أعلن بالرباط، يوم الخميس الذي صادف اليوم الوطني للموسيقى، عن 450 مليون سنتيم كرقم لدعم الأغنية المغربية العصرية بمختلف مشاربها وتعبيراتها الموسيقية لرفع من إنتاجياتها بعدما عانت، ولازالت، من ركود فظيع يندر باحتضار وشيك، وهي التي كانت تشكل عمادا وقاطرة للفن المغربي الموسيقي عامة، حيث من المنتظر أن تدعم المبادرة حوالي خمسة عشر مشروعا سنويا، كل مشروع (ألبوم) سيحظى ب 30 مليون سنتيم كسقف أعلى بعد الحظوة بموافقة لجنة مختصة تتشكل من أطر منتسبة لوزارة الثقافة ومهنيين مبدعين يتوافق على تعيينهم المهنيون أنفسهم . جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمتة وزارة الثقافة بمقر المكتبة الوطنية الجديد.. حيث افتتحت وزيرة الثقافة الفنانة ثريا جبران اليوم بكلمة جد مؤثرة ومقتضبة كشفت من خلالها أن هذا الحدث الذي لَمَّ نخبة عريضة من الفنانين والمطربين والملحنين وكتاب الكلمات والموزعين.. يمثلون مشارب موسيقية متعددة من عصرية وشعبية وأمازيغية وشبابية.. في يومهم الوطني... هو حدث تاريخي بالنسبة لمستقبل هاته الأغنية، التي تعيش نوعا من عدم الاهتمام..، حدث سيسد فجوة كانت تخرق هذا المجال الابداعي الذي سيطرح موضوع دعمه أمام أنظار جلالة الملك في ذات اليوم لأجل المصادقة عليه في المجلس الوزاري الذي سينعقد بمدينة فاس، بهدف تتميم حلقة الدعم العام المقدم للكتاب والمسرح والسينما وبهدف تشجيع الأغنية لأجل تطويرها عن طريق منح دعم مالي مباشر يستفيد منه المهنيون في مجال الموسيقى والغناء عبر إنتاج مشاريع موسيقية وغنائية سنويا مستقاة من الينابيع الفنية بمختلف مناطق المغرب، تستهدف كل الأجيال والاتجاهات والميول. اليوم الدراسي هذا، الذي شهد غيابا لافتا للعنصر النسوي الموسيقي، كان حافلا بمداخلات مهنيين أكثرها أقر بأن الداء الذي تتخبط فيه الأغنية المغربية يتمثل في انعدام الإمكانيات المادية والتي تحد من انتشارها ورواجها وليس في أزمة المخيال، فهناك مطربون وملحنون وعازفون وموزعون في المستوى العالي ما يمكن الأغنية المحلية من أن ترقى الى ما يصبو إليه الجميع، لكن هناك احتباسا يحول بينها وبين الطموح المشروع.. ويتمثل في عناصر ذاتية وأخرى موضوعية، حيث بالإضافة إلى ما ذكر بالنسبة لتشخيص الأزمة، سجل أن هناك تراجع فيما يتعلق بالكم، والتأثير السلبي لانتشار الفضائيات المشرقية، وعدم التزام القطب العمومي بدفتر التحملات فيما يخص إنتاج وبث الأغنية المغربية، وغياب قناة فضائية موسيقية مغربية لتروج للموسيقي الوطنية.. اليوم، أيضا، كان فرصة للحديث عن تفاصيل الدعم وكيفية تصريفه، ومن هم المستفيدون منه، وما هي الأصناف التي سيشملها.. إذ كانت اللحظة مناسبة لمناقشة محور هوية المستفيدين وحجم المشاريع الفنية المقترحة والإمكانيات المرصودة والتنوع والتعدد الجهوي الذي تم التوضيح بشأنه أن إعادة صياغة الثرات الغنائي الموسيقي سوف لن يستفيد من دائرة الدعم بالنظر لانعدام عنصر الجدة الذي يعتبر من المواصفات الأساسية لنيل المنح. تشكيل لجنة الدعم وآليات اشتغالها كانت من المحاور الاساسية التي تم تناولها واستأثرت باهتمام الحاضرين من منطلق أنها تعد مسألة حاسمة في إفشال أو نجاح هذا المشروع الفني الحساس، وهي التي من المنتظر (اللحنة) أن تتكون من أطر من وزارة الثقافة لها خبرة بالمجال ومبدعين مهنيين .. تتمتع بكامل الصلاحيات على مدى سنتين وتجتمع ثلاث مرات في السنة أو كل ما دعت الضرورة لذلك. وعلى هذا الأساس فقد تم وضع أرضية معايير لكي تستفيد الأغنية من الدعم، يتمثل المعيار الأول في الجودة (وهي نسبية)، الجدة، المهنية (موجهة الى المهنيين)، الجهوية (تعميم الاستفادة وتكافؤ الفرص تفاديا لكل إقصاء ولا تعني الكوطا)، التنوع حيث اللجنة لها سلطة تقديرية في تناول الاعمال.. وهي معايير اعتبرها حسن النفالي، مستشار السيدة الوزيرة الذي قام بتسيير الندوة، أرضية غير ملزمة، بل هي مقترحات لابد من أن تعدل وتعزز مداخلات كل من حسن نجمي مدير الكتاب بالوزارة الذي قدم توطئة حول مضامين المشروع (التعدد الجغرافي وتنوع الأغنية المغربية) وعبد الحق أفندي، مدير الفنون، الذي تحدث عن ما يوصف بأزمة الأغنية المغربية، وسعيد عامل، مدير قسم المهرجانات، الذي أسهب في الحديث عن هوية أعضاء لجنة البث في المشاريع ومعايير الأعمال المستفيدة، من خلال مناقشات الفاعلين الحاضرين الذين كان من ضمنهم أحمد العلوي، نقيب النقابة المغربية للمهن الموسيقية والشاعر الغنائي أحمد صبري والفنان محمد الدرهم، رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، والفنان نعمان لحلو والشاعر الغنائي أحمد الطيب لعلج والشاعرالغنائي محمد الباتولي والفنان جمال الدين بنحدو وغيرهم كثير الذين استثمروا اللحظة وأغنوها بملاحظات واقتراحات جمة ضمتها توصيات تتمثل في تثمين مبادرة الوزارة الرامية الى دعم الأغنية المغربية، تعزيز مبادرة الوزارة بدعم من جهات أخرى حكومية، إشراك وسائل الاتصال السمعية البصرية في ترويج الأغنية المغربية، لفت الانتباه الى أهمية المنج في صناعة الإغنية، إيلاء الأولوية للمشاريع الفنية ذات الارتباط بالثقافة المغربية، دعوة المبدعين المغاربة إلى تحسين وتطوير لغة التعبير الفني، كتابة، لحنا وأداء، تتويج مبادرة دعم الأغنية بإحداث مهرجان سنوي للأغنية، إحدلث جائزة الإبداع الغنائي، الوقوف على انتظارات الفاعلين بإعداد استمارة تتضمن أسئلة حول واقع الأغنية المغربية وسبل تطويرها وكذا إحداث بوابة إلكترونية من أجل تلقي أفكار واقتراحات كل المهنيين والمعنيين بالقطاع ثم الحرص على استفادة الفنان المغربي من الإمكانات التمويلية ودعوة وسائل البث الى التقيد بمقتضيات كناش التحملات فيما يخص الأغنية المغربية.