المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    ارتفاع رقم معاملات السلطة المينائية طنجة المتوسط بنسبة 11 في المائة عند متم شتنبر    إيداع "أبناء المليارديرات" السجن ومتابعتهم بتهم الإغتصاب والإحتجاز والضرب والجرح واستهلاك المخدرات    بلومبرغ: زيارة الرئيس الصيني للمغرب تعكس رغبة بكين في تعزيز التعاون المشترك مع الرباط ضمن مبادرة "الحزام والطريق"    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الرباط.. إطلاق معرض للإبداعات الفنية لموظفات وموظفي الشرطة    بوريطة: الجهود مستمرة لمواجهة ظاهرة السمسرة في مواعيد التأشيرات الأوروبية    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    ‬النصيري يهز الشباك مع "فنربخشة"    الجمارك تجتمع بمهنيي النقل الدولي لمناقشة حركة التصدير والاستيراد وتحسين ظروف العمل بميناء بني انصار    عبد الله بوصوف.. النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    عمليات تتيح فصل توائم في المغرب    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي    اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور        قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الذكرى الخامسة والستين.. على احتلال فلسطين
نشر في أزيلال أون لاين يوم 20 - 05 - 2013

مشاهد من الوجع والصمود.. نرفع رايات العودة من برلين ونعلم أبنائنا: بأنّ لا وطن يُعَوَضُ عن فلسطين...!!
د.م. احمد محيسن برلين
بدعوة من الجمعيات والمؤسسات الفلسطينيه والعربية في برلين.. كان مهرجانا برعاية الجماهير الشعبية في برلين.. وكان جماهيرا بامتياز.. احتضنته العاصمة برلين يوم 12/05/2013 .. بمناسبة إحياء ذكرى النكبة ال 65 .. ذكرى احتلال فلسطين وتهجير أهلها .. مشاهد من الوجع والصمود.. نرفع رايات العودة من برلين.. ونعلم أبنائنا بأنّ لا وطن يُعَوَضُ عن فلسطين.. ولنجعل من ذكرى النكبة انطلاقة حقيقية لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني ولحمته ...!!
وقد أدار الفعالية بتميز ملحوظ .. أرزة شامخة.. عربية الجذور.. لبنانية المنبت والمنبع والمنشأ .. فلسطينية الإنتماء والولاء والهوى .. الأخت الفاضلة الكاتبة.. الأديبة والشاعرة غنوة الحسن .. حيث قدمت بداية المقرئ عيسى دوالي مفتتحا.. بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.. وقالت الأديبة المبدعة في فلسطين.. كلاما يحرك ويوقظ المشاعر ويبعث في النفوس الأمل .. وكانت تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء والنشيد الوطني الفلسطيني .. وتقدم العروبي المناضل الأستاذ قحطان الجاسم بكلمة ترحيبة للحضور الكرام .. مؤكدا على أن قضية فلسطين هي قضية كل العرب وكل الأحرار في العالم ودعى إلى وحدة الصف وأشاد وحيا المقاومة في كل أنحاء الوطن .. وبعد ذلك تقدمت الأخت الفاضلة متابعة إدارتها للفعالية بتقديم الأخ منير الزعتري في كلمة باسم اتحاد الطلاب الفلسطيني في برلين.. وقد صعد المنصة مفتتحا كلمته بآية من الذكر الحكيم: "يا أيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" صدق الله العظيم.
وخاطب الشاب الفلسطيني منير الزعتري من اتحاد الطلاب الفلسطيني جماهير شعبنا الفلسطيني البطل المكافح الصادمون الصابرون المرابطون اللاجئون الحالمون بالعودة والمتمسكون بالحقوق المقدسة.. وقال: خمس وستون عاما مضت وكأنها الدهر كله.. فعام يمضي ويتبعه آخر.. ذلك العام الذي كان البداية لمأساتنا المتواصلة.. عام 1948 حيث اقتلعنا من أراضينا واستبيحت حرماتنا وأخرحنا من ديارنا بغير حق.. إنها النكبة الكبرى التي ألمت بشعب أعزل صغير تحت سمع وبصر العالم كله.. ليشطب اسم فلسطين عن الخارطة وليصبح اسم الفلسطيني مرادفا لكلمة لاجيء.. وعلى الرغم من أن السياسيين اختاروا 15/05/1948 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية.. إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك بكثير.. إبتداء من عام 1937 عندما كانت العصابات الصهيونية الإرهابية وبآلية منظمة، تهاجم مدناً وقرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها ودب الذعر في سكان المناطق المجاورة لتهجير سكانها لاحقاً.. فكانت مجزرة سوق حيفا ومجزرة القدس و مجزرة العباسية في يافا ومجزرة باب العامود ومجزرة دير ياسين وغيرها العشرات مما شهد عليه التاريخ.. وما أكبر الخطب ..أن لا زالت المأساة مستمرة .. مرورا بنكسة عام 1967 فيما بعد .. وضياع ما تبقى من أرض العروبة فلسطين وأجزاء من دول عربية مجاورة وتهويد قدس الأقداس وموجة أخرى من التهجير الممنهج ناهيك عن عشرات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى وانتهاء باتفاقية مأساة أوسلو المعطلة.. كل ذلك تحت صمت وخزي عالمي وعربي رسمي...!!
ورغم السنين وهول الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق شعبنا .. إلا أننا نحن هنا كما كنا وما زلنا نصارع ونقاوم صامدين مكافحين متمسكين بحقوقنا الوطنية المشروعة الراسخة الثابتة وعلى رأسها حقنا الأبدي والتاريخي بالعودة إلى ديارنا التي هجرنا منها وحقنا بالتحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
إلى فلسطين خذوني معكم.. إلى ربى حزينة.. كوجه المجدلية.. إلى القباب الخضر والحجارة النبية.. أبحث عن بيتي الذي هناك .. وعن وطني.. أبحث عن طفولتي وعن رفاق حارتي عن كتبي وعن صوري.. وعن كل ركن دافيء وكل مزهرية.. إلى فلسطين خذوني معكم أيها الرجال.
وأكد الأخ منير على أننا لن ننسى فلسطيننا لن ننسى حيفا ويافا وعكا واللد والرملة.. وقرانا التي هجرنا منها ودمرها الغزاة .. لن ننسى أم الزيات والكفرين والريحانية وعين غزال والتينة وبئر السبع والسنديانه وأكثر من 500 قرية أخرى .. لن ننسى ذلك المفتاح الذي ورثناه عن أجدادنا، ولن ننسى عهدنا وقسمنا لشهدائنا الأبرار.. لقد عاهدنا الله وعاهدناهم أننا عائدون وسنصدق الله ما عاهدناه عليه..
إننا- كلاجئين وأصحاب قضية- ندرك أن المهمة الرئيسية الماثلة أمام جميع أبناء شعبنا الآن.. هي الخلاص من الاحتلال.. ونحن نؤكد اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الشعب واحد موحد والقضية واحدة لا تتجزأ وجوهرها كما كان على مر السنين هو قضية اللاجئين وإنجاز حق العودة.. ونشدد على رفضنا كافة مخططات التوطين والتهجير والتعويض بديلا عن العودة...!!
ووجه المتحدث باسم اتحاد الطلاب الفلسطيني في برلين السيد الزعتري رسالة واضحة للقيادة الفلسطينية قائلا: إننا ومن على هذا المنبر من منابر الشتات.. وفي هذه المناسبة الأليمة.. نوجه رسالة إلى القيادة الفلسطينية.. مطالبينهم الثبات على الحقوق ورفض تقديم تنازلات أو مقايضات.. سائرين بذلك على نهج قادتنا الأشاوس الكبار.. أبوعمار القائد الرمز.. والشيخ أحمد ياسين والشقاقي وأبوجهاد والرنتيسي وأبو علي مصطفى وغيرهم كثر عليهم رحمة اللة وأسكنهم فسيح جنانه.. كما وأننا نطالبهم بتفعيل وإعادة تشكيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية... شاملة بذلك جميع ألوان الطيف الفلسطيني بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أينما تواجد...!!
نقول لأهلنا في فلسطين والمهجر.. الثبات الثبات.. الوحدة الوحدة أيها المظلومين القابضين على الجمرالذين لا تنحرف بوصلتهم عن النضال الوطني ولا يغرقون في توافة الأمور.. أيها الأحرار.. مزيدا من النضال والصمود.. مزيدا من اليقظة والانتباه.. والفرج صبر ساعة.. وإننا حتما لمنتصرون.. وإننا حتما لعائدون...!!
وقد اعتلى المنصة بعد ذلك الدكتور احمد محيسن.. الذي عبر في كلماته عن نبض الشارع وما يحس به الشعب المنكوب من ألم وعذابات .. حيث قوطعت الكلمة لمرات عديدة بالتصفيق الحاد.. الذي أراد به الحاضرون أن يؤكدوا بتلك الإشارات التي أرسلوها على عقيدة التمسك بالثوابت .. وقد تطرق د. محيسن للظلم الذي حل بشعب فلسطين وقال: إن ما حلَّ بشعب فلسطين من ظلم وعدوان وجبروت وطغيان وتهجير وسلب لأرضه.. هو بفعل فاعل.. من غريب معتدٍ مدعٍٍ عابر للبحار والمحيطات.. حتى وصل فلسطين ظلماً وعدواناً .. خمسة وستون عاما.. وحال شعبنا مع محتل غادر.. لاعلاقة له من قريب أو بعيد بهذه الأرض التي اغتصب.. وبهذا التاريخ الذي اقتحم.. وبهذه الجغرافيا التي لوّثها بوجوده.. وبهذا الفضاء الذي يرفضه ولا يقبله.. تماماً كما الأمراض والخبائث ..!!
وعن الأمل الذي بيدوا في الأفق مرئيا قال: خمسة وستون عاما.. وحقنا الراسخ لا يمكن له أن يتغيّر.. لأنه حق مصان وفق كلّ الشرائع والأعراف والنواميس.. فمهما طال الدهرعلى هذا الضيم.. وهذا العدوان.. فإنه كليله زائلٌ زائل لا محالة.. فهذه حتمية التاريخ.. وبشارة الأديان.. واستقرار الأوراح.. وانتظام الناموس الذي وضعه الله على هذه الأرض.. مهما تكالبت القوى الظلامية.. فإن هذا المنطق الذي تسوقه دليلاً على ارتفاعها يوماً.. لن يبقيها كذلك أبداً.. بل هو الذي سيعجّل بأفولها من التاريخ.. كما كان هو سبب أفول واندثار الجبابرة المعتدين الذين كانوا أشدَّ بأساً وقوة في الأرض.. وظنوا أنهم مخلدون.. فأين هم الآن ...؟! أين هم ...؟!
وتابع د.محيسن القول بأن ما مارسته القوى الإستعمارية الكولونيالية على مدى النصف الأول من القرن الماضي وبريطانيا تحديدا.. من جريمة الخيانة والغدر والإعتداء والخديعة والبطش.. هو الذي كان السّبب الرئيس في تشكيل نكبة الشعب العربي الفلسطيني وأرضه.. واقتراف أبشع جريمة على وجه الأرض في التاريخ الحديث.. فمن َوعد من لا يملك.. لمن لا يستحق ولا ينتمي.. إلى الإستيلاء على خيرات فلسطين ونهبها والمشاركة في لصوصية اللصوص.. فهذه الدولة المسؤولة مباشرة عن حدوث النكبة وغرسها في الواقع المعاش.. تتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية والإنسانية عن هذه الجريمة أبد الدهر.. في الوقت نفسه الذي لا زالت هذه الدولة تحتفظ بمنهوبات الذهب الفلسطيني.. وقوام وعماد اقتصاد فلسطين العربية السليبة ...!!
وأردف د.محيسن القول: بأن الظلم الذي حلَّ بفلسطين وبشعب فلسطين هو عار في جبين هذه البشرية.. لا يمكن أن يغفل التاريخ صنّاع هذا العار ولا جلاوزته ولا المتسببين ببقائه وتغذية استمراره.. وإن القيمة الحقيقية للضمائر الحرة.. لا يمكن أن تستقر في أي موضع رفيع لا تكون فيه هذه الضمائر أولاً تشوبها شائبة ظلم من هذا النوع.. ولقد سارت قيادة الشهيد القائد ياسر عرفات.. متخذة مسلكاً تجاه القبول بتسوية سياسية لهذا الجيل الفلسطيني.. عبر ما بدأ تهيئته على أساس أنه حل مرحلي.. يفضي إلى قيام كيان سياسي فلسطيني.. سيد على الأرض الفلسطينية.. يكون بمثابة جسر للأجيال القادمة.. لتحرير باقي الوطن الفلسطيني المحتل.. بما وقع من نتاج ميزان القوى الدولي .. هكذا بدأت مسيرة التسوية ومسلسلها.. وهكذا كان أساس ما تم تمريره منها على المجالس الوطنية الفلسطينية المتتالية.. قبل أن يتم تجميدها واختطافها وتصبيرها.. ووضعها في الثلاجات.. فنحن شعب فلسطين العظيم .. شعب الإنتفاضات.. مفجر وملهم الثورات.. وبوصلة الانتصارات...!!
وأما عن الذين يصرون على التمسك باستراتيجية ومبدأ الحياة مفاوضات وضح د. محيسن قوله بأن السواد الأعظم من أبناء شعبنا قد رفض في الماضي وعلى ألسنة إخوتنا السابقين من المناضلين المخلصين من كل الفصائل المقاومة.. وفي مقدمتهم حركة الترير الوطني الفلسطيني «فتح» في العاصفة وفي الكتيبة الطّلابية.. هذا التصوير المبسّط لاستراتيجيا فلسطينية.. تقوم على قاعدة «الضباب والوهم».. وتفتقر إلى أسس المتانة والصلابة.. فضلا عن أنها لا دلائل من التاريخ على نجاح نمط من هذا النوع من العلاج.. واستمر المخلصين من أبناء شعبنا في ممارسة العقيدة والقناعات الثورية والوطنية الكفاحية.. ضمن صفوف حركات المقاومة التي نحيي رجالاتها على امتداد رقعة الوطن.. بما منحته تلك القيادة عليها الرحمة.. والتي لم تقطع أبدا مع المناخ النضالي والكفاحي المقاوم.. ولم تندلق لمسار تسوية مفضوح.. مما سهّل مسار أخوتنا بالأمس.. واليوم يستمرالنضال على ذات الطريق الذي اتضح بشكل جليّ لا لبس فيه.. إن الإستراتيجيا الوطنية الفلسطينية التي تتخلى عن المقاومة بكل أشكالها وأساليبها.. لا يمكن لها أن تحقق أيَّ نتيجة تذكر على درب التحرير والعودة.. بل إننا ندعو إلى إسقاط استراتيجية الوهم التي سارت ونضجت في محطة أوسلو المدانة المشؤومة.. وخبث أكلها بشكل واضح لا لبس فيه.. عقب استشهاد الأخ القائد الراحل أبو عمار..عشرون عاما من المفاوضات شكلت في حقيقتها اقوى سلاح يستخدمه الإحتلال لكسب الوقت من أجل استمرار سياسة الإستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس.. فهل يعقل أن يطلب من الشعب المحتل توفير الأمن للإحتلال...؟!
وقال د.محيسن بأن الوفاء لياسر عرفات وكل الشهداء وإكرامهم.. لا يكون فقط برفع صورهم للزينة في المناسبات الوطنية.. أو كلما دعتهم حاجتهم لذلك.. أوفي المكاتب والمديريات.. وفي معظم الأحيان تأتي في الخلفية.. أو يكون في ارتداء عباءاتهم فقط .. أو بالإستشهاد بمواقفهم بجمل مقتطعة من هنا أو هناك فقط .. أو بالعودة للتغني بحقبة زمنية مضت وانقضت لاجترار الذات فقط.. ولكن الوفاء الحقيقي لياسر عرفات وأمثاله من قادتنا العظام يكون ويتمثل في السير على خطاهم.. في الثورة والمقاومة والإنتفاضة وليس في الإستسلام والخنوع.. لتكون وتنجم بهذا الآداء قيادة متسلّطة غير شرعية ولا مؤهلة وفاقدة لأبسط متطلبات التكتيك الانقاذي لموقف منهار أصلا..!!
وأما عما ساقه مجموعة من ممثلي الدول العربية مؤخرا حول تعديل مبادرتهم.. أوجز د. محيسن القول عن تلك الخطوة.. بأنه قد بلغ سوء الحال وشدة اسوداده في مشهد القضية الفلسطينية اليوم.. بأن تصوغ بعض الجهات العربية والحكومات الصغيرة استراتيجيا للشعب الفلسطيني المقاوم.. تسير خلفها قيادات فلسطينية تنطق باسم هذا الشعب زوراً وبهتاناً.. بل لعلها دفعتها لهذا دفعا كي تتغطى بمواقف عربية لم تجرؤ لتعلنها.. وهي لا تملك جميعاًِ أن تصوغ مثل هذه الإستراتيجيا الخبيثة الساقطة.. إنها استراتيجيا «التسّول والتوسّل».. والتي ساقتها لجنة متابعة المبادرة العربية برئاسة قطر.. وحفاوة الجامعة العربية إلى واشنطن.. لتعلن أركان وركائز هذه الإستراتيجيا المختفية تحت عنوان قبول التبادل والسمسرة على الارض الفلسطينية.. وهكذا تختفي القدس من حلّهم المرحلي.. وتضيع الضفة من حلّهم المرحلي .. ويقبر حق العودة من حلّهم المرحلي.. الذي بدأوه تحت شعار سلطة فلسطينية مقاتلة على أي شبر ينسحب منه العدو من دون قيد أو شرط.. وانتهى اليوم دولة غير عضو في الأمم المتحدة.. بلا قدس ولا عودة ولا أرض ولا سيادة.. ولا أي من عناوين أوراق التوت لتغطية عورة سياسة التسوية واستراتيجية التصفية السابقة.. فما الذي سيغطي اليوم من أشجار التوت.. عورة «التسّول والتوسّل».. والتي سبقها إعلان «نعاجية الحظائر» من قطر تحديدا... ومن الشتات الفلسطيني زمن هنا من برلين نقول لهم .. بأن أرض فلسطين ليست للبيع ولا للتبديل.. وفلسطين ليست معروضة للبيع.. ولا يمكن أن نستبدل أو نبدل أرضنا بأرضنا.. فهذه فلسطيننا تسكن أرواحنا.. شاء من شاء وأبى من أبى ... ويا جبل ما يهزك ريح ...!!
وخاطب د. محيسن شعب فلسطين العظيم قائلا: يا شعبنا العظيم.. لقد داس العدو باكراً ما عرضوه عليه مع سقم حال هذا المعروض.. وسوء مآله وخبث نفسه.. في ما سمي «سلام الشجعان ».. ويا لشجاعة التنازل عن الحقوق.. فسرّع الإستيطان وقضم الأرض.. وسارع التهويد للقدس وما حولها.. وعجّل الإبعاد والحصار.. ببناء الكانتونات والجيتوهات للمدن الفلسطينية.. وخنقها بالمستوطنات والجدار.. وقتل قيادة سلام الشجعان كي يفسح مجالاً «لشريك» أراده شارون اللعين بمواصفات كما أراد.. فقد أراد قيادة «سلام الخصيان».. قيادة تقبل بالتوسّل والتسوّل.. وتقرّ بما أعلنه أخيراً المجرم نتينياهو.. بأنه لا مجال لحديث لا يعترف فيه الفلسطيني.. بأن روايته التاريخية كاذبة.. فيبصم له على ما يريده من اعتراف «بيهودية الدولة ».. وبعد ذلك يتفاهم مع هذا الباصم كم يعطيه من زريبة لنعاجه.. لأن صراعه كما أعلن هذا الدعيّ.. هو «صراع وجود» مع الشعب العربي الفلسطيني وليس صراع حدود.. هل بقي بعد ذلك من حديث لمروّجي الوهم في التسوية والتصفية ...؟! حتى أن بضاعة التصفية خاصتهم غدت مرفوضة من هذا المحتل.. ولهذا نؤكد مجددا من برلين بأننا لن نرتضي بالبيت الأبيض بديلا عن فلسطين...!!
وأما عن الرؤية المستقبلية لصياغة استراتيجية التصدي للعدوان على شعبنا قال المتحدث: إن التفويض السياسي الذي منحه الشعب الفلسطيني عبر مجلسه الوطني لقيادة الشعب الفلسطيني.. التي مثلتها قيادة الشهيد الراحل أبو عمار والشهيد الحكيم جورج حبش والشهيد الشيخ أحمد يسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي والشهيد فتحي الشقاقي.. والتي اصطرعت فيها الأدمغة واختلفت التعبيرات في الجواب عن السؤال المركزي: كيف نستعيد أرضنا ونحقق عودة شعبنا ونستعيد كافة حقوقنا.. قد انتهى اليوم بشكل واضح لا لبس فيه.. ومن على لسان قادة ومؤسسات دولة الإحتلال نفسه.. الذين أطلقوا رصاصة الرحمة على استراتيجيا الوهم والضباب.. كما استراتيجيا التسوّل والتوسّل الوليدة.. وإن الحقائق التي صنعها اليوم المحتل الغاشم على الأرض بنفسه.. من خلال خارطة صناعة واقع التهويد لفلسطين.. أو من خلال صناعة «الفلسطيني الجديد » الذي يريده مجرّد كلب حراسة له.. وأن المطلوب اليوم وبشكل حاسم.. هي ليس رفع قواعد السؤال التاريخي: ما العمل ...؟! كلا.. لأن الجواب متوفر وواضح.. ودللت عليه التجربة التي دفع شعب فلسطين من دمه ولحمه وعمره ثمنها مضاعفاً أضعاف كثيرة.. بل إن المطلوب اليوم هو صياغة فلسطينية وطنية موحدة واحدة لجواب العمل.. لأن العمل بات اليوم هو الإستراتيجية التي تم التخلي عنها يوما.. إنها استراتيجية الكفاح الوطني الشامل.. إنها استراتيجية صراع الوجود.. إنها استراتيجية إسقاط كل ما تم مَهره بتوقيع أضاع حقاً وأمات فضيلة.. ليقيم مكانها زوراً وفحشاء وساء سبيلا.. إنها استراتيجية الكفاح الواعي لحقيقة الإحتلال وكيفية قهره.. اليوم تستحق فلسطين مؤتمراً شعبيا وطنيا عاما.. في كل أماكن وجود الفلسطيني.. لتشكيل برنامج تنفيذ استراتيجية هذا الكفاح.. وتعبئة كل طاقات أبناء شعبنا على هذا الطريق الذي بدأ للتو.. وَصْلُ ما قطعتهُ سياساتُ الوهم والخذلان.. كفانا تشتتا وتمزقا وانقساما.. ولنعمل على رص الصفوف والانتصار لفلسطين.. ولنعلم أبنائنا بأن لا وطن يُعَوَضُ عن فلسطين...!!
ووجه د. المحيسن من برلين تحية لأسرى الحرية بالقول: أما أسرانا.. أسرى الحرية.. إخوتنا وأخواتنا وأحبتنا.. الذين يقبعون من أجل كرامتنا ومن أجل نيل الحرية والإستقلال لشعبنا... هم خلف القضبان في سجون الإحتلال يقبعون .. نقول لكم أحبتنا: أنتم رجالات لكم المكان في قلوبنا.. غيابكم قصري وعودتكم قريبه وأكيدة وحتمية بإذن الله.. فنحن أبناء الشهداء أبو عمار والشيخ ياسين وأبو علي مصطفى والشقاقي عليهم الرحمة.. هؤلاء الذين أوقدوا فينا شعلة الحريّة.. لتحرير الوطن وتمسكنا بالهوية والقدس والإنسان...!!
نصدع للحق.. لا يلوي على شيء.. حتى نستعيد حقوقنا.. نجدد لفلسطيننا العهد.. 65ستون عاما مضت على النكبة الفلسطينية.. وستبقى كل المدن والقرى والبلدات.. أرض عربية فلسطينية.. فلا بديل أبدا عن حق العودة.. نحن الشعب العربي الفلسطيني.. فالأرض أرضنا.. والبلاد بلادنا.. وسنبقى نقاوم المحتل.. حتى يرحل عن أرضنا.. وحتى التحرير الكامل.. ونيل الحرية والاستقلال..و صفد ويافا قبل البيرة ورام الله.. عائدون يا قدس.. عائدون يا حيفا.. عائدون يا يافا.. عائدون يا صفد ويا لد.. ويا أيها الكرمل ويا أيها الكرمل ويا أيتها الرملة.. عائدون قريبا.. جيلنا العائد إما في أرحام الماجدات.. أو على تراب العاصفات اللاهبات.. يتشكّل اليوم.. هذا جيل التحرير والعودة ... سننتصر وسنعود.. لأرضنا ولبيوتنا ولقرانا ولسهولنا ولودياننا.. سنعود لأمسياتنا ولحصادنا..عائدون لقمرنا المنتظِر والساهر يرقب هذه العودة التي هي لا بد آتية... إننا عائدون.. للزعتر والليمون والزيتون.. وإننا حتما بإذن الله لمنتصرون....!!
يا محتل ارحل عنا ... فلسطين لنا وستبقى لنا حرة عربية أبية ...!!
فالعهد هو العهد والقسم هو القسم ...وإنا بإذن الله لمنتصرون ..!!
ثم قدمت الأخت غنوة السيد حمزة المدلل رئيس الجالية الأردنية في برلين ليقول شعرا في فلسطين وتضحيات شعب فلسطين وابناء أمتنا العربية وقال أيضا للشاعر الفلسطيني محمود درويش وكان إثراء واضحا للفعالية .. وأما عن تقديم التراث الفلسطيني فقد أبدع الأخوة في الآداء .. الفنان الفلسطيني محمود أبو خليل والفنان الفلسطيني عيسى ادريس الذين أبلوا بلاء حسنا يشكرون عليه ... يرافقهم في ذلك الفرقة الموسيقية.. الأخوة الكرام محمود الفيومي أبو بلال والأخ أنور حلاق والأخ غالب ياغي.. ومن الفرقة الفنية أيضا.. الأخوة علي عراقي وخالد عراقي.. الذين لم يتمكنوا للظروف.. ولكنهم دوما كانوا مع الجميع وفي كل المناسبات الوطنية يتقدمون الصفوف في خدمة شعبنا بإحياء تراثه.. وعلى أنغام أناشيد الثورة الفلسطينية التي صدح بها الأخ أبو خليل.. رأيت أبناء شعبنا الحضور في آداء الدبكة الفلسطينية ... منظر يصعب على الإنسان أن يجد الكلمات التي تعبر عن عظمة المشهد.. رأينا جيل العودة ورأينا في أعينهم الإصرار على العودة.. وفي النهاية تقدمت الأخت غنوة بتوجيه الشكر لكل من شارك وساهم في انجاح هذه الفعالية من الأخوة والأخوات.. خاصة الجنود المجهولة.. من الأخوة والأخوات الذين ناضلوا وقدموا ودعموا من أجل إنجاح إحياء هذه الذكرى الأليمة التي نجدد العهد فيها لفلسطين ...!!
معا نعطي .. ونبني .. ونضع المصابيح بأيدينا ... بالحوار .. وليس بالخوار ... !!
ليس بالوصاية والهيمنة والإقصاء .. وليس بالتسلط ولا بالإرهاب .. وبث السموم هنا وهناك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.