أكد رؤساء عدد من التعاونيات ونواب ملاكي الاراضي السلالية ببولعوان بإقليم سطات أن ساكنة المنطقة التي يتجاوز تعدادها 4 آلاف مواطن، يعتزمون القيام بمسيرة مشيا على الأقدام نحو الرباط العاصمة، للاحتجاج على مآل أراضي الجموع بالمنطقة والبالغة مساحتها 1500 هكتار من أجود أراضي الشاوية ورديغة، وذات المردودية العالية بحكم استفادتها من الري. وحسب ممثلي السكان، فالارض سبق اكتراؤها من طرف أحد المواطنين لمدة 18 سنة انتهت سنة 2008 رغم ما شاب عملية الكراء منذ البداية من خروقات على عهد وزير الداخلية السابق ادريس البصري، إذ تم الكراء بوثيقة لا تحمل توقيع المكتري ولا تحمل أي تاريخ باستثناء توقيع إدريس البصري، وذلك مقابل سومة كرائية قدرها 2000 درهم مقابل الهكتار الواحد إلا أنه وقبل انتهاء مدة 18 سنة، راسل ممثلو السكان الجهات المعنية بعدم تجديد العقد وأنهم يريدون التصرف في أرضهم بشكل مباشر، وهو الامر الذي ربما لم يرق سلطات الشاوية ورديغة، إذ أخبر الوالي الحالي السكان بأن الارض ستكترى لشخص جديد، وأنه يرغب في إقامة حقول الزيتون وهو ما يعني عمليا إجلاء السكان من ارضهم وقطع أية علاقة لهم بها. وهو الامر الذي دفع السكان الى مراسلة الوالي كتابيا ليخبروه برغبتهم في الاستغلال المباشر لأرضهم ورفضهم عملية الكراء بشكل قاطع «اتفقنا جميعا دون استثناء.. على فسخ العقد المبرم سابقا واسترجاع أرضنا واستغلالها بالكيفية التي نختارها..». وتوجد الأرض اليوم في حالة هدر لإمكانياتها وإمكانيات المستفيدين منها حيث انتهى العمل بالعقدة في سنة 2007 ومن ثم لم تعمل سلطتا الوصاية على منح الآليات والعتاد الموجود بالارض لأصحابه الجدد، وهم مالكو التصرف في الارض مما يعني ضياع إمكانيات فلاحية ضخمة بمنطقة تعتبر مزودا أساسيا للمغرب بالحبوب وغيرها. ويتساءل نواب الاراضي السلالية عن مدى التقيد بحكم القضاء في هذه الحالة، إذ سبق وصدر حكم ابتدائي لصالحهم، يقضي بوضع الآليات رهن إشارتهم والحال أنها عرضة للتلف والضياع. وكان الوالي الاسبق عمر الحضرمي قد ساند مطالب الساكنة المشروعة عبر تدخله المباشر، وكذا مع السلطات المركزية بالرباط من أجل إنصاف السكان وحماية حقوقهم في استغلال الارض والانتفاع من خيراتها. ويعتبر موضوع أراضي الجموع من المواضيع الشائكة في المغرب، إذ يتعلق الامر بحوالي 12 مليون هكتار، أغلبها غير محفظة وهي موضوع نهب واستيلاء من طرف عدة مافيات ممتدة وطنيا، وأغلب هذه الاراضي إما رعوية أو عبارة عن صحراء أو مشجرة والعديد منها بورية. ومن بين المشاكل التي تطرحها هذه الاراضي كونها بدأت تتوسط المدن كما هو حال أراضي حي الرياضبالرباط. ورغم عدة مبادرات فمصير هذه الاراضي لايزال مجهولا مما يجعلها عرضة للعبث .