملعب وحسب، بل في مختلف أنحاء البيضاء ببيوتها وأحيائها ومقاهيها وثنايا الدروب، حيث »تخيم« أجناس الغرين بويس... لعله مجرد رد فعل دفين كان ينتظر هذه اللحظة بالذات لحظة التتويج، انطلاقا من كونه ليس فقط مجرد تتويج تقني لمسار رياضي تفاعلت فيه الأرقام ما بين الخسارة والتعادل والفوز، وهو مسار لم يكن بالهين، إذ نتذكر مسلسل الإحباطات التي واجهت الخضر في مرحلة الذهاب، وكانت تتطلب منهم الصبر والممانعة وركوب التحديات... بل إنه تتويج للإرادات الحسنة وصمودها وبعد نظرها في تدبير الشأن الرجاوي العام، إذ أن لقب البطولة ليس صفة تحدد بما يجري على الرقعة الخضراء طيلة 90 دقيقة... فحسب. إن كرة القدم الوطنية، وكما تأكد ويتأكد منذ انعقاد الجمع العام الأخير لجامعتها محتاجة الى ترسانة من التغيرات في النصوص، كما في الرجالات والكفاءات والمأموريات على مستويي التدبير القيادي (الجامعة) والتدبير القاعدي (الأندية)، ولن نجازف إذا قلنا بأن الاستثمار في الرجالات والكفاءات هو أكبر هاجس يخلخل كيان كرة القدم الوطنية اليوم والآن، وليس في هذه اللحظة بالذات تخرج بعض الدمامل المتسترة لتعرقل انطلاقة العهد الجديد. نعم، هناك صراعات وإرادات متباينة حجماً وعمقاً في الجسد الرجاوي، كما هو الشأن في باقي الأجساد المتحركة في تدبير الأندية المغربية الكبرى... لكن عندما تشرئب أعناق المغاربة إلى آفاق المستقبل متحدية حواجز »الأنا« والخصومات الظرفية والحساسيات الشخصية، فإن ذرائع العياء وترك الأمور للمتنطعين والغوغائيين تتخذ صبغة الانتقام والتخلي والتنصل من المسؤولية، وهو ما يضر بالمسار الجديد، وحتى لو فرضنا أن هناك إرادات حادة وجادة في الأسرة الرجاوية تتوخى الأفضل والأنضج مالياً وتقنياً، وبالتالي هيكلياً واحترافياً، فإنها محتاجة إلى أرضية مريحة. ولعمري إن التتويج باللقب هو أُسُّ هذه الأرضية، فهل غاب ذلك عن الجميع، سواء الملوحين بالاستقالة أو الراغبين في استبدال الكبابيط من أجل الاستبدال، والذين كانوا ولاشك ينتظرون موسماً أسود؟