تمخض القرار السيادي المغربي القاضي بترحيل أجانب يمارسون نشاط التهريب بترابه عن مفاجئات غير منتظرة و تطور الى ما يشبه بوادر أزمة ديبلوماسية و سياسية متعددة الواجهات ترهن علاقات المغرب مع شركائه الخارجيين وخاصة في المجموعة الأوروبية . وهكذا أستدعى وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فارهاخن سفير المغرب بلاهاي للاحتجاج ضد إقدام الرباط على طرد سبعة مسيحيين من أصل هولندي من المغرب . وكان الهولنديون السبعة يعملون في منظمة دولية تنشط في إحدى دور الأيتام في منطقة عين اللوح بالأطلس المتوسط ,ودعت أحزاب هولندية ذات المرجعية المسيحية الاتحاد الأوربي الى مراجعة الاتفاقيات التجارية مع المغرب إذا واصل هذا الأخير نهج سياسة متشددة ضد المسيحيين الاوروبيين واعتبر رئيس الديبلوماسية الهولندية أن السلطات المغربية تجاوزت صلاحياتها حين لم تمنح فرصة للعاملين من أجل تقديم توضيحات حول عملهم الانساني منذ عدة سنوات معتبرا أن القضاء هو المخول قانونا للبت في هذه الحالة . و في موضوع ذي صلة أعربت منظمة أبواب مفتوحة غير الحكومية و الناشطة في الدفاع عن المسيحيين في العالم عن قلقها لما أسمته تزايد الأعمال المعادية للمسيحية بالمغرب على خلفية طرد السلطات المغربية للعديد من المبشرين الأجانب . وعبر بلاغ للمنظمة المذكورة عن مخاوف هذه الأخيرة من من زيادة في أعمال معادية للمسيحية في المملكة المغربية خلال الأشهر الأخيرة الماضية و تساءل إن كان المغرب بصدد التراجع عن جهوده في مجال الانفتاح و احترام حقوق الانسان . و في الوقت الذي اعترفت فيه المنظمة الكنسية ضمنيا بقيام المطرودين بنشاط التبشير فإنها في المقابل رفضت التبريرات التي قدمها بلاغ وزارة الداخلية حول الحادث ، و الذي أفاد أن المتورطين استغلوا حاجة و فقر بعض العائلات لاستهداف أطفالها القصر بنشاط التهريب ، في انتهاك للإجراءات القانونية الجاري بها العمل بشأن كفالة الأطفال الأيتام أو المتخلى عنهم . و تحدث البلاغ أيضا عن 33 طفلا تبناهم أزواج أجانب بدار للأيتام تزعم المنظمة المسيحية أنها تحظى بمراقبة السلطات الحكومية و باعتراف ر سمي باعتبارها مؤسسة إجتماعية لرعاية الأطفال الذين يضيف البلاغ كانوا يخضعون لبرامج التدريس المتعارف عليها بالمغرب و لم يكونوا يخضعون لأي تعاليم مسيحية في الوقت الذي يؤكد بلاغ وزارة الداخلية حجز مئات المنشورات التبشيرية وأقراص مدمجة مخصصة لنفس الغاية . و تؤكد المعطيات أن المشرفين عن المركز المذكور كانوا موضوع إنذار رسمي سابق و قرارات ترحيل من المغرب لم يتم تنفيذ مقتضياتها القانونية لأسباب مجهولة قد تكون لها علاقة بضغوط ديبلوماسية خارجية أجلت تفعيلها . يذكر أن العديد من الهيئات الدينية في المغرب سبق و أبدت مخاوفها من محاولات يقوم بها بعض المسيحيين الاجانب لتنصير مواطنين مغاربة، ، خاصة ان المغرب يعتبر أقرب موطئ قدم في الغرب الاسلامي لأوروبا المسيحية ، والمدخل الرئيسي والأقرب الى القارة السمراء، اضف الى ذلك حركة تنقل السياح الاجانب الكبيرة عبر عدة منافذ مغربية، واتقان المغاربة للغات الاجنبية كالفرنسية والاسبانية مما ييسر تواصل هؤلاء الاجانب مع السكان المحليين.