مباراة الرجاء البيضاوي - الجيش الملكي والتي آلت نتيجتها لصالح الخضر بثلاثة أهداف لواحد، أثبتت أن كرة القدم الوطنية يمكنها تقديم مستويات قوية فنيا وتقنيا وبدنيا.. إذا توفرت لها الشروط الضرورية للممارسة، كما هو الشأن بالنسبة للرجاء والجيش.. ولعل ما لفت الانتباه خلال هذه المباراة القوية هو التحكيم المحايد والنزيه للحكم خليل الرويسي الذي قاد المباراة باقتدار ودون تشنج، وأعطى لكل فريق حقه، واستطاع السيطرة على المباراة بفضل لياقته البدنية الممتازة وتحركاته المضبوطة، وكان يقظا أمام كل ما يجري أمامه على رقعة الميدان، ساعده أيضا على ذلك يقظة الحكمين المساعدين على خط التماس والحكم الرابع. ورغم أن وادوش كان يستحق البطاقة الصفراء الثانية بعد تدخل خشن في حق اللاعب الزروالي، فإن تحكيم الرويسي أثبت جدارته. ويمكن القول بأن بعض الحكام المغاربة يمكنهم الارتقاء إلى العالمية إذا كانوا فعلا غير معنيين بما يدور حولهم من فساد وشراء الضمائر وثقافة تغليب كفة طرف على آخر دون اعتبارات تطبيق قوانين التحكيم.. الحكم خليل الرويسي قدم في المدة الأخيرة إشارات قوية على أنه حكم جيد من خلال مجموعة من المقابلات الدولية والمحلية التي قادها، وأعطى من خلال تحكيمه البرهان على أنه يسير على خطى المرحوم سعيد بلقولة الذي قاد مباراة نهاية كأس العالم 98 بين فرنسا والبرازيل. إذا كان دور الصحافة الرياضية هو النقد الموضوعي المسؤول، والقول لمن أحسن أحسنت، ولمن أخطأ أخطأت، ودور الصحافة ليس التموقع مع هذا الطرف أو ذاك أو استغلال دورها للنيل من الناس دون وجه حق.