هي فاجعة أخرى هزت الرأي العام بآسفي أول أمس السبت، قتيلان تحولا إلى أشلاء بعد أن داستهما شاحنة لنهب الرمال ولاذت بالفرار؟. وقع ذلك مساء الجمعة الماضي حين كان الفقيدان عمر الشبشوبي 45 سنة، وجواد حسناف 21 سنة، يستقلان دراجة نارية متجهين إلى معمل للتصبير لإصلاح عطب كهربائي، فإذا بشاحنة لنقل الرمال من الوزن الثقيل تصدم الضحيتين بشكل مرعب قرب قنطرة حي البيار بالمدينة، وتختفي بسرعة جنونية ...فارق جواد وعمر الحياة ، لينضافا إلى اللائحة الطويلة لضحايا مافيا الرمال الذين رحلوا في صمت إلى دار البقاء ومن بينهم : الدكتور سعيد السندالي، فوزي الغيلاني، أحمد بلكامل، أحمد أشباح، يضاف إلى هذه الحصيلة الثقيلة ما وقع قبل يومين فقط، وبالضبط مساء يوم الأربعاء الماضي حين داهمت شاحنة محملة بالرمال المنهوبة، إنارتها معطلة ولوحاتها المعدنية مطموسة، مجموعة من عاملات التصبير بمعمل سوجينكو لتصيب خمس عاملات توفيت واحدة منهن في الحين (خديجة الحمداني 38سنة ) ونقلت الأربع في حالة خطيرة ، فيما الشاحنة لاذت بالفرار. وبعد التحريات الأمنية، تم التوصل إلى هوية السائق الذي تم اعتقاله ليتبين أن له سوابق في القتل والفرار، آخر جرائمه كانت قتله لأحمد أشباح مستخدم المديرية الجهوية للتجهيز قرب المركب الكيماوي خلال شهر فبراير الماضي ليدان بستة أشهر فقط ويعود لعمله الإجرامي من جديد!؟ مظاهر الاحتجاج التي عبرت عنها المسيرة التلقائية المدعمة من طرف الهيئات الحقوقية والمدنية بمناسبة تشييع جنازة خديجة الحمداني، المرأة التي غادرت بيتها من أجل الكدح الشريف، فإذا بها تعود جثة هامدة مخلفة وراءها ثلاثة أيتام ومظاهر الحزن العميق الظاهر على وجوه الطوابير الواقفة أمام مستودع الأموات لتسلم جثماني عمر وجواد أول أمس، تشير بأصابع الاتهام لمن استباح خيرات البلاد واسترخص دم الأبرياء، وخلق جروحا عميقة في قلوب كل الأيتام والأرامل والثكالى ضحايا مافيا الرمال . شهادات صادمة وتفاصيل خطيرة استقتها جريدة الاتحاد الاشتراكي ستكون موضوع تحقيقنا الصحفي القادم تضع بعض القيمين على الأمن والسلامة والعدالة في قفص الاتهام... نهب وتواطؤ وعمولات ورشاوى جعلت من الحق في الحياة بآسفي أبخس الحقوق بل وأقل قيمة من المال الوسخ الممزوج بدماء الأبرياء. هكذا استسلمت الأجهزة وقدمت استقالتها تاركة آسفي وأبناءها عرضة كل يوم للمآتم والفواجع، ودماؤهم المهدورة لا قيمة لها أمام ريع المال والرمال؟.