بعد التحاق كل نائب لوزارة التربية الوطنية بمنصبه على إثر التغييرات الأخيرة، وجد الواحد منهم «نيابته» الجديدة جد منظمة وبدون مشاكل من الحجم الثقيل، في حين وجدها آخر على صفيح ساخن جراء كثرة المشاكل، نتيجة للتسيب أو عدم احترام الوقت وضبطه بالنسبة لبعض المصالح داخل النيابة، أو في مايخص بعض النقائص التي أثرت على السير العادي لبعض المؤسسات التعليمية، مما يتوجب على النائب الجديد بذل مجهودات مضاعفة لإعادة الأمورإلى سيرها الطبيعي. ومن بين النيابات التي تستوجب «الحزم الكبير» ، حسب مصادر تربوية، نيابة الفداء مرس السلطان، لما تعرفه بعض مؤسساتها التعليمية من مشاكل متعددة غالبا ما تكون بسبب خلافات بين بعض مكونات هذه المؤسسات والتي تنعكس سلبا على مردودية التلاميذ والتلميذات. ولإعطاء نموذج حي، نتطرق لحدث غير عادٍ وقع مؤخرا بالمدرسة الابتدائىة ابن المعتز . فكما هو معلوم، اجتاز تلاميذ وتلميذات القسم السادس ابتدائى يوم الخميس 22 يناير 2009 الامتحان الموحد المحلي، لكن قبل هذا الامتحان بأسابيع يُطلب من أساتذة هذا المستوى الدراسي تقديم اقتراحات لمواضيع الامتحانات الى إدارة المؤسسة ليتم اختيار موضوع من هذه المواضيع باستشارة مع مفتش المادة، وكل موضوع مقترح يرفق بنسخة من ورقة التصحيح النموذجية مع وضع نقط كل تمرين أو سؤال. هذا ما تنص عليه المذكرة النيابية الخاصة بهذا الموضوع، لكن كان لمدير المدرسة الابتدائىة رأي مخالف لكل ما تحث عليه المذكرات، حيث تم اختيار موضوع من المواضيع التي تقدم بها أساتذة المستوى السادس، لكنه أمر أحد أساتذة المستوى الرابع بوضع تصحيح نموذجي لمادة الرياضيات، وهوما يشكل «خرقا»، لسبب بسيط أن علاقة المدير بأساتذة المستوى السادس ليست على ما يرام، أو ليست كما يريدها المدير، حسب مصادر مطلعة! فعدم «اختصاص» أستاذ المستوى الرابع طرح مشكلا في امتحان الرياضيات، حيث أن تمرينا حول النشاط الهندسي طلب فيه من التلاميذ ملاحظة الرسم الموجود على ورقة الامتحان ثم حساب قياس الزوايا : BAH - HAC -BAC، أما قياس الزاوية CAB هو35 درجة . الجواب الذي وضعه الأستاذ الذي اختاره المدير وضع لنفس الرسم قياس الزاوية CAB وهو 53 درجة ! مما ضيع على التلاميذ 6 نقط! لكن الأغرب من هذا وذاك، هو أن مجموعة مهمة من التلاميذ كان جوابهم وفق الجواب الموجود في ورقة التصحيح النموذجية التي اعتمد عليها الأساتذة المصححون، رغم أن التمرين وُضع خطأ في ورقة الامتحان! ويؤكد بعض الأساتذة الذين اتصلوا بالجريدة نتوفر على نسخة من الامتحان ونسخة من ورقة التصحيح على أنه لا يمكن للتلميذ أن يكون جوابه موافقا للجواب الموجود في ورقة التصحيح إلا إذا تعرف عليه قبل الامتحان! وبالنسبة لمادة اللغة العربية، ورد في سؤال: استخرج من النص فعلا مبنيا للمجهول ... في ورقة التصحيح النموذجية التي اعتمد عليها، الجواب عن هذا السؤال هو فعل «يُبدر» . نفس الأساتذة أكدوا أنه لا يوجد أي فعل مبني للمجهول بالنص كله؟ طُلب أيضا من الممتحنين إعراب كلمة «بادرا». وجاءت في الجملة خبر كان ، أما بورقة التصحيح فجاء الجواب كالتالي: بادرا خبر كان مرفوع بالضمة !! ويضيف الأساتذة الذين اتصلوا بالجريدة : أنه في سؤال آخر في الآداب الإسلامية. الجواب موجود في التصحيح النموذجي لكنه غير موجود كسؤال في ورقة امتحان التلاميذ، وطُلب من المصححين توزيع نقط هذا السؤال على تمارين أخرى! «خرق» آخر لما جاء في المذكرات الخاصة بهذا الموضوع، ويتجلى في تعيين أساتذة القسم الثاني والثالث والرابع للتصحيح. والمذكرة واضحة في هذا الباب ،حيث تؤكد على أن التصحيح يكلف به أساتذة المستوى السادس. وإذا دعت الضرورة تتم الاستعانة بأساتذة المستوى الخامس ، لكن حدث عكس ما تقول به المذكرات! نفس الأساتذة يؤكدون أن هذه الامتحانات تغلب عليها «البساطة»، وهو عمل مقصود لكي يتسنى للعديد من التلاميذ الحصول على نقط جيدة ! وتضيف أستاذة بالمدرسة المعنية، أن ماحدث يعتبر استثناء بالمقارنة مع مدارس أخرى ، متسائلة عن دور المفتش؟ ولماذا لم تتم مراقبة ومراجعة المواضيع المختارة قبل توزيعها على التلاميذ الممتحنين؟ وفي سياق «التجاوزات» دائما، تم تسليم نتائج دورة الأسدس الأول وطُلب من الأساتذة نسخ كل واحدة قبل تسليمها للتلاميذ، لكن من «جيوب» الأساتذة؟ فأين مدخول التعاون المدرسي؟ يقول بعض الأساتذة. هي سيدة في الأربعينات من عمرها ، لاتفارقها ابتسامتها، منذ وفاة زوجها قررت إعالة أبنائها والاعتماد على نفسها ، أو بالتحديد، على ساعديها، لجلب لقمة العيش إليهم وتوفير التمدرس لهم، لذلك فقد اشتغلت خادمة «ميناج» تمسح، تكنس وتنظف مكاتب بعض الشركات والوكالات البنكية ومؤسسات التأمين...وغيرها، فهي تفضل منح خدماتها لها عوض الاشتغال بالبيوت للمشاكل المتعددة، خاصة وأنها لاتقبل على نفسها «تبعكيك لعيالات»! عصامية السعدية لم تكن وحدها سبب إعجاب وإقبال العديدين عليها، فقد كانت السيدة اجتماعية بطبعها وسريعة الاندماج مع الناس وقادرة على إيجاد مكان لها بينهم، فنسوة الحي يستشرنها في عدد من الأمور المرتبطة باللباس، الفراش والمأكولات، وتقوم بجلب ما يرغبن فيه من سلع وأغراض متعددة، لتبيعها لهن ويقمن بتسديد أثمنتها على أقساط شهرية. إلا أن شهرتها ستكسبها أيضا من خلال توفيرها لأنواع مختلفة من الأدوية للراغبين فيها ! وقفت السعدية للسلام على بعض جاراتها/ زبوناتها، وبدأن يتجاذبن أطراف الحديث حول العائلة والأطفال والسؤال عن أحوالهم، خاصة في فترة البرد هاته التي تعرف استفحال الإصابات بالزكام والسعال، وتدهور الحالة الصحية لمرضى الربو والحساسية، إذ يعاني عدد كبير من سكان الأحياء الشعبية من أمراض الجهاز التنفسي بفعل انتشار الرطوبة والتلوث وغيرها.... كانت تحمل بين يديها 3 أكياس بلاستيكية ملأى بالأدوية المختلفة الأنواع من محاليل، حقن وأقراص، فسألتها إحدى النسوة بالمناسبة إن كان بحوزتها « أنتيبيوتيك» لترد عليها السعدية بأن الأدوية التي بحوزتها هي « سير كوموند» لبعض الموظفين بالمكاتب التي تشتغل بها، وقد قامت بجلبها لهم بناء على طلب منهم، وما على سائلتها إلا الانتظار إلى المساء من أجل تسلم الدواء الذي ترغب فيه، فسلمتها صاحبة الطلب مقابله المادي الذي يبلغ 20 درهما! السعدية تقوم بدور الوساطة بين المرضى والراغبين في الدواء وبين ممرض المستوصف، فمبلغ 20 درهما عملة ضرورية لتسلم الدواء سواء تعلق الأمر بالمرضى الذين يزورون المستوصف أو بالنسبة لزبائن «الزنقة» الذين يمكنهم الحصول على الأدوية التي يرغبون فيها أو التي تعادلها حتى وإن كان الأمر يتعلق ب « دوا المساكين»، وهم لتحقيق هذا الغرض يلتجئون لخدمات السعدية، التي ما أن تسلمهم « أدويتهم» حتى «يجودون» بدورهم على وسيطتهم ب «حلاوتها» !