بعد احتجاج السلطات الهولندية على قرار السلطات المغربية ترحيل مبشرين مسيحيين يعملون على تنصير المغاربة ، جاء دور سفير الولاياتالمتحدةبالرباط سامويل كابلان ، والذي أبدى احتجاجا قويا ضد القرار المغربي في بلاغ رسمي للسفارة الأمريكية بالمغرب ، عممه قسم الشؤون العامة للسفارة الأمريكية على الرعايا الأمريكيين بالمملكة ، وفي نص البلاغ عبر كابلان عن إصابته بالإحباط والبؤس تجاه قرار الرباط ترحيل أمريكيين يقيمون بصفة قانونية في المغرب ، وأكد السفير أن " الضرر المحتمل للذين مازالوا هنا ( المغرب ) مؤكد وحقيقي " . وبخصوص ما اعتبره كابلان قرارا متسرعا للسلطات المغربية قال بأن " فشل الحكومة في منح مدة زمنية مناسبة لفائدة الأشخاص المطرودين لترتيب أغراضهم ليس عادلا ولا يقبل العذر " ، ورغم دهشته من ذلك أكد بأنه لم يحتج أو يشكك في قوانين المغرب ، رغم أن الدستور المغربي يمنح الحق لكل مواطن في ممارسة شعائره الدينية ، وكونه ممنوعا بشكل قطعي في المغرب ، وفي خاتمة بلاغه قال كابلان : " نحن لا نبحث عن تغيير قوانين المغرب . نحن نبحث أن تتم معاملة مواطنينا وفق معايير الإنصاف المتعارف عليها عالميا . وسأواصل متابعة الوضعية والدفاع عن مصالح المواطنين الأمريكيين " . ومن الجانب المغربي ، كشفت مصادر مغربية مطلعة أن العملية تمت " في احترام تام لحقوق الإنسان وفق الضمانات التي يوفرها القانون ، كما تم الحرص على تسهيل إجراءات السفر بالنسبة إلى المعنيين " ، وصرح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري لوكالة فرانس بريس بأن المغرب " سيكون قاسيا مع كل الذين يتلاعبون بالقيم الدينية " ، وأن هذه القسوة ستكون أيضا ضد دعاة السلفية الجهادية والتشيع من المسلمين . هذا وتساءل مراقبون لوضع الأمن الروحي للمغاربة ، إن كانت السلطات المغربية ستقوم باستدعاء السفير الأمريكي بالرباط وتبلغه عن انتهاك سيادة البلد بعد احتجاجه على قرار سيادي للسلطات المغربية وتأكيده على الدفاع عن مصالح الأمريكيين بالمغرب رغم أن القرار لم يستهدف المصالح الأمريكية بل النشاطات التبشيرية للرعايا الأمريكيين باستهداف أطفال الأسر المعوزة بالمغرب . تجدر الإشارة إلى أته في العام الماضي تعاملت السلطات المغربية بقسوة تجاه أنباء عن أنشطة تشيعية بالمغرب ، وبلغ الأمر حد ملاحقة جميع من يفترض فيهم نشر التشيع ، وكذلك مصادرة كتب الشيعة في المكتبات المغربية والخزانات التراثية . وأخذت المسألة أبعادا سياسية بعد ورود تصريحات إيرانية تعتبر البحرين إقليما إيرانيا ، إذ رد المغرب بإغلاق السفارة الإيرانية بالرباط والتجفيف الأمني لكل ماله صلة بالشيعة والتشيع . والسؤال المطروح حاليا لدى المراقبين يتعلق بمستقبل العلاقات الأمريكية - المغربية بعد تصريحات كابلان ، ومدى انعكاس قرار طرد المبشرين على تعامل الدبلوماسية المغربية مع التمدد الأمريكي بالعالم العربي – الإسلامي خاصة بعد احتلال العراق ومساندة أمريكا المبدئية لإسرائيل .