أعلنت وزارة الداخلية عن ترحيلها عددا من الأجانب من جنسيات مختلفة، بعد ثبوت قيامهم بأعمال منافية للقوانين الجاري بها العمل، وأوضح بلاغ الداخلية أنه يوجد من بين هؤلاء الأشخاص 16 فردا ما بين مسيرين ومقيمين بميتم خيري بجماعة عين اللوح بإقليم إفران، حيث كانوا يستغلون الوضعية الاجتماعية لبعض العائلات لاستهداف أبنائها القاصرين من خلال التكفل بهم، دون احترام ومراعاة المساطر القانونية المتعلقة بكفالة الاطفال المتخلى عنهم أو اليتامي. وأشار البلاغ إلى أنه وتحت غطاء العمل الخيري، كانت هذه المجموعة تمارس أنشطة تبشيرية مستهدفة أطفالا في سن مبكرة لا تتجاوز عشر سنوات. مضيفة أنه تم حجز مئات المنشورات التبشيرية وأقراص مدمجة مخصصة لنفس الغاية. وأوضحت مصادر مدنية من جماعة عين اللوح في اتصال مع التجديد أن الجماعة شهدت إنزالا أمنيا مكثفا منذ يوم السبت المنصرم، إذ انتشر قرابة 100 دركي وبإشراف من مسؤولين كبار على هذا الجهاز بالمنطقة، وأمهلوا الأجانب المتهمين بالتبشير في الميتم الخيري الذي يعرف بقرية الأمل إلى يوم الإثنين، حيث احضرت السلطات عددا من الحافلات نقلت على متنها الأجانب حيث تم تنقيلهم إلى الخارج. وأشارت مصادر التجديد إلى أن عددا من الفاعلين المدنيين والساكنة كانوا قد وجهوا عددا من الشكايات إلى السلطات المحلية دون أن تحرك ساكنا، وكان آخرها شكاية أرسلت السنة الماضية إلى قائد جماعة عين اللوح، ورجحت نفس المصادر أن يكون هذا التحرك الأمني يتجاوز السلطات المحلية، لأن الأمر يتعلق بشبكة تنشط في عدد من مناطق المغرب تعمل على احتضان الأطفال المتخلى عنهم ووضعهم تحت كفالة عائلات أجنبية مسيحية. وأضافت ذات المصادر أنه تم نقل مسؤولية تسيير قرية الأمل إلى مشرفة مغربية، وسيصبح الميتم والأطفال المستفيدون منه تحت رعاية الدولة المغربية. وكانت قرية الأمل قد فتحت روضا لاستقبال أطفال القرية وكذا الأيتام والمتخلى عنهم، كما فتحت الباب لاستقبال تلاميذ في المستوى الابتدائي، وكانت تعتزم التوسع من أجل تدريس المراحل الاعدادي والثانوي حيث اشترى المسؤولون عن القرية عددا من الأراضي المجاورة. ومن بين المرحلين الأجانب مبشرون من الولاياتالمتحدةالأمريكية وجنوب إفريقيا وهولندا، ودول أوربية أخرى، هذا وخلف توقيف المبشرين وترحيلهم -بحسب مصادرنا- ارتياحا لدى ساكنة عين اللوح وكذا فعاليات المجتمع المدني. من جهته نشر مدير الموارد البشرية بدار الأيتام المسماة قرية الأمل بعين اللوح كريس برودينت، نداء على الموقع الرسمي للدار يوم الإثنين دافع فيه عن المؤسسة وقال: طلبت منا السلطات الرحيل ولم تحدد المدة التي سنرحل خلالها ولكنه كان واضحا بأنها في حدود ثلاثة أيام، والسبب المقدم منها هو أننا نستقطب الأطفال لحساب الولاياتالمتحدة ونحاول أن ندينهم بالمسيحية رغم أن هويتنا الدينية كانت واضحة للسلطات منذ البداية. وعلى مدى عشرة أعوام سمحوا لنا باحتضان أطفال تخلى عنهم المجتمع. أطفال كان من المحتمل أن يموتوا أو يتم تشغيلهم في دار أيتام كبيرة تابعة للدولة. وأشار برودبنت الذي تم ترحيله وباقي الأجانب إلى أنهم سيتركون خلفهم 33 طفلا من دون أسر ترعاهم، وعمم كريس هذا النداء كما يقول حتى يعرف كل إنسان: الكنائس ووسائل الإعلام والجهات الرسمية وكل واحد لأن ذلك يمثل عارا وفضيحة بالنسبة للسلطات المغربية. وختم بالقول نأمل من الجميع الصلاة من أجل هؤلاء الأطفال نزلاء قرية الأمل. وكانت التجديد قد نشرت من سنتين روبورتاجات وتقارير إخبارية عن قرية الأمل تتناول فيها وضعية الأطفال الذين تحتضنهم هذه المؤسسة، إذ صرح بعض الآباء من جماعة عين اللوح لالتجديد أن أبناءهم يستفيدون من حضانة قرية الأمل، إذ تأتي السيارة يوميا لاصطحابهم، ويدفعون سنويا 100 درهم، كما يستفيد عدد من الأطفال الذين يدرسون في مستويات أخرى خارج المؤسسة من برنامج الأنشطة الموازية في مجال الرسم والأغاني والمسرح، وبالرغم من أن عددا من آباء المستفيدين من هذه الأنشطة يعرفون نشاط الخيرية التنصيري إلا أنهم يعتقدون أن الخطر لن يشمل أبناءهم ماداموا يقضون فيها فترة العطل فقط.وتقوم الجمعية بالتكفل بأطفال معظمهم تخلت عنهم أمهاتهم بعد أن ولدوا خارج مؤسسة الزواج، إذ يعهد بهم إلى هاته المؤسسة مباشرة بعد ولادتهم ليستقروا بها إلى حين بلوغهم سن الرشد القانونية. ويتم التكفل بالأطفال الذين تستقبلهم الجمعية المذكورة عن طريق تخصيص عائلة صورية لعدد من الأطفال الموجودين بها. وتقوم هذه العائلات المكونة من أجانب مسيحيين متدينين على رعاية هؤلاء الأطفال وفق التعاليم المسيحية للعائلات الكافلة، مما يطرح السؤال حول جدوى القانون المتعلق بكفالة الأطفال المهملين؛ الذي ينص على الإسلام كشرط أساسي للأشخاص الراغبين في كفالة الأطفال المغاربة. وتنحدر الأسر الكافلة، حسب ما هو منشور في الموقع الإلكتروني للجمعية، من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلدان غربية أخرى كبريطانيا. ومن بين الأهداف المسطرة لهذه الجمعية في قانونها الداخلي العمل على تكوين الأطفال المكفولين وفق التعاليم المسيحية المقدسة، علما أن هؤلاء الأطفال يقضون معظم أوقاتهم وسط العائلات الكافلة، وهي العائلات ذاتها التي تشرف على تسيير الجمعية أو لها علاقة بمسيري الجمعية. ويعتمد القيمون على الجمعية في التسيير على الفصل 336 من إنجيل ماتيو.