لم يدع نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، حامل اللقب، فرصة استقبالها الجيش الملكي، أمام جماهيره، التي قدرت ب 30 ألف متفرج، ضمن منافسات الأسبوع الأول للدوري المغربي، دون أن يحقق الأهم.(مشواري) وفاز بهدف دون رد، كان من توقيع السينغالي جيم نغوم في الدقيقة 59. البداية الموفقة للرجاء، في خطوة للدفاع عن لقبه، لم تكن سهلة أمام الجيش، بل كانت عسيرة، عكس نهائي دوري الراحل أحمد النتيفي، في نسخته الثالثة والعشرين، الذي سيطرت فيه العناصر الخضراء على معظم دقائق المباراة، وسحقت عناصر البلجيكي والتر ماوس، بثلاثية نظيفة، إذ أهدر الجيش فرصتين سانحتين للتسجيل بداية المباراة، لكن الحارس يونس عتبة، وقف سدا منيعا. ورغم أن المباراة بين الرجاء والجيش، اعتبرت قمة قبل الأوان، إلا أنها لم ترق إلى المستوى التقني المنشود، إذ تميزت معظم دقائقها بالتكافؤ والاندفاع البدني، ما جعل الحكم هشام تيازي، المنتمي لعصبة مراكش، أن يستعين بأكثر من ست بطائق صفراء، وبطاقة حمراء واحدة، أشهرت في الوجه المدافع العسكري عبد الرحمان اللعبي في الدقيقة 65. الجولة الثانية، بدأت محل شؤم على الجيش، بعد طرد مدافعه ووافده الجديد اللعبي، هذا النقص العددي، أريح الرجاء، شيئا ما، في مجاراة ما تبقى من المباراة، وكان بإمكانه إضافة هدف ثان، لولا تسرع مهاجميه، أبرزهم عمر نجدي، الذي عوض زميله أكناو. في المقابل، بدا والتر ماوس حائرا في التعامل مع المباراة في ظل المتغيرات، ولم تنفع اختياراته التقنية في إحداث تعديل للنتيجة، إذ أشرك العميد عمر بن إدريس مكان محمد مديحي، ومحمد جواد، عوض مرزوق، قبل أن يدخل الغنيمي، اللاعب السابق لقصبة تادلة، مكان المهدي الباسل، رغم أن الدقيقة الرابعون والثمانين، حملت محاولة حقيقية للفريق العسكري بواسطة الغنيمي، الذي سدد بقوة من خارج منطقة الجزاء، لكن الحارس عتبة واصل عرضه الجيد، وحافظ على نظافة شباك فريقه. وقال نبيل مسلوب، عميد الرجاء، إن فريقه حقق الأهم في أول ظهور رسمي له، خلال منافسات الموسم الكروي الجديد، مضيفا "ثلاث نقاط في أول جولة أمر جميل، سيما على حساب الجيش الملكي، المعروف بنديته". وأوضح مسلوب في تصريح ل"المغربية"، أن "رغم الأجواء الرمضانية، فعناصر الرجاء قدمت مستوى تقني لا بأس به، في انتظار تحسين مستواها في الجولات المقبلة"، مشيرا إلى أن فريقه سيعرف انتفاضة حقيقية، خلال هذا الموسم، نتيجة الأجواء الصافية، التي تطبع محيطه، وتلاحم مكوناته. في المقابل، أكد عبد الرزاق لمناصفي، لاعب الجيش الملكي، أن التحكيم كان نقطة غير إيجابية، خلال مباراة القمة، قائلا "أعتقد أن مستوى الحكام مازال لم يرق إلى المستوى المطلوب، سيما عندما تغاضى الحكم الرئيسي على ضربتي جزاء كانتا واضحتين". وأوضح لمناصفي، في تصريح ل"المغربية"، أن زملاءه لم يستطيعوا مجارات المباراة في الشوط الثاني، بعد طرد المدافع اللعبي، بحكم أن المباراة تجرى في الأجواء الرمضانية، مضيفا "أعتقد أن نتيجة المباراة منطقية". الحكم الرئيسي أكد أن احتجاج الجيش طبيعي تيازي: الحكام طبقوا القانون بحذافيره قال هشام تيازي، الحكم الرئيسي، الذي أدار مباراة القمة بين الرجاء والجيش، إنه طبق القانون بحذافيره، رفقة زملائه المساعدين، مضيفا "المباراة كانت عادية، وتميزت بكثرة الاندفاع البدني، نظرا لقوة الفريقين، لكن أعتقد أن المباراة انتهت بروح رياضية عالية". وأكد الحكم الرئيسي المنتمي لعصبة مراكش، في تصريح ل"المغربية"، أن "احتجاج الجيش على التحكيم طبيعي جدا، بحكم أنه الفريق المنهزم، مشيرا إلى أن ضربتي الجزاء اللتين احتج عليهما الجيش، لم تكن لهما ذرة واحدة من الشك، "اللقطات التلفزيونية ستوضح ذلك". وفي جوابه على سؤال متعلق بسوء الانسجام بين طاقم التحكيم، أوضح هشام تيازي، الذي يقود مباريات المجموعة الوطنية للنخبة، منذ عام 2001، "تختلف زوايا كل حكم عن الآخر، المهم هو الإعلان عن كل الأخطاء المرتكبة". موزير مرتاح وماوس يحتج على التحكيم قال كارلوس موزير، مدرب الرجاء، إن فريقه حقق الأهم، خلال مباراة القمة، عندما ظفر بثلاث نقاط ثمينة، مضيفا أن فريقه قدم مستوى تقني طيب، لكنه مازال ينتظره عمل إضافي. وأكد موزير، خلال الندوة الصحفية، التي أعقبت المباراة، والتي لم يحضرها البلجيكي والتر ماوس، مدرب الجيش، أن فريقه قدم مستوى لا بأس به، نظرا لعامل الأجواء الرمضانية، وارتفاع درجة الحرارة، مشيرا إلى أن الرجاء فقدت بعض لاعبيها الأساسيين بداعي الإصابة، كما هو الشأن بالنسبة للمهاجم ياسين الصالحي، الذي أصيب ب "الشقيقة". من جهته، احتج البلجيكي والتر ماوس، مدرب الجيش، بشدة، على طاقم التحكيم، معتبرا أنه جرى إجحاف في حق فريقه، عندما تغاضى التحكيم على ضربتي جزاء حقيقيتين. وقال والتر ماوس، في تصريح لوسائل الإعلام، إن فريقه قدم مستوى جيد، خلال المباراة، واستطاع مجارات المباراة إلى نهايتها، عندما أتم المباراة بنقص عددي، مشيرا إلى أن البطولة مازالت في بدايتها، وأنه يمكن لفريقه تعويض هذه الهزيمة غير المستحقة في الدورات المقبلة.