نفي أسقف الرباط المنسنيور فانسنت لاندل ورئيس الكنيسة الإنجيلية بالمغرب جان لوك بلان، في بلاغ أصدراه أمس الاثنين 30 مارس 2009، أي نشاط تبشيري للكنائس المغربية، وذلك ردا على بلاغ السلطات المغربية التي ذكرت أنها قامت بطرد 5 مبشرين كانوا يزاولون نشاطهم التبشيري أمام مغاربة بمدينة الدارالبيضاء يوم السبت الماضي. وذكر بلاغ رجلي الدين المسيحيين أن الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانية (الانجيلية) الموجودتين في المغرب منذ أكثر من قرن من الزمن لا تقومان إلا بمواكبة المسيحيين الذين يعيشون في المغرب في بحثهم عن "الملاذ الروحي". وأضاف موقعا البلاغ أن حوار الأديان- وليس التبشير- هو الرهان الأساس الذي تعمل من أجله الكنيستان اللتان يتحملان مسؤولية تدبيرهما، مبرزين أن حوار الأديان، وخاصة بين المسيحيين والمسلمين، يلغي أصلا النشاط التبشيري، وله بعد ثقافي ولاهوتي، ولكنه موجود أيضا في المجال الثقافي والاجتماعي. وهكذا- يتابع المسؤولان المسيحيان- فإن المسيحيين ملتزمون في مختلف الأنشطة إلى جانب المسلمين، ويشاطرونهم نفس القيم ونفس الأهداف، ولا يخشون الاعتراف باختلافهم. وكانت مصالح الشرطة القضائية بالدارالبيضاء قد قامت بإبعاد مبشرين خارج التراب الوطني كانوا قد قدموا، يوم السبت الماضي، إلى الدارالبيضاء ليزاولوا نشاطهم. ومازال المغرب- رغم بلاغات النفي- يستقطب عدة مجموعات تبشيرية، كلها تتدافع من أجل تحقيق السبق لإدخال أكبر شريحة ممكنة من الشباب المغربي إلى دين المسيح. وتأتي على رأس تلك المجموعات التبشيرية- حسب باحثين مغاربة وأجانب- حركة شهود يسوع وحركة الكنيسة الكونية وحركة الكنيسة الإنجيلية، وهي المجموعات التي دأبت على إقامة أنشطتها في أماكن آمنة في مدن الدارالبيضاء ومراكش وأكادير وسلا وتارودانت والرباط وخنيفرة ومكناس ووجدة. وقد تأجج هذا النشاط التبشيري منذ أعلن المجلس العالمي للكنائس سنة 2002 سنة دولية تقرع فيها جميع الأجراس في كنائس العالم كدعاء يلتزم به جميع المبشرين لتحويل المغاربة إلى مسيحيين، حيث يعتبر المبشرون أن المغرب يشكل خط دفاع متقدم بإمكان كسره أن يفسح لهم المجال للتمدد المريح داخل شمال إفريقيا ودول الساحل.