.. هم نجوم طبعوا الأغنية المغربية بإبداعاتهم الرائعة، وتميزوا بإسهاماتهم وبأفكارهم وعملهم الفني النير، منهم شعراء وزجالون، ومنهم ملحنون ومطربون وموسيقيون ومغنون .. هؤلاء الرواد تركوا علامات بارزة في التاريخ الفني الموسيقي المغربي منذ بداية انطلاقته في بداية الثلاتينات من القرن الماضي . لقد صنعوا المجد لوطنهم ورسخوا معالم الأغنية المغربية بصفة عامة والأغنية الأمازيغية والشعبية و العصرية بصفة خاصة ، ومزجها بعضهم بفن العيطة التي هي مكون أساسي من مكونات تراث غنائي شعبي أصيل . كما يوجد من بينهم نجوم في الموسيقي الأمازيغية التي لها مسار فني غني بتجربة متميزة. ومنهم من أسس لأغنية مغربية عصرية وارتقوا بها إلى مستوى عال .. ومنهم من حافظ على مكانة الموسيقى الأندلسية (طرب الآلة) بالمغرب التي هي متميزة بمدارسها الثلاثة الرئيسية : مدرسة عبد الكريم الرايس بفاس، مدرسة أحمد الوكيلي بالرباط، ومدرسة محمد العربي التمسماني بتطوان . ثم فن السماع والملحون والإيقاع ... هؤلاء النجوم قدموا للفن الموسيقي وللأغنية المغربية وللحن خدمات جليلة ، استطاعوا بأعمالهم الجميلة حمل مشعل التراث الفني الأصيل للأغنية واللحن والموسيقى بالمغرب، ومن ثمة إيصال هذا التراث الفني إلى الأجيال الصاعدة، وربطوا الجسور مع الأجيال المقبلة ، قبل أن يودعونا ، تاركين لنا أجمل الأعمال الخالدة. والتي من الصعب أن نجد رجالا بقيمة الرواد الأولون. ولد بمدينة القصر الكبير سنة 1948 ، بعد متابعة دراسته ،التحق بالمعهد الوطني للموسيقى والرقص بالرباط سنة 1962 ، حصل على ديبلوم في شعبة «الصولفيج» وابتداء من أكتوبر 1967 عين أستاذا بالمعهد الموسيقي بمدينة فاس ومكناس ، وفي سنة 1971 التحق بالمعهد الموسيقي بالرباط ، وفي أكتوبر 1973 عاد إلى مسقط رأسه مدينة القصر الكبير حيث تحمل إدارة المعهد الموسيقي ، كما عين رئيسا لمكتب الموسيقى والإمتحانات بوزارة الشؤون الثقافية مع الإحتفاظ بمسؤوليته الإدارية بالمعهد . في أكتوبر 1977 عين مديرا للمعهد الموسيقي بطنجة إلى غاية شتنبر 1986 ، والتحق في نفس السنة بوزارة الشؤون الثقافية ، كان قد كون جوق معهد طنجة للموسيقى الأندلسية ، وجوق الفرقة السامفونية وهي مجموعة صوتية «كورالية» للأطفال اعتمدت على نصوص تربوية شعرية . قدم إنتاجات إبداعية من ألحانه في عدة مناسبات وطنية وثقافية وفنية ، تحت إشراف وزارة الثقافة . لحن نصوصا شعرية ، له كتابات حول التراث الموسيقي العربي المغربي في مختلف الصحف والمجلات الوطنية والعربية وعبر برامج إذاعية . شارك في عدة تظاهرات ثقافية وفنية على المستوى الوطني والعربي منها المناظرتان الوطنيتان حول الثقافة المغربية بتارودانت في يونيو 1986 وفاس في أكتوبر 1990 ، والملتقى الأول للإبداع العربي بأكادير في أكتوبر 1998 ، وبطرابلس ليبيا سنة 1989 . شارك في مجموعة من المؤتمرات كعضو الوفد المغربي منها المؤتمر الخامس للمجتمع العربي للموسيقى ببغداد في أكتوبر 1977 والذي انتخب في مجلسه التنفيذي في مارس 1981 ببغداد ، ثم المؤتمر الثامن في فبراير 1986 وانتخب نائبا للأمين العام لاتحاد الموسيقيين العرب ببغداد في 11 أبريل من نفس السنة . مثل المغرب في عدة ملتقيات ومؤتمرات مثل الربيع براغ تشيكوسلوفاكيا سنة 1974 ، والمهرجان القومي الأول للأغنية العربية ببغداد في شتنبر 1981 ، والمجلس التنفيذي للمجتمع العربي للموسيقى ببغداد في فبراير 1983 ، والمؤتمر الدولي الرابع للموسيقى ببغداد في 22 أبريل 1986. توفي الفنان محمد الرايس يوم الأربعاء فاتح يناير 1997 ، وهو يتصفح الجرائد الوطنية بقاعة النادي المغربي .