طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس، في الذكرى الواحدة والتسعين لوعد بلفور المشؤوم، المجتمع الدولي بالتوقف عن الكيل بمكيالين والنظر للواقع المرير الذي يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الظلم الجائر إزاء عدم تعاطيه مع قضية شعبنا العادلة، وعليه دعم حقوقه بدلاً من توجيه الدعم الأعمى للكيان الصهيوني وسياساته. وحمّلت الحركة في بيان صادر عنها أمس الأحد ـ تزامنا مع مرور الذكرى المؤلمة ـ: المجتمع الدولي المسؤولية التاريخية والأخلاقية عن كل ما ترتب عن وعد بلفور، وما صاحبه من نكبات ومآسٍ حلّت بالشعب الفلسطيني من ذبح وتشريد وتهجير على يد الاحتلال الصهيوني الغاشم، وعلى رأس من يتحمل ذلك بريطانيا. وأكدت على أن فلسطين أرضٌ عربية، إسلامية الهوية، لا يملك أيّاً كان الحق للتفريط أو التنازل عن شبر من ترابها، وأي اتفاقيات تنتقص من الحق التاريخي لشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية فيها، تعتبر باطلة شرعياً ووطنياً وتاريخياً، ولا اعتراف بها. وشددت حماس على أن المقاومة مستمرة بكافة السبل والإمكانيات المتاحة لاسترداد حقوقنا السليبة، ولا يمكن لكائنٍ من كان أن ينزع سلاحها أو يسقط شرعيته، ولن نبرح ميادينها إلا وقد استعدنا حقوقنا كاملة ورسّخنا ثوابتنا، وأقمنا دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس، ورفرفت راياتنا خفاقة على ربوع فلسطين، وستبقى المقاومة هي الإستراتيجية التي يقف خلفها شعبنا الفلسطيني، ولن يتخلى عنها مهما كلّفه الثمن وعظمت التضحيات، وسيتصدى لكل المؤامرات والمؤتمرات التي تنتقص من حقوقه وتتعدى على ثوابته. وبشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين؛ قالت الحركة: لن نفرط بحقوق اللاجئين المهجرين في المنافي والشتات والعودة إلى أرض الآباء والأجداد التي طردوا منها قسراً، ولن نقبل المساومة على هذه الحقوق. وطالبت قادة الأمة العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، بالقيام بمسئولياتهم وواجباتهم تجاه فلسطينوالقدس والأقصى، والتحرك الفوري والعاجل في كافة المحافل الدولية للمطالبة بوقف المخططات الإجرامية والانتهاكات المتواصلة لحرمات المقدسات الإسلامية والحفريات تحت المسجد الأقصى والتي وصلت إلى أخطر مراحلها وتهدد المسجد الأقصى بالهدم بين لحظة وأخرى. كما طالبت رئيس السلطة محمود عباس بالاهتمام في الوضع الفلسطيني الداخلي، وتعزيز الجبهة الداخلية لتوحيد الصف الوطني، ووقف حربها ضد المقاومة في الضفة المحتلة، ووقف التنسيق الأمني، فوحدتنا الوطنية هي السبيل الأوحد لتعزيز الصمود في وجه التآمر الدولي على قضيتنا. وجددت حماس التأكيد لكل الساعين خلف أوهام السلام ومؤتمرات التفريط والمساومة؛ أن أي توقيع واتفاق ينتقص من حقوق شعبنا هو نزع لشرعيتهم الوطنية بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل، لذا عليهم مراجعة أنفسهم والتوقف عن التلاعب بمصير شعبنا وقضيته وثوابته، والاندماج مع الإجماع الوطني. وحثّت الحركة قادة الدول العربية للوقوف في وجه الأهداف والمخططات الأمريكية الصهيونية الرامية للتطبيع مع المحتل، والعمل على تعزيز ودعم صمود شعبنا وكسر الحصار الدولي الجائر المفروض عليه. وقالت منذ ذلك التاريخ (2/11/1917) وعد بلفور، وشعبنا الفلسطيني يدفع ضريبة هذا الوعد اللعين الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق من الصهاينة، فارتكبوا أبشع المجازر الدموية سقط فيها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى واعتقلوا خلالها أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني، وأعدوا مخططات لتهويد القدس، والحفريات أسفل المسجد الأقصى، والاستيطان، ومصادرة الأراضي، ومحاولات تمرير مشاريع التوطين، وعُقدت المؤتمرات الدولية في محاولة لتصفية القضية وتجريد شعبنا من حقوقه وثوابته وتمرير مشاريع التسوية لصالح الاحتلال. وختمت حماس بيانها بالقول: إن الشعوب الأصيلة لا تنام على ضيم ولا ترضى بالذل، ولا تستسلم للأمر الواقع، بل تتسلح بالحق، والإرادة، والإيمان فتكسر مخرز الظالم بصلابة كفها الطاهرة، والتاريخ الفلسطيني المخضب بدماء الشهداء، وأنات الجرحى، وعذابات الأسرى، والبيوت المدمرة، وثبات شعبنا ومرضاه في وجه الحصار، فضلا عن جهاد المجاهدين وعزيمة الصابرين، سيثبت لهذا الاحتلال المجرم أنه لا مكان له على أرضنا ولا سبيل له عليها، وأنه حتماً سيسترجعها مهما كلفه الثمن ودفع لها من دماء وتضحيات.