رحل، من دار الفناء إلى دار البقاء، يوم السبت الماضي، بمصحة مرس السلطان بالدار البيضاء، المناضل الفلسطيني، موسى العطاونة، بعد وعكة صحية طارئة. والفقيد العزيز، الذي ينتمي إلى عشيرة العطاونة، بمنطقة بير السبع، جنوبفلسطين التاريخية المغتصبة، نزح إلى المغرب، وحط الرحال بمدينة برشيد، حاضرة قبيلة اولاد احريز، إحدى بطون الشاوية المعطاء والفيحاء، واستوطن بها منذ 1963، كأستاذ للغة العربية بثانوية ابن رشد، إذ تخرج على يده أجيال وأجيال، وبذلك، فإنه يعتبر، بحق، معلم الأجيال. لقد عاش المرحوم فقيرا، ومات فقيرا، ولكنه كان مثال المناضل العربي العروبي والقومي، مناصرا لقضايا الشعوب العربية، من المحيط إلى الخليج، في الحرية والوحدة، المبنية على الديمقراطية وحرية التعبير. نعم، لقد فقدنا الراحل العزيز، السفير فوق العادة، لفلسطين التاريخية الحبيبة، وفقدته جماهير الشعب المغربي، وقواه الحية. وبهذه المناسبة الأليمة والحزينة، أبعث بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أرملته الفلسطينية، وأبنائه، راجيا من العلي القدير، أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح الجنان، وأن يلهم أهله وذويه الصبر الجميل، ويعجل الله، بالفتح المبين، لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، بعزيمة وصلابة وإرادة رجالها الأشاوس. وما ذلك على الله بعسير. وبالمناسبة، والمناسبة شرط، كما يقول الفقهاء، ألتمس من السيد رئيس بلدية مدينة برشيد، أن يطلق اسم الفقيد العزيز، موسى العطاونة الفلسطيني، على أحد شوارع المدينة، تكريما له، وتكريسا للروابط الأخوية، بين الشعب المغربي والشعب الفلسطيني البطل. (*) المحامي والنائب البرلماني السابق