قد أتفهم حقد الإعلام الجزائري تجاه قضية الصحراء المغربية، التي يتناولها بشكل يومي بمعدل تجاوز 1500 قصاصة إخبارية في السنة تستهدف الممكلة المغربية، لكن ما أستغرب له حقيقة هو كمية الحقد الذي ولدته انتصارات المنتخب الوطني المغربي بمونديال قطر لدى الإعلام الرياضي الجزائري، باستثناء قلة قليلة من محللي القنوات الرياضية، حيث تم تحويل مناسبة رياضية عالمية إلى وسيلة لتفريغ المزيد من الحقد والكراهية تجاه كل ما هو مغربي، وخرجت الجزائر، بإعلامها الموجه من الكابرانات، عن الإجماع العربي والإفريقي وحتى الدولي، الداعم لما يحققه المنتخب الوطني المغربي من إنجازات، بوصوله إلى دور النصف النهائي كأول منتخب عربي إفريقي يحقق إنجازا كهذا، فبعد خروج المنتخبات العربية والإفريقية من المنافسة العالمية، وبقاء أسود الأطلس في المنافسة على الأدوار الموالية، تحولت جماهير هذه المنتخبات إلى دعم وتجشيع المنتخب المغربي، وهذا أمر طبيعي على اعتبار رابط الدم والعروبة والثقافة والانتماء، لكن المثلج للصدور والمبعث على السرور هو فرحة أعداد كبيرة من الجماهير الجزائرية بانتصارات المنتخب المغربي، والتي كانت جنبا إلى جنب مع باقي الجماهير العربية والإفريقية، عكس ما يقوم به الإعلام الجزائري الذي أبان عن خسة ونذالة لم نشهدها في الإعلام العربي من المحيط إلى الخليج، فخرج إعلام العهر والحقد بروبرتاجات بالصوت والصورة لبعض الجماهير الجزائرية وهي تنفث سمومها تجاه منتخبنا الوطني وتصدح بدعمها لكل المنتخبات التي لعب ضدها المنتخب، والتي فاز عليها جميعها باستثناء فرنسا في نصف النهائي حيث خرجت الجماهير الكروية الجزائرية إلى الشوارع لتعبر عن فرحتها بفوز من أذاقها الويلات خلال ما يزيد عن قرن من الاستعمار والتنكيل، ليتضح جليا أن الجزائر، ورغم نيلها للاستقلال، إلا أنها لا تزال تعيش في الجلباب الفرنسي، وأن من يطلق على بعض الجزائريين لقب أبناء فرنسا لم يخطئ البتة، فهذا القول هو أصدق تعبير عن حالة الفرح الجزائري بفوز المنتخب الفرنسي على نظيره المغربي، وبالكيفية التي يعرفها الجميع وأدانها الجميع. ففي الوقت الذي كان فيه الإعلام العربي والعالمي يشيد بإنجازات المنتخب الوطني المغربي، وما حققه من نتائج بهزمه لأعتى المنتخبات الكروية بدءا من بلجيكا، كندا، إسبانيا والبرتغال، كان الإعلام الجزائري غائبا بل الأكثر من هذا حاقدا محاولا التقليل من الإنجاز التاريخي الذي حازه المنتخب الوطني عبر تخصيصه لحيز كبير من البرامج، التي تبخس انتصارات المغرب، ولم يقتصر الأمر على الإعلام التلفزي فحسب بل امتد إلى الإعلام المكتوب بشقه الورقي والإكتروني، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ليتضح جليا حجم الحملة الإعلامية التي يشنها نظام الكابرانات على كل ما هو مغربي حتى وإن تعلق الأمر بتظاهرة رياضية نبيلة من المتعارف أن يسود فيها الاحترام والروح الرياضية، لكن ما عسانا نفعل أمام جار اختار، وللأسف الشديد، أن يعاكس حق المغرب في كل شيء حتى في تعبيره عن فرحته بما قدمه منتخبه في تظاهرة كروية كبيرة في حجم كأس العالم، وبدولة شقيقة هي قطر حضر فيها رئيس الجزائر، وغاب عنها منتخبها بعد إقصائه أمام أسود الكاميرون، وهي العقدة التي حاول النظام وبعض أبواقه تدويلها لإسكات صوت الاحتجاجات الداخلية، موهما الجميع بإعادتها قبل أن يستفيق عشية يوم الافتتاح على أن ما قدمه من وعود بإعادة المباراة كان مجرد كذب وذر للرماد في عيون الجماهير الجزائرية، التي اكتشفت أخيرا أن منتخبها لن يشارك في نسخة قطر العالمية.