حاولت بعض الأطراف الخارجية خصوصا في هولندة تسييس ملف طرد المغاربة لمجموعة من المبشرين من أراضيها، وارتأت السلطات الهولندية تصعيد الموقف من خلال استدعاء خارجيتها للسفير المغربي هناك للاحتجاج على قرار الطرد، واختارت أوساط مسيحية أوروبية السير على نفس المنوال بأن احتجت على هذا الطرد، وبالنظر إلى طبيعة الحادث فإن الأمر يتعلق بقرار سيادي ضد أجانب كانوا يمارسون نشاطاً محظوراً يمس المشاعر الدينية للمغاربة المسلمين، وهو قرار محدود جدا في تأثيراته ولاعلاقة له بقضية حرية التدين في بلادنا، إذ أن الطرد لم يكن بسبب ممارسة هؤلاء لشعائر دينية معينة، بل لأنهم مارسوا نشاطا محظورا، بيد أن حرية التدين للأجانب مضمونة في المغرب بقوة القانون وبقوة الممارسة الواقعية. وفي هذا الصدد ولتنوير الرأي العام ولدحض الادعاءات والافتراءات ولإفراغ المغالطات من محتواها أكد أسقف الكنيسة الكاثوليكية بالرباط السيد فانسان لانديل أن «التبشير المتمثل في إكراه فئات تعاني من الهشاشة على تغيير ديانتها يعتبر عملا مدانا». وأكد الأسقف لانديل أن الأشخاص الذين تم طردهم من طرف السلطات المغربية مؤخرا لقيامهم بأعمال تبشير «لايتصرفون وفق قوانين الكنيسة الكاثوليكية ولاتربطهم أية صلة بالأسقفية الكاثوليكية». وعبر الأسقف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن تشكراته لجلالة الملك محمد السادس من أجل حرية المعتقد في المملكة، مؤكدا أن الكنائس في المغرب مفتوحة في وجه المسيحيين الأجانب حيث يمكنهم ممارسة ديانتهم دون أدنى تضييق وحيث يمكنهم التجمع للتفكر في كلام الله وتدارسه. وفي ما يخص ممارسة الشعائر الدينية بالنسبة للأجانب من المسيحيين قال أسقف الكنيسة الكاثوليكية «لنا كامل الحرية المطلوبة». وأكد الأسقف فانسان لانديل ورئيس الكنسية الإنجيلية بالمغرب القس جان لوك بلان في بلاغ له: «لقد مارسنا على الدوام مسؤولياتنا في إطار حرية المعتقد المكفولة للأجانب من المسيحيين» موضحين أن هذه المسؤولية «تتمثل في تقديم المساعدة لإخواننا المسيحيين للالتقاء بإخوانهم المسلمين. والتعرف عليهم واحترامهم وحبهم دون أدنى انشغال بخصوص التبشير». ومن جهته أكد ممثل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالمغرب القس ديميتري أوريكوف. بالرباط، أن المملكة بلد للحرية والانفتاح الديني. وقال القس أوريكوف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن المسيحيين الأرثوذكس بالمغرب ينعمون بحسن الضيافة والعناية التي يوليها جلالة ملك المغرب والسلطات المغربية لحرية الدين والمعتقد. وأضاف أن «الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالمغرب تعارض جميع أشكال التبشير»، مؤكدا أن التبشير لايدخل ضمن المهام الموكولة لكنيسته. من جهة أخرى، ذكر القس ديميتري أوريكوف بأن الكنيسة الأرثوذكسية تشارك بدينامية في مجلس الكنائس الخمس المعترف بها في المغرب الكاثوليكية، الأرثوذكسية اليونانية والروسية والإنجيلية والأنغليكانية. وتحضر كذلك جميع اللقاءات والصلوات المشتركة. وخلص إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية بالمغرب «تحترم جميع الديانات خاصة أن المغرب، بلد ديمقراطي يضمن دستوره حرية التعبير والتدين». من جهة أخرى استقبل وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي ممثلي الكنائس في المغرب ورئيس غرفة الحاخامات بالدار البيضاء،