هناكَ عُمقٌ لِكلِّ شيْءٍ ، الظلْمةُ بِلَا وصيفاتٍ وحْدَهَا في مكانٍ مُلْتبسٍ حتّى على نَفْسِهِ تتَفقَّدُ مناديلَها البيضاءَ في أغلبها أثرُ مَنيٍّ قديمٍ. ….. بُؤسُ العالم شَيْءٌ طارئٌ . مُخْتلقٌ في الغالبِ. وراء كل اقتتالٍ تكمنُ الرغبةُ في احتكار اللّذات الصِّرْفةِ وليسَ غريباً أن نَنْعَمَ بِفائِضِها المغشوشِ باعتبارِهِ هبةً من الآلهة ….. المكان حيثُ تسودُ الظلمةُ ملتبسٌ والزمانُ ليسَ معنياً سوى بِخطِّهِ المتواصلِ دونُ انقطاعٍ. …. حالمونَ بِوُجُودٍ مغسولٍ ، لا ينتهي ، يشهدُ لهمْ ويشهدونَ لَهُ. …. بعضُ الماءِ مقدّسٌ ، أبي، مثلا، كان يعتقد في كرامات ماء الخوابي وآبار الأحراش البعيدة عن الساحل حيث النعناع ينمو بعسرٍ لكن الأكثر مدعاة للتقديس هي تلك المياه التي انحسرتْ تاركةَ ما يسمى اليابسةَ تحت أرجلنا نتقاسمها بالشبر والمناجل.