يبدو أن فريق الجيش الملكي أصبح يشكل فعلا «عقدة» صعبة التفكيك بالنسبة لفريق الرجاء البيضاوي الذي لم يحقق الفوز على الفريق العسكري للموسم الرابع على التوالي. ففي سهرة رمضانية جميلة وبرسم لقائهما عن الدورة الثانية الذي احتضنته يوم الأحد أرضية مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط ، تمكن فريق الجيش الملكي من تكريس عقدته بإلحاق هزيمة تاريخية بفريق الرجاء البيضاوي (1-4) لم يحققها عليه منذ سنة 1989 عندما كان فاز عليه في كأس العرش برباعية نظيفة.وتناوب على هز شباك الرجاء كل من مصطفى العلاوي (د10 ) وعمر بن ادريس(د27 و71 ) ومحمد أمين قبلي (د38 ) . أجواء ما قبل البداية رغم كل الاحتياطات التي اتخذها المنظمون لضبط الوضع خارج وداخل الملعب إلا أن الأمور لم تسر كما كانوا يشتهون.. فقد عمت الفوضى مختلف البوابات والمدرجات كانت تحتم في بعض الأحيان استخدام «الهراوات» من طرف رجال الأمن لضبط النظام.. لكن ذلك لم يحل دون أن تحدث عدة صدامات أحيانا بين جمهور الفريقين الغريمين وأحيانا أخرى بين جمهور الفريق الواحد. ورغم أن الشهر هو شهر رمضان الكريم الذي يستوجب حفظ اللسان من الكلام النابي إلا أن جمهوري الفريقين معا كان لهما رأي آخر فأعلناها حربا مفتوحة تراشقا فيها مختلف أنواع السباب والشتائم.. ومع إعلان تشكيلة الفريقين داخل غرفة التحكيم اقتنع الجميع بأن المباراة ستكون قوية وواعدة بالفرجة والتشويق وذلك بالنظر إلى قيمة اللاعبين الذين سيدخلون رقعة الملعب ورغبة كل واحد منهما في تحقيق الانطلاقة الحقيقية في بطولة الموسم الجديد. شوط أول حماسي عرفت فيه الكرة اتجاها واحدا هو معترك الرجاء: مع انطلاق صافرة الحكم رمسيس ظهر للعيان أن المباراة ستكون ساخنة مع بدايتها.. وتعليل ذلك البداية القوية للطرفين حيث تجاوزا مرحلة جس النبض ودخلا مباشرة في صلب الموضوع لأنهما يعرفان بعضيهما البعض حق المعرفة ولا يحتاجان إلى من يريهما طريق شباك الآخر.ولم تمض على بداية الشوط الأول سوى 10 دقائق فقط حتى انقض فريق الجيش الملكي على ضيفه الرجاوي بهدف جميل من توقيع اللاعب مصطفى العلاوي الذي خاض سباقا في القفز العلوي على الكرة مع مدافعي الرجاء فكانت الغلبة له بهز الشباك بضربة رأسية بديعة لم تترك أي حظ للحارس محمد أمين البورقادي للتصدي لها معلنا بذلك انطلاق مباراة أخرى امتزج فيها التقني بالبدني.ولأن فريق الجيش كان في يومه المعهود فإن الكرة «تيسرت» في أرجل لاعبيه الذين كانوا مركزين ومنضبطين جيدا داخل الملعب الشيء الذي جعلهم يربكون نظراءهم الرجاويين فيزيدون من غلتهم من الأهداف.. فجاء الهدف الثاني في الدقيقة 27 بواسطة المدافع عمر بندريس من قذيفة أطلقها من ضربة خطإ على مشارف مربع الرجاء لم يقو البورقادي على صدها رغم ارتماءته على الكرة.. وأضاف محمد أمين قبلي الهدف الثالث في الدقيقة 38 زاد من متاعب الفريق الأخضر الذي لم يصدق ما يحدث له. تغييرات روماو لم تؤت أكلها في الشوط الثاني: خلال الشوط الثاني من اللقاء/القمة ورغم الهدف الذي سجله فريق الرجاء في الدقيقة 52 بواسطة العميد عبد اللطيف جريندو إلا أن فريق الجيش الملكي حافظ على نفس نهجه في الشوط الأول وواصل هجوماته وضغطه على معترك خصمه ولم يركن إلى الدفاع كما هو معهود عليه عندما يسجل ويترك خصمه يبادر إلى الهجوم فيما هو يكتفي بالحملات المرتدة.. وأقدم مدرب الرجاء خوصي روماو على تغيير مهاجمي فريقه أكناو وإبراهيما بمهاجمين آخرين وهما عمر نجدي وعمر النجاري عله يفك لغز المباراة لكن لم يحدث ذلك رغم المحاولات التي قام بها اللاعبون والتي كانت تصطدم بجدارين قويين هما خط الوسط والدفاع. وارتفعت غلة الجيش من الأهداف عندما وقع نجم الضربات الثابتة في هذه المباراة عمر بندريس الهدف الرابع لفريقه والثاني له من ضربة خطإ مباشرة في الدقيقة 71 نفذها بإتقان كبير على طريقة اللاعبين الكبار تابعها الحارس البورقادي لكن الكرة كانت أسرع منه لمعانقة الشباك.. لتنتهي المباراة بفوز تاريخي للجيش الملكي (4-1) وارتفاع رصيده إلى أربع نقاط من مباراتين .. ولتستمر عقدته لفريق الرجاء إلى أجل غير مسمى... عموما فقد قدمت المباراة ما كان منتظرا منها فنيا وبدنيا في انتظار أن نرى مباريات مثلها في الدورات القادمة من البطولة الوطنية. جمهور الجيش تربص بنظيره الرجاوي لكن الأمن كان في المكان المناسب كما هي العادة في مواجهات فريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي سواء في الدارالبيضاء أو الرباط لم تخل مباراة يوم الأحد من بعض أحداث الشغب لكن هذه المرة كانت أقل حدة من السنوات الماضية.. بفعل الانتشار الجيد لرجال الأمن سواء داخل الملعب أو خارجه. وما سهل من مأمورية الأمن أيضا احتجازه لجمهور الرجاء في الملعب إلى حين ابتعاد جمهور الجيش وتفريقه حتى لا تحدث أية اصطدامات بين الطرفين.