برودة الطقس الشديدة التي تعرفها الأحياء البيضاوية هذه الأيام، وارتفاع معدل أمطار الخير المتهاطلة بشكل مكثف، لم يشجعا العديد من الشباب على الاحتفاظ بعادتهم المألوفة والمعتادة، المتمثلة في الارتكان والوقوف بناصيات أزقة الأحياء الشعبية من أجل تدخين لفافات الحشيش و «الكيف»، والتسامر على رشفات كؤوس الشاي إلى ساعات متأخرة من الليل ، والتي قد تمتد، أحيانا، حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، كونهم عاطلين عن العمل وليس لهم ما يفعلونه طيلة النهار الذين يقضون معظم وقته في النوم! تناول رشيد وجبة العشاء رفقة زوجته مبكرا بمنزلهما الكائن بسيدي معروف الثالث بدرب السلطان، وجلسا قليلا لمتابعة أحد الأفلام السينمائية عبر قرص مدمج على جهاز «الدي في دي»، وما أن أتما المشاهدة حتى خلدا إلى النوم. مرت عقارب الساعة رويدا رويدا لتتجاوز منتصف الليل، فساعة ثم ساعتين فثلاث ، عندما سيستيقظ رشيد من نومه مفزوعا، ليس بسبب الأمطار المتهاطلة والتي صاحبتها قطع «التبروري»، وإنما لسماعه جهاز إنذار سيارته من نوع بوجو 205 المركونة أمام باب المنزل، والتي شرعت صفارة «لالارم» بها في «الصراخ» مكسرة سكون الليل وهدوءه. أطل صاحب السيارة من نافذة شقته لاستطلاع الأمر، فأبصر شخصا لم تمنعه برودة الجو ولا الساعة المتأخرة من الليل ولا سقوط الأمطار من «اقتحام» السيارة التي سيتبين أنه تمكن من فتحها بمفاتيح مزورة بغرض السرقة، بينما جهاز الإنذار لم يعمل إلا وهو داخلها! أمام هذا المستجد المفاجئ ، غادر رشيد شقته مسرعا متجها صوب السيارة رفقة بعض الجيران الذين أيقظهم الإنذار، فهبوا لمساعدة جارهم على اعتقال اللص، الذي ما أن دوت صفارة الانذار حتى قفز من مكانه مذعورا وولج منزلا مجاورا كان بابه مفتوحا، في محاولة للفرار بجلده مخافة السقوط بين أيدي المواطنين! تجمهر المستيقظون من نوهم أمام باب المنزل الذي دخله اللص وقام بإقفاله، هذا في الوقت الذي اتصل فيه البعض بمركز الأمن، لتحل دورية لرجال الشرطة بمكان الحادث، إلا أنه تبين أن السارق ، الذي لم يتمكن من سرقة أي شيء وفق تصريح صاحب السيارة، فرّ هاربا مستغلا أسطح المنازل المتقاربة العلو فيما بينها، تاركا وراءه «جوقة» من المواطنين الذين حرمهم من متعة النوم وحتم عليهم التسلّح بالمزيد من الحذر واليقظة ، حتى لا يتم السطو على ممتلكاتهم ، المختلفة الأحجام والأشكال والقيمة، مادام اللصوص لايعرفون للنوم سبيلا، باعتبار الليل ، في نظرهم ، يشكل «مصدر» إلهامهم الإجرامي!