يطالب تجمع الكنائس الأنجليكانية في اسبانيا حكومة مدريد بالضغط على المغرب وتقديم احتجاج رسمي بسبب طرده مجموعة من المبشرين، في حين يؤكد أسقف مدينة طنجة أن حرية العبادة مضمونة في المغرب ولكن ليس حرية تغيير المعتقد. وكان المغرب قد طرد خلال الأسبوعين الأخيرين مجموعة من المبشرين المنتمين للكنيسة الانجليكانية ومن ضمنهم اسبان وأمريكيون وهولنديون وجنسيات أخرى حتى عربية، ويهم الأمر مسيحياً كاثوليكياً مصرياً كان في مدينة العرائش شمال البلاد، في حين أن باقي المبشرين كانوا في مدن مثل أكادير ومراكش ومدن صغيرة مثل عين اللوح حيث كانوا يشرفون على مركز للأيتام. وعلل المغرب قراره بأن عمل المبشرين يدخل ضمن تغيير عقيدة مسلم، وهو ما يعاقب عليه القانون. وتحفظت واشنطن على قرار الطرد واعتبرته غير مناسب في حين نددت دول أوروبية وخاصة هولندا بالقرار، مؤكدة أنه يدخل ضمن غياب التسامح، ووصل الأمر بقيام وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فرهاخن باستدعاء سفير المغرب في لاهاي للاحتجاج على إقدام السلطات المغربية على طرد سبعة مبشرين يحملون الجنسية الهولندية من منطقة عين اللوح وسط البلاد. وآخر الأصوات التي انضمت إلى قافلة الاحتجاج، مجمع الكنائس الأنجليكانية في اسبانيا الذي يشرف على أكثر من 2300 كنيسة في هذا البلد الأوروبي ذي الغالبية الكاثوليكية. ووجه المجمع رسالة إلى وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس يطالبه فيها بتقديم احتجاج رسمي للمغرب باسم الاتحاد الأوروبي بحكم رئاسة اسبانيا للاتحاد خلال النصف الأول من السنة الجارية. وفي الوقت نفسه، المطالبة بتوضيحات حول عملية الطرد. ومن جانب آخر، يعتبر تجمع الكنائس الأنجليكانية في اسبانيا أن الحكومة المغربية تنهج سياسة متعمدة ضد معتنقي الكنيسة الأنجليكانية تترجم عبر عمليات الطرد المستمرة من هذا البلد العربي. وفي سياق متصل، أوضح أسقف مدينة طنجة التابع للكنيسة الكاثوليكية سانتياغو أغريلو في حوار مع جريدة الباييس أمس الاثنين أن المغرب يسمح بحرية العبادة، ولكن ليس بحرية تغيير الديانة والمعتقد. وأسف لقيام المغرب بطرد مسيحي كاثوليكي وهو المصري المذكور، علما بأنها المرة الأولى التي يتم فيها طرد كاثوليكي في المغرب في حين كان يقتصر الأمر فقط على الانجليكانيين. وأكد الاسقف أن الكنيسة الكاثوليكية لا تمارس التبشير نهائيا بل يقتصر عملها على تعزيز الصداقة بين المسلمين والمسيحيين والقيام بالأعمال الخيرية. وأبرز الأسقف أن الكنيسة الكاثوليكية تدرك القوانين المغربية في المجال الديني، ولهذا فهي لا تقوم نهائيا بالتبشير