.. هم نجوم طبعوا الأغنية المغربية بإبداعاتهم الرائعة، وتميزوا بإسهاماتهم وبأفكارهم وعملهم الفني النير، منهم شعراء وزجالون، ومنهم ملحنون ومطربون وموسيقيون ومغنون .. هؤلاء الرواد تركوا علامات بارزة في التاريخ الفني الموسيقي المغربي منذ بداية انطلاقته في بداية الثلاتينات من القرن الماضي . لقد صنعوا المجد لوطنهم ورسخوا معالم الأغنية المغربية بصفة عامة والأغنية الأمازيغية والشعبية و العصرية بصفة خاصة ، ومزجها بعضهم بفن العيطة التي هي مكون أساسي من مكونات تراث غنائي شعبي أصيل . كما يوجد من بينهم نجوم في الموسيقي الأمازيغية التي لها مسار فني غني بتجربة متميزة. ومنهم من أسس لأغنية مغربية عصرية وارتقوا بها إلى مستوى عال .. ومنهم من حافظ على مكانة الموسيقى الأندلسية (طرب الآلة) بالمغرب التي هي متميزة بمدارسها الثلاثة الرئيسية : مدرسة عبد الكريم الرايس بفاس، مدرسة أحمد الوكيلي بالرباط، ومدرسة محمد العربي التمسماني بتطوان . ثم فن السماع والملحون والإيقاع ... هؤلاء النجوم قدموا للفن الموسيقي وللأغنية المغربية وللحن خدمات جليلة ، استطاعوا بأعمالهم الجميلة حمل مشعل التراث الفني الأصيل للأغنية واللحن والموسيقى بالمغرب، ومن ثمة إيصال هذا التراث الفني إلى الأجيال الصاعدة، وربطوا الجسور مع الأجيال المقبلة ، قبل أن يودعونا ، تاركين لنا أجمل الأعمال الخالدة. والتي من الصعب أن نجد رجالا بقيمة الرواد الأولون. عبد الوهاب أكومي 1919 - 1989 المؤسس الحقيقي لعلم الموسيقى في المغرب 2/2 عبد الوهاب أكومي قدم خدمات عظيمة للموسيقى في المغرب ، كان يعزف على العود والقيتارة بالإضافة إلى امتيازه بعدة نظريات في مجال التدوين الموسيقي ، كما يعتبر المؤسس الحقيقي لعلم الموسيقى في المغرب . واعتمد من طرف الجامعة العربية كسفير موسيقي للبلاد العربية في أوربا نظرا الاجادته العريف بالموسيقى العربية . ويقول أكومي في هذا الصدد : «كان مطمحي بعد انتهاء دراستي أن أعود إلى بلادي وأقيم بها معهدا موسيقيا مغربيا وقد حدث هذا فعلا سنة 1955 ، وكان وقتها يوجد معهد موسيقي فرنسي ، فاتصلت بالمشرف عليه واقترحت عليه انشاء معهد مغربي . واستطعنا رغم الصعوبات والعراقيل أن ننظم في مأرب للسيارات دروسا موسيقية انضم إليها في أول عملية تسجيل حوالي أربعمائة طالب موسيقي ، وفي سنة 1958 أصبحت مدرستنا معهدا وطنيا للموسيقى «. في دجنبر 1958 أصبح عضوا في ديوان عبد الكريم بنجلون وزير التعليم والفنون الجميلة في حكومة عبد الله إبراهيم . وفي سنة 1961 عين مديرا للمعهد الوطني للموسيقى الذي كانت تنقصه الأطر المغربية، إذ كان جل المدرسين فرنسيين، واستطاع بمجهوداته أن يجعل المعهد يتوفر على أطر مغربية ، كما تمكن من إنشاء أزيد من ستة عشرة معهدا موسيقيا . وكان يقدم برامج للتعريف بروائع الموسيقى العالمية . تقلد مهمة إدارة الشؤون الفنية والموسيقية بوزارة التربية الوطنية ، و اشتغل مستشارا لوزارة الثقافة ، ثم إدارة معهد الموسيقى. على يده تكونت عدة أجيال موسيقية ومنها خلق أوركسترا السامفوني جميع أفراده من المغاربة . وهو أول من انشأه داخل المعهد الوطني للموسيقى ، و ناضل من أجل إرسال طلبة مغاربة لدراسة الموسيقية العالمية بالخارج . عبد الوهاب أكومي الموسيقار المتميز ، أطرب أجيالا من المغاربة منذ الخمسينات وحتى وفاته يوم 15 شتنبر 1989 ، إثر حادثة سير حينما دهمته شاحنة ليلا وهو في طريق عودته من مدينة بني ملال حيث كان قد صمم أن يؤسس معهدا موسيقيا بهذه المدينة . كان فنانا عاشقا للفن وللوطن ، استطاع أن يعطي أروع وأحلى ما عنده . يقال عنه إنه أحد رواد المدرسة المشرقية بالمغرب ، وأحد المجسدين الصوت واللحن المغربيين و انصهاره مع كل الإيقاعات العالمية . انتهى