اختفت مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية من شوارع وأزقة الأحياء الشعبية لمدينة الدارالبيضاء التي بدت فارغة إلا من بعض سيارات الأجرة ودوريات الأمن. استنفار أمني كبير، بعض رجال الشرطة مسلحين ببنادق رشاشة مزودة بالذخيرة الحية، تدعمهم فرق من الأمن المدني التي انتشرت أمام الكابريهات والمراقص والحانات والمقاهي. وعلى جانبي بعض مداخل العاصمة الاقتصادية، وضعت سلاسل أرضية تحمل مسامير حديدية لإفراغ الإطارات الهوائية لعجلات السيارات المشتبه في راكبيها أو التي يرفض سائقوها الامتثال للتفتيش . وفي المقابل، فضل بعض البيضاويين النزول إلى حانات ومراقص وسط المدينة وإلى كورنيش عين الذئاب لإحياء هذه الليلة، ولم تعرف هذه الأوكار، الازدحام الذي كانت تعرفه في سنوات ماضية. فيما حجزت أقلية مقاعدها بحانات ومراقص بعض الفنادق المصنفة قبل أسبوع بأكثر من 10 ألف درهم، حسب رواية أحد المستخدمين. ونبض الشارع البيضاوي في تلك الليلة غير الذي كان في العلب الليلية، فقد تساءل بعض المواطنين الذين اعتاد بعضهم الاحتفال برأس السنة: كيف نستقبل السنة الميلادية الجديدة، وغزة غاصة في دماء أبنائها الأبطال جراء القصف الصهيوني عليها، مؤكدين أن الامتناع عن ذلك أقل ما يفعله المسلم تجاه أخيه المسلم في مثل هذه الأزمات والمحن. أحد المخمورين خرج للتو من أحدى حانات عين الذئاب وقالا : المرقص شبه فارغ على غير العادة، بالرغم من تخفيض ثمن تذكرة الدخول بأكثر من ثلاث مرات. شوارع المدينة خالية من بنات الليل إلا من بعض المتسكعات اللواتي سرقن رفقة بعض أصدقائهن في ظلمة الشاطئ المتعة الحرام، وذبحن الفضيلة على رؤوس رماح الرذيلة تحت تأثير مفعول الحشيش والقرقوبي. وفي سياق متصل، عاش بائعو الورود والسجائر وحراس السيارات والمتسولون كسادا وبرودة ليلة رأس السنة الذي فاقت فيه برودة طقس فصل الشتاء، تحكي سميرة 26 سنة إلى حدود السنة الثانية لم أبع ولو وردة بخلاف السنة الماضية بالرباط عم الهدوء كل أحياء المدينة ولم تستقبل فنادق الرباط إلا عددا قليلا من المواطنين على خلاف السنوات الماضية وفسر أحدهم السبب بأن ما يحدث من تقتيل بفلسطين الشقيقة سد شهية الناس.. وبمراكش كان الإقبال على شراء الخمور قليلا بالمقاربة مع رأس السنة الماضية، أما المؤشر الأبرز فهو أقسام المستعجلات ففي بني ملال أفاد مصدر طبي أنه لم يتعدى عدد الوافدين على مصلحة المستعجلات 3 أشخاص بسبب السكر المفرط أما أكادير فخلافا للسنة الماضية لم تستقبل المستعجلات إلا بعض حالات الجرح الطفيف، والشيء ذاته أكدته مصادر التجديد بقسم المستعجلات بمستشفى ابن سينا بالرباط. هكذا مرت احتفالات رأس السنة حاملة معها رسائل عديدة آخرها أن لا احتفال وأهلنا في غزة يذبحون.