أشرت في مقال " دعوني احتفل بانتصار فريقنا المغربي مسبقا.." إلى أن المنتخب المغربي، نجح-مؤقتا- في جمع شمل الأمة العربية و الإسلامية و وحد شعوب العالم الثالث ، بل وحد الشرق و الغرب، و من المفارقات التي أثارت انتباهي، ففي شهر فبراير من هذا العام 2022 ، كان المغرب محط إجماع عالمي و تضامن كوني غير مسبوق، على إثر سقوط الطفل ريان رحمه الله في جب عميق ..و كانت هذه الحادثة مأساة أبكت الملايين و شدت عقول وقلوب الملايير من البشر في مشارق الأرض و مغاربها..و يأبى القدر إلا أن يعيد أنظار العالم من جديد بعد شهور معدودات إلى بلد المغرب، كبلد يرفع التحدي لإنتشال أبناءه و من يحسبون على دينه و أمته من قعر الجب العميق، و رفعهم إلى السماء السابعة ، فكما خرج الطفل ريان رحمه الله من قاع الجب إلى السماء السابعة محلقا كملاك متحرر من ضيق الدنيا إلى سعة الأخرة و ظلمة الجب إلى نور السموات و الأرض .. و بعد هزيمة المنتخب المغربي يوم 14-12-2022،امام المنتخب الفرنسي بهدفين لصفر، شعرت بالأسف لأن لاعبي المنتخب قدموا مباراة رائعة و تنافسوا بندية و بحثوا عن الانتصار في مواجهة فريق إفريقي بلباس فرنسي، و هذا مؤشر كافي للدلالة على حجم المأساة و الاستغلال و "الخبث" الفرنسي…فرنسا التي تحقق الانتصار و تسعد مواطنيها ، و تضمن لنفسها مكان بين كبار العالم رياضيا و اقتصاديا و عسكريا، بأقدام و عقول و ثروات مستعمراتها السابقة بالقارة السمراء… و لا زلت أحاول استخلاص دروس و عبر مونديال قطر، فهذا المونديال كشف زيف العديد من الإدعاءات و أكد لنا جملة من الظواهر التي توارت أو إختفت في زحام الماسي التي شهدتها البلدان العربية و الإسلامية طيلة السنوات الأخيرة، فمن قلب قطر تم التأكيد على أن الشعوب العربية و الإسلامية أمة واحدة فرحها واحد و حزنها واحد ، و هذا ما لم تجد له مثيلا في منطقة أخرى من العالم، فلم نرى في الاتحاد الأروبي فرنسا تحتفل بتأهل المنتخب الإنجليزي أو تحزن للخروج المبكر للمنتخب الألماني ، و لم نرى إسبانيا تفرح لتأهل هولندا أو تحزن لإقصاء البرتغال..و لم نرى احتفالا يعم القارة العجوز احتفالا بتأهل المنتخب الكرواتي على حساب منتخب البرازيل،و لمن نرى إحتفال أروبي بفوز فرنسا و وتأهلها للمباراة النهائية، و لم نرى الشعب الكوري أو الصيني يحتفل بتأهل المنتخب الياباني .. قد يقول لي أحدهم أن هذه الشعوب تجاوزت فرحة انتصارات كرة القدم لأنها حققت قدرا كبيرا من التنمية و التقدم، و لا تنظر إلى الهزائم و الانتصارات الكروية بنفس النظرة السائدة في بلداننا العربية التي لازالت تتطلع لانتصار تنموي يوسع خيارات المواطن و يمنحه فرصة للتعبير عن فرحه و غضبه..و أؤكد لكم أني بدوري أرى أن الكرة مجرد لعبة شعبية فرحها مؤقت و حزنها محدود..لكن مع ذلك ، لا يمكن أن ننكر أن هذه الكرة كشفت لنا حجم الوحدة و الترابط العاطفي بين الشعوب العربية و الإسلامية، هذه الشعوب كانت قبل سنوات قليلة تتناحر فيما بينها في حروب إعلامية تشبه حروب داعس و الغبراء، فكم رأينا من مطاحنات ومشاحنات بين مصر و الجزائر على خلفية مباراة لكرة القدم، أو بين المغرب والجزائر أو المغرب وتونس، مشاحنات يتم تأجيجها بفعل فاعل..لكن في الفترة الأخيرة تغير مزاج الشعوب و أصبح شعور الوحدة هو الجارف..فلعل الشعوب أدركت أن لا خيار أمامها للخروج من دورة التخلف و الفشل التنموي و الاستبداد السياسي و التبعية للخارج و أن الدولة القطرية لم تستطع بكل شعاراتها وأيديولوجيتها تحقيق أي إنجاز يذكر، و لم تنتج إلا مزيدا من التفكك و الفرقة والصراعات الهامشية التي أزهقت الأرواح و أهدرت الثروات و أفقرت الشعوب.. و لا بديل عن الوحدة و التكتل الإقليمي… ونحن نحلل فرح وتضامن مختلف الشعوب العربية والإسلامية بفوز المنتخب المغربي و حزنهم لهزمة الأمس و فشله في التأهل للمباراة النهائية، توجه انتباهي منذ البداية إلى الجار الجزائري، والواقع أن أكثر ما أثار اهتمامي في هذه الانتصارات و الهزيمة الوحيدة و الفريدة في مونديال قطر، هو رد فعل الشعب الفلسطيني والشعب الجزائري، الشعب الفلسطيني لأن النظام السياسي المغربي وقع اتفاق تطبيع مع الكيان الصهيوني، والشعب الجزائري لأن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين والحدود مغلقة بين البلدين، واتفاق التطبيع عمق من حالة الشقاق بين المغرب والجزائر.. و إذا كان الشعب الفلسطيني قد خرج عن بكرة أبيه محتفلا بانتصارات المنتخب المغربي ، بل و المقاومة الفلسطينية كرمت العلم المغربي و رفعته جنبا إلى جنب مع أعلام المقاومة و شاراتها، و رفع العلم المغربي بباحات المسجد الأقصى و ذلك إعترافا و شكرا للموقف الرجولي للاعبي هذا المنتخب و للشعب المغربي الذي لم ينسى فلسطين في هتافاته و في أفراحه بالنصر، و الصحف الدولية كالغارديان البريطانية إعتبرت أن انتصارات المنتخب المغربي " نعمة للفلسطينيين " كما أفادت القضية الفلسطينية و فلسطين الرابح الأكبر من هذا النصر الكروي.. لكن بالعودة إلى الجار الجزائري، نجد أن الصورة ينتابها بعض الغموض و خاصة من جانب الموقف الرسمي، أما الموقف الشعبي فنحن نستطيع الجزم بأن 95 في المائة من الشعب الجزائري يشعر بنشوة النصر فهذه مسلمة لا يطالها الشك، كما نشكر الجماهير الجزائرية التي عبرت عن فرحها بهذا النصر الكروي، كما نشكر العديد من الشخصيات المؤثرة في الجزائر و التي عبرت عن فرحها و تضامنها مع المنتخب و الشعب المغربي.. لكن السؤال هو موقف النظام الجزائري الرسمي؟ و ما زاد من هذا التشويش الذهني هو إقالة المدير العام للتلفزيون الجزائري السيد "شعبان لوناكل" بعد ذكر المغرب و إذاعة نتيجة مباراته ضد البرتغال لأول مرة خلال مونديال قطر " فلماذا الاعلام الرسمي تجنب ذكر انتصارات المنتخب المغربي؟ ، و أنا هنا أتحدث عن الاعلام الرسمي، لأن هناك وسائل إعلام جزائرية تناولت بإيجابية انتصارات المغرب و نشكرهم على موقفهم النبيل و حبهم لبلدهم الثاني المغربي… وماكنت لأفتح هذا الموضوع لولا أني كنت من الأكاديميين والإعلاميين المغاربة القلائل الذين عبروا عن تضامنهم مع الجزائر حكومة و شعبا في مناسبات مختلفة، و على صفحات هذه الجريدة العابرة للحدود، وقد سبق لي ان أشدت بانتصارات المنتخب الجزائري و مدربه الوطني بالماضي، و عبرت عن فرحتي بانتصاراته كما حزنت لهزائمه.. والجدير بالذكر أن الاعلام المغريي -الرسمي و الخاص- تعاطف مع المنتخب الجزائري ، أما الشعب المغربي فقد خرج للشوارع احتفالا بانتصارات المنتخب الجزائري.. و من المؤكد أني لا أرغب في إثارة مزيد من الشقاق ، و لكن أرغب في توضيح بعض الجزئيات حتى تنكشف الأمور للشعب الجزائري و لباقي الشعوب العربية، فلو إفترضنا جدلا أن الخلاف المغربي الجزائري يعود في إحدى تفاصيله إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني و " الإضرار" بالقضية الفلسطينية، فإن حركات المقاومة الفلسطينية الأكثر شراسة في مواجهة الكيان الصهيوني و الأكثر رفضا للتطبيع معه، قامت بمباركة انتصارات المنتخب المغربي، و رفعت أعلام المغرب جنبا إلى جنب مع أعلام المقاومة، و خرجت إلى شوارع و مدن فلسطينالمحتلة فرحا و ابتهاجا بانتصار الشعب العربي ، في هذا الاستحقاق الرياضي و الكروي العالمي، و كسر الهيمنة الأوربية و الأمريكية على الرياضة الأكثر شعبية في العالم… فهل صار النظام الجزائري أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم و من حركات المقاومة بغزة و باقي فلسطينالمحتلة؟؟ و نحن نسطر بالأحمر على النظام الجزائري و ليس عموم الشعب الجزائري، كما نسجل منذ البداية أننا نميز و نفرق بين الشعب الجزائري و النظام الجزائري، مثلما نفرق و نميز بين الشعب المغربي و النظام المغربي، فالشعوب تربطها روابط الدم و المصاهرة و الأخوة الدينية و التاريخ المشترك و المصير المشترك، أما الخلافات بين الأنظمة فهي خلافات مصطنعة غايتها معارضة تيار الوحدة الجارف، فلو كانت الأنظمة حقا تخدم مصلحة الشعوب، لعملت على رفع كل الحواجز في وجه الاتحاد المغاربي و تحويل هذا الشعور الوحدوي الشعبي إلى قرارات و إجراءات عملية وواقعية على الأرض.. وهذا الحدث، أي غياب أو ضعف تفاعل الإعلام الجزائري الرسمي إيجابا مع هذا النصر الكروي المغاربي و العربي و الإسلامي و الإفريقي، يطرح جملة تساؤلات مشروعة و مفارقات فاضحة .. لكن ما يستدعي الحديث الأن و على وجه الاستعجال، هو موقف الجزائر الرسمي، الذي إفتضح بقرار عزل المدير العام للتلفزيون الجزائري، كما إفتضح بإصطفاف حركة المقاومة الفلسطينية مع المنتخب المغربي، و إن كانت هناك بعض الأصوات الإسرائيلية التي تنسب بدورها هذا الانتصار لنفسها، باعتبارها صديقة وحليفة للنظام المغربي، و لعلكم تابعتم موقف وسائل الإعلام الصهيونية من رفع علم فلسطين من قبل لاعبي المنتخب المغربي و الجماهير المغربية، و التي إعتبرت أن هذا الموقف لا يعبر عن إرادة الملك و النظام الرسمي المغربي.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل لا على أن الوصفة المغربية أكثر تعقيدا مما يعتقد البعض، فاليوم صار الكل مغربيا إلا الجزائر الرسمية، التي تغرد خارج السرب، مع إصرار غير مفهوم، على معاداة المغرب نظاما و شعبا، خاصة بعد نهاية "حقبة البوتفليقية"، و هذا يدفعنا إلى طرح السؤال التالي: من يحكم الجزائر حقا؟ الجزائر التي ينبغي أن تكون أول المباركين والداعمين لهذا الإنجاز الكروي المغاربي والعربي و الإسلامي و الافريقي، كما دعمت سابقا في مونديال 2018 ملف موركو 2026 وصوتت لصالحه، و عبر عن تطلعها لتنظيم ثلاثي مشترك لمونديال 2030 يضم الجزائرتونس المغرب، و هذا الموقف الجزائري الرسمي لا يمكن تجاهله ويحسب لنظام الراحل "عبد العزيز بوتفليقة" رحمه الله.. كما نطرح سؤالا أخر هل التقارب الجزائري الفرنسي غايته معاداة المغرب نظاما وشعبا؟ ونحن نتابع مباراة المغرب ضد فرنسا والتي حضرها الرئيس الفرنسي ماكرون؟ فهل ستعود الجزائر فرنسية محققة بذلك حلم من حكموا الجزائر لمدة 130 سنة، وأسقطوا أكثر من مليون شهيد جزائري؟ هل عادت الجزائر الرسمية بعد "بوتفليقة " إلى أحضان فرنسا الاستعمارية؟ وسؤال أخر أضيفه: هل سيحتفل النظام الجزائري وإعلامه الرسمي بفوز المنتخب الفرنسي؟ رغم أن فرنسا مدانة بارتكاب مجازر ومأسي في حق الشعب الجزائري و شعوب عربية و إسلامية أخرى أخرها ما يحدث بمالي من انتهاكات فرنسية ، و الدور المشبوه لفرنسا في دعم حفتر في ليبيا… هذا ما يدفعني إلى التكهن بأن من يحكم الجزائر اليوم و الله أعلم، هو من حكم الجزائر طيلة 130 سنة بالحديد و النار، و هو من يعادي و يأمر بمعاداة المغرب نظاما و شعبا ، و هو ما تغيضه انتصارات المغرب و يأمر بالتعتيم عليها إعلاميا وتجاهلها و إقالة من يذيع إخبارها، خاصة و أن أخبار هذه الانتصارات تصب في مصلحة الرواية الرسمية الجزائرية التي أرهقتنا بأسطوانة فلسطين و التطبيع المغربي مع الصهاينة، فهاهو منتخب و شعب المغرب من أقصاه إلى أقصاه يرفع أعلام فلسطين و هو ما يعني إسقاط التطبيع شعبيا..فلماذا يعادي الشعب المغربي المساند لفلسطين و الرافض لكا أشكال التطبيع مع إسرائيل .. فإذا كان النظام الجزائري حقا كما يقول داعما للقضية الفلسطينية وللعروبة، فمن باب أولى كان عليه الإشادة بموقف الشعب المغربي و لاعبي هذا المنتخب الذين في أوج فرحتهم و احتفالهم بالفوز الكروي، مرروا رسالة سياسية لا تخفيها العين، مفادها أن التطبيع لا يعبر عن إرادة الشعب المغربي.. وأستطيع القول، الأن بدأ ينكشف الستار و يسقط القناع عن حقيقة النظام العسكري الجزائري، الذي كان و لازال مسؤولا عن عشرية سوداء منعت ربيع جزائري مطلع تسعينات القرن الماضي، عندما تم الانقلاب على الشرعية و على جبهة الإنقاذ الإسلامية، و أسقطت رئيسا تلو الأخر، أبرزهم الشاذلي بن جديد ومحمد بوضياف الذي تم إغتياله على الملأ و أمام عدسات كاميرا التلفزة ، بطلقة في الرأس ، في مشهد لم يسبق للصناعة السينمائية العالمية أن قامت بإنتاجه أو تصويره و لو على سبيل الخيال.. ولقد قمنا في برنامج " إقتصاد ×سياسة" بنشر شريط وثائقي عن هذه العشرية السوداء، وقد حصد في وقت قياسي أكثر من مليون مشاهدة، وهو ما يدل على استمرار جروح وألام الماضي الأليم… فالنظام الجزائري في نسخته الحالية " ما بعد البوتفليقية" ليس هو نفسه الذي حكم الجزائر في عهد عبد العزيز بوتفليقة مهندس سياسة الوئام المدني التي قادت إلى المصالحة الوطنية، و التي أخرجت الجزائر من دورة الدم..و التي يراد لها أن تعود مجددا و هذه المرة على مستوى المغرب العربي ككل ، فهناك من يريد إغراق منطقة شمال إفريقيا في بركة دم و يكره إنبعاث الأمة العربية و الإسلامية من مغربها.. للأسف، هناك من سبقنا لقراءة سيناريوهات المستقبل، و يعمل اليوم على وأد حلم النهوض و الوجدة و التكتل و التكامل الإقليمي، متنكرا في لبوس القضية الفلسطينية، فلقد تبين لي أن " النظام الجزائري الحالي" يرفع كلمة حق يراد بها باطل…و على هذا النظام ان يبتعد عن منطق التصعيد و التأمر على المغرب ووحدته الترابية، و الله إنني أحب الجزائر كحبي لبلدي المغرب، و قبلهما معا أعشق فلسطين، و ميزان الكره و الحب- بالنسبة لي –الموقف من فلسطين.. لذلك، أتوجه بنصيحة موضوعية و صادقة للنظام الجزائري، و موقفي من النظام المغربي معلوم فوكالة الأنباء الجزائرية، تعلم جيدا أني لست من المطبلين لإنجازات و فتوحات الحكومة المغربية، فقد قامت وكالة الأنباء الجزائرية أكثر من مرة بنقل مقالاتي المنشورة حصرا برأي اليوم اللندنية و نشرها على موقعها لتصفية الحسابات السياسوية مع النظام المغربي، و قد نشرت بيانا برأي اليوم اللندنية أندد فيه بهذا السلوك الغير مهني ، فموقفي الناقد و المعارض لبعض السياسيات العمومية في المغرب مصدره حبي لوطني و خوفي من تفجر الأوضاع، و لا داعي لتوظيف كلامي لتصفية حسابات سياسية لا معنى لها ، خاصة و ان هناك مخططات سوداء تحاك لتفتيت المفتت و تفكيك المفكك.. و نصيحتي للنظام الجزائري معاداتك للمغرب تضر بالجزائر أولا، و التطبيع مع المغرب مدخل لابد منه لتحقيق التنمية في البلدين معا ، فالأسباب التي دفعت للربيع الجزائري في أكتوبر 1988 لازالت قائمة إلى يومنا هذا ، و التي يمكن تلخيصها في تحسين الظروف المعيشية و المطالبة بالعدالة الاجتماعية، إلى جانب المطالبة بالانفتاح و الحرية و الديموقراطية..و اليوم 14-12-2022 هناك وضع معيشي متردي و بطالة مستشريه، و اقتصاد منهار ، و إقصاء لمناطق شاسعة من برامج التنمية، فضلا عن بيروقراطية قاتلة..و غياب للتعددية السياسية والإعلامية ، و كدى مطالب الانفصال ذات النزعة الإثنية التي تهدد وحدة البلاد… ومعالجة هذه الأوضاع لا يتأتى بسياسة الهروب إلى الأمام، و خلق عدو وهمي – أعني المغرب -، كما لا يتأتى بالتقرب المجاني لمستعمر الأمس، و التلاعب الصبياني بورقة الغاز و الدعم المشبوه ل"حركة البوليساريو".. فقد ينقلب السحر على الساحر وتصل عدوى الانفصال إلى قلب "قصر مرداية" و لما لا إلى قلب "قصر الإليزيه"؟! وخاصة وأن المتغيرات الدولية ستحمل لا محالة قوى دولية جديدة للقمة وتسقط أخرى للقاع، ولا نستبعد تفككا قريبا لعقد الإتحاد الأروبي وعودة الدولة القومية إلى سابق عهدها.. و حتى لا أطيل عليكم فإني سأرحل هذا النقاش للمقال الموالي إن شاء الله تعالى .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. إعلامي و أكاديمي متخصص في الاقتصاد الصيني و الشرق آسيوي، أستاذ العلوم السياسية و السياسات العامة..