انتقل إلى عفو الله ورحمته الأخ محمد معامير بعد صراع طويل مع المرض، تاركا الحزن والأسى لدى أفراد عائلته الصغيرة وعائلته السياسية والنقابية التي أفنى سنوات حياته مناضلا في صفوفها. والفقيد، الذي لبى نداء ربه يوم الجمعة بالدار البيضاء، ووري الثرى يوم السبت، يعتبر من المناضلين الذين ساهموا في تأسيس العمل النقابي باليوسفية والكنتور، حيث كان موظفا بمديرية الاستغلالات المنجمية، في أوج الصراع الذي كان يخوضه البديل النقابي والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ورغم الترهيب والترغيب الذي كانت تمارسه ضده إدارة الفوسفاط إلا أن الفقيد واصل نضاله بجانب رفاقه، وكان واحدا من المساهمين في شن إضراب 1986 الشهير، وعلى رأس من أدوا ضريبة النضال، حيث تم فصله من عمله وطرده من السكن الوظيفي، مما خلف تضامنا كبيرا معه بإقليم آسفي والمغرب عموما. ورغم لجوئه إلى القضاء طلبا للإنصاف بسبب الطرد التعسفي الذي ذهب ضحيته، إلا أن الملف ظل يراوح مكانه بسبب مماطلة إدارة الفوسفاط، إلى سنة 1998 حين استفاد من مستحقات معاشه بعد تجاوزه سن الخامسة والخمسين. ورغم الطرد وقساوة الظروف الاجتماعية التي عاشها الفقيد، إلا أنه واصل نضاله في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث كان حاضرا في جميع المحطات الحزبية إقليميا ووطنيا وساهم في مختلف المعارك التي خاضها الحزب دفاعا عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم المكتب السياسي، أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة المناضلات الاتحاديات والمناضلين الاتحاديين، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى زوجة الفقيد السيدة زهور وأبنائه مريم، فهد، المهدي، سهام وأمين وإلى كافة أفراد أسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة، راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فسيح جناته. إنا لله وإنا وإليه راجعون.