خصصت مجلة " تايم " الأمريكية تقريرا عن موقف الحكومة الأمريكية من نشاطات الجمعيات التنصيرية في جبال الأطلس بالمغرب، وتحدثت عن التحقيق الذي قام به جهازا الدرك والأمن المغربيان مع مسؤولي ميتم الأمل الذي تديره جمعية مسيحية وما تبع من عملية ترحيل للأجانب العاملين في الميتم الذي كان يقيم فيه 33 يتيما. وجاء حديث المجلة عن القضية بعد أسابيع من الجدل حول الدور التنصيري الذي تقوم به الجمعيات الخيرية في بلد مسلم. ونقلت المجلة عن مسؤول نيوزلندي الجنسية من الذين رحلهم المغرب، قوله إن معظم الأطفال من المتبنين ولا أب او أم لهم، موضحا أنه عندما تم ترحيل أفراد المجموعة بدأ الأيتام يركضون وراءهم، ووصف المشهد بأنه كان صعبا. وتقول المجلة ان العملية التي وجهتها السلطات المغربية ضد قرية الأمل هي جزء من محاولة لملاحقة عمل أكثر من 40 منظمة أجنبية في المغرب: هولندية وبريطانية وأمريكية وكورية. ومن ضمن من رحلوا راهب قبطي مصري كان ينشط في مدينة العرائش وقس من اصل كوري كان ينشط في مراكش حيث القي القبض عليه وهو يقود صلاة جماعية في كنيسة. ومن ضمن الملاحقات قامت السلطات المغربية بتفتيش ميتم أقامته جمعية في أزرو. وتركزت التحقيقات على نشاطات العاملين وأسئلة للأطفال حول الدين، كما نقلت عن احدهم. ولم تتخذ السلطات أي قرار يخص عمل الجمعية الأمريكية. وقالت المجلة ان عملية الترحيل الواسعة للعاملين في جمعيات خيرية يعتبر مفاجأة في بلد معروف بانفتاحه وليبراليته مع انه يحظر نشاطات التبشير. وأشارت تايم الى وجود أقليات مسيحية ويهودية في البلد يتسامح المغاربة مع وجودها. وتنقل المجلة الامريكية عن صحافي اسباني يعمل في المغرب قوله ان الترحيل تقف وراءه دوافع اخرى، مشيرا الى أنها (عملية ترحيل مبشرين) ليست جديدة، فقد حدثت في الماضي لأشخاص اتهموا بالتبشير. ولكنه قال ان عملية الترحيل الأخيرة وعلى هذه القاعدة غير مسبوقة، كما ان دخول الشرطة الى كنيسة أثناء صلاة جماعية يوم الأحد لم يحدث من قبل. وأضاف الصحافي الاسباني ان المغرب لم يرحل يوما اي كاثوليكي. وبالنسبة للسلطات المغربية فالامر متعلق بنشاطات غير قانونية، لكن كريس برودبينت من جمعية الامل يقول ان جزءا من عمله هو التأكيد على فهم طاقم العمل في القرية قوانين وعادات المجتمع والتأكيد على تلقي الأطفال تعاليم الدين الإسلامي. واكد انهم لم يكونوا يدرسون المسيحية بطريقة منظمة. وعندما سألته المجلة ان كانت قراءة الإنجيل للاطفال تمثل تبشيرا، قال انها ليست كذلك. وقال ان السلطات "كانت تعرف، على اي حال، ان هؤلاء الاولاد تربيهم عائلات مسيحية". وتتساءل المجلة عن السبب الذي دعا الحكومة لترحيلهم خاصة ان جمعية الامل تلقت وضع اعتراف من الحكومة. وتنقل عن قسيس من الكنيسة الدولية البروتستانية في الدارالبيضاء قوله انه توصل الى ثلاثة اسباب ربما تفسر الموقف المغربي، وذلك بعد حديثه مع عدد من مسؤولي الحكومة على مختلف المستويات، منها ان تعيين كل من وزيري العدل والداخلية في يناير الماضي اقترح ان كلا منهما يرغب بترك بصمته على المشهد السياسي المغربي ومحاولتهما الحصول على تأييد شعبي. وبنفس السياق نقلت المجلة عن مسؤول المعلومات في السفارة الامريكية في الرباط ان الحكومة المغربية أبلغت السفارة بأن عليها توقع ترحيل لأمريكيين، وبأن السفارة ردت بدعوة حكومة المغرب للتصرف "بتسامح وبما يحترم حقوق الاقليات الدينية". وتقول مجلة "تايم" ان الحكومة المغربية قامت بتنظيم برنامج لإعداد وتأهيل الداعيات،وشملت البرامج تحسين أوضاع المرأة. كما أن الحكومة حسب المجلة ذاتها نظمت حملات ضد الرذيلة كما شنت حملات ضد تناول الخمور في الأماكن العامة واستهدفت أيضا منتهكي حرمة رمضان. أنقر هنا لقراءة المقال الأصلي من مجلة " تايم "