- بعد صراع مرير مع المرض العضال الذي ألم بها، فارقت الدكتورة مي بلافريج الحياة، بأحد المستشفيات الباريسية، ووري جثمانها الثرى يوم الخميس 22 يناير الجاري بالمقبرة التي تحتضن قبر والدها الوطني الكبير أحمد بلافريج رحمهما الله، وذلك بحضور حشد كبير من أفراد العائلة والشخصيات والمناضلين من كل الأطياف السياسية. وتعتبر الفقيدة مي بلافريج ثاني امرأة مغربية إلى جانب الدكتورة حميش، تعمل كطبيبة داخلية بمستشفيات باريس، كما اعتبرت طوال مسيرتها العملية من أجود الأطباء الداخليين بالمغرب. وسيذكر التاريخ لهذه الطبيبة المناضلة المنحدرة من عائلة وطنية مناضلة كبيرة ، أنها وباقتراح من والدها المرحوم الحاج أحمد بلافريج قد فضلت ترك المستشفيات الفرنسية بما كانت توفره من حظوة وإمكانيات لتلتحق بالعمل بالقطاع الصحي المغربي بكثير من التضحية والجدية والإنسانية. وعلى الرغم من العراقيل التي عطلت التحاقها بالمركز الاستشفائي الجامعي بالرباط، رغم كفاءتها المشهود بها، فقد شيدت مسيرة مهنية رائعة بمصحة الضمان الاجتماعي بالدار البيضاء حيث كانت تحظى باحترام و تقدير زملائها والعاملين معها والمرضى الذين كانت تعالجهم. وبالإضافة إلى مسيرتها المهنية والعلمية الموفقة، فقد ورثت الفقيدة عن والدها المرحوم أحمد بلافريج قيم النزاهة، والمصلحة العامة وقوة الشخصية، مثلما ظلت تناضل من أجل أن تحتل المرأة المغربية المكانة اللائقة بها، كما وقفت دائما إلى جانب المستضعفين، والمقهورين بالمغرب، وبفلسطين خصوصا. لقد خلف رحليها أسى عميقا في نفوس كل من عرفها، مثلما خلف فراغا مروعا لدى عائلتها الصغيرة: زوجها سعيد ملين، ابنها سنان، أخوها أنيس وأخواتها سعاد، ليلى وأمينة وكذا لدي زملائها وأصدقائها ومعارفها. رحم الله الفقيدة و العزاء الحار لعائلة بلافريج الكبيرة وإنا لله وإليه راجعون.