أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تخصيص 2020 كسنة للممرضين والقابلات، مشددة على أدوارهم الحيوية في تقديم الخدمات الصحية بما ينعكس إيجابا على صحة المواطنين في كل الدول، وعلى المجتمعات بشكل عام. ونبّهت المنظمة إلى الخصاص الكبير في المجال التمريضي، مبرزة على أنه بحلول سنة 2030 سيكون العالم برمّته في حاجة إلى 9 ملايين ممرض ومولّدة إضافيين للمساهمة في تحقيق هدف تعميم التغطية الصحية الشاملة. ودعت منظمة الصحة العالمية إلى الرفع من نسبة الاستثمار في مهنيي التمريض والقبالة، والعمل على تثقيف الممرضات والقابلات وفقا للمعايير الدولية، الأمر الذي سيساهم بحسبها في توفير الموارد وتحسين جودة الرعاية وتعزيز صحة الأشخاص، إلى جانب توفير بيئة اشتغال آمنة يطبعها الاحترام بين المهنيين المعنيين بالشؤون الطبية وباقي أفراد المجتمع، مشددة على أن هذه الخطوات ستمكّن من تحسين الصحة وتعزيز المساواة بين الجنسين ودعم النمو الاقتصادي. وتفاعلا مع الحملة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، أكد زهير ماعزي، منسق حملة التمريض الآن في المغرب، في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، أن هذه المجموعة، باعتبارها شريكا مؤسساتيا للمنظمة، ترى أن إحياء السنة الدولية للممرض والممرضة والقابلة، يمكن القيام به في المغرب من خلال خطوة ومبادرة جدّ مهمة، تتمثل في العمل على إرساء نظام البكالوريوس في علوم التمريض، خصوصا أن السياق العام يساعد على ذلك. وأوضح ماعزي أن وزارة التعليم العالي قررت الانتقال من نظام الإجازة «باك + 3» إلى نظام البكالوريوس «باك + 4»، ابتداء من السنة المقبلة، وهو ما جعل المجموعة تدعو وزارة الصحة إلى مواكبة هذه المستجدات ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، من أجل تحيين نظام التكوين الأساسي في المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، عبر اعتماد نظام البكالوريوس الجديد، وتعزيز تعلم اللغات، خاصة الإنجليزية والمهارات الحياتية/الشخصية وما يعرف ب «soft skills»، في التكوين الأساسي للممرضين والقابلات، دون إغفال ضرورة إطلاق سراح أسلاك الماستر والدكتوراه في هذه المعاهد. ونوّه زهير ماعزي، في إطار التعاون الدولي مع دولة الإمارات الشقيقة، بعمل كلية الشيخة فاطمة بالرباط التي تقدم تكوينا تكميليا للممرضين المغاربة من أجل تحصيل شهادة البكالوريوس في علوم التمريض، داعيا إلى تطوير التمريض وفتح آفاق العمل والدراسة والتعاون مع دول أخرى، كما حث وزارة التعليم العالي على استثمار التجربة الناجحة لجامعة سطات والعمل على إحداث كليات للتمريض والقبالة تابعة لها. دعوة شملت كل الفاعلين من أجل دعم الاستثمار في التكوين العالي للممرضين لتحقيق جودة العلاجات وتفادي العلاجات المكلفة وغير الضرورية، كما شدد منسق حملة التمريض الآن في المغرب، على ضرورة إنشاء كل من الهيئة الوطنية للممرضات والممرضين، والهيئة الوطنية للقابلات، في أقرب وقت، وذلك من أجل إسماع صوت هذه الفئات وإشراكها في صنع القرار بشكل مؤسساتي، وتفادي كل النزاعات والاحتجاجات الاجتماعية جراء تغييبها وإهمالها، وكذا الرفع من أعداد الممرضات والقابلات في النظام الصحي لأن المغرب يواجه تحدّ كبير يتمثل في النقص الحاد في أعدادهم.