ترجمها عن اللغة البرتغالية: سعيد بنعبد الواحد لا أعرف بالضبط أي حرب أخوضها. كل يوم في مثل هذه الساعة، السادسة مساء، يبدأ جنود لا أراهم بمحاصرتي. أشعر أنهم بالقرب مني، أعرف أنهم يحيطون بي، لكني لا أرى أحدا منهم. لاشيء سوى طلقات نارية، طلقات متواترة وطلقات رُوكيت. من حين لآخر، يصيحون في مكبر الصوت ويأمرونني أن أستسلم. إنك لوحدك، يقولون. إنك جندي وحيد في حرب خسرتها منذ زمان. المشكلة أنني لا أعرف حتى أي حرب هي. لا أعرف من ألبسني هذه البدلة العسكرية، ولا من بعث بي إلى هنا ووضع سلاحا في يدي. لا ينقصني العتاد الحربي، ولا الجراية، ولا الماء. يزودونني بالمؤن كل يوم. لكنني لا أعرف من يقوم بذلك. لا أعرف أيضا من هم معي ولا البلد أو القضية التي أحارب من أجلها، إذا كنت فعلا أحارب من أجل شيء ما. أدافع عن هذا المحرز. إنها تشكيلتي العسكرية. ربما لامعنى أن أكون هنا للدفاع عنها، لكني لو فقدتها ٍسأفقد نفسي أيضا. المعنى الوحيد، الذي ربما لن يكون له معنى ذا قيمة، هو أن أدافع عن هذه التشكيلة. حتى آخر نقطة دم، كما قالوا لنا، منذ مدة، في التعاليم الموجهة للمجندين الجدد. لهذا لا أستسلم. مهما أنذروني وأرهبوني، سأستمر في المقاومة. ليس لأسباب عسكرية أو أخلاقية محضة. لنقل لأسباب جمالية. الرجل لا يستسلم. ربما لذلك أنا هنا، لا أعرف بالضبط أين ولا منذ متى، ربما منذ الأزل، وسط التشكيلة، محاصر ووحيد، لكنني لست بالمنهزم. في مكان ما، هناك من يزودني. في مكان ما، هناك من يعرف أنني لا أستسلم. كل يوم، على الساعة السادسة مساء، يشتد الحصار. كل يوم، في نفس الساعة، أتخذ لنفسي موضعا. أستغرب كيف أنهم لا يصيبونني، والحقيقة أنني لا أعرف إن كنت قد أصبت مرة العدو، إذا كنت أستطيع أن أسميه كذلك. يصل بي الأمر أن أتساءل إن لم يكن هذا حلما، إن لم يكن كل شيء مجرد كابوس وأنني سأستيقظ فجأة. مهما يكن، فالحرب مستمرة. في الحلم أو خارج الحلم، إنها مستمرة. إنها الساعة السادسة تقريبا وأشعر أنهم يقتربون. كل يوم على هذه الحال، كل يوم أدافع عن تشكيلتي. إنك رجل وحيد ولقد خسرت الحرب، يصيحون. أعرف جيدا أنني وحيد. لكن، مادمت أقاتل فإنني لم أخسر الحرب، وإن سألني أحد أي حرب هي فلن أعرف كيف أجيبه بالضبط. قد أقول إنها حرب رجل وسط تشكيلته. رجل يحارب، ربما في الحلم، لأن كل شيء، ربما، حلم. حلمُ حلم، أذكر أنني قرأت هذا في مكان ما. ماذا يهم؟ حلما كان أم لا، إنهم هنا، عليّ أن أدافع عن تشكيلتي؛ لا وجود لمعنى آخر غير هذا، أن أحارب حتى النهاية، الرجل لا يستسلم، ليس شيئا جميلا أن يستسلم، سيكون ذلك، إذا سمحتم، من قلة الأدب، سيكون قلة أدب كبيرة. > مانويل ألغري، التشكيلة العسكرية وقصص أخرى، منشورات دون كيشوت، لشبونة، 2005.