في مثل هذا اليوم 12 ماي من كل عام ، يحتفل العالم بيوم الممرضات والممرضين ، الذي يوافق الذكرى السنوية لميلاد "فلورنس نايتينجيل" مؤسسة علوم التمريض الحديثة، كconنوع من التكريم لها وإحياء لذكرى مؤسسة التمريض الحديث, واهتمت بالمرضى خاصة من الفقراء، وأصبحت فلورنس من أشهر الداعيات إلى تحسين الخدمات الطبية في المستشفيات ووضعت قواعد علمية للنظافة والتطهير والاهتمام بالصحة العامة فى المجتمع ووضعت مستويات ومعايير للمستشفيات. وقد خصص المنتظم الدولي هذا اليوم لمهنة التمريض لكونها مهنة مقدسة وإنسانية سامية و لا يمكن أن تكتمل الخدمات الطبية بدون التمريض لأن الخدمات التمريضيه تحتاج الى مهارات شاقة وسليمة وصحيحة لسلامة ومساعدة المرضى فهي مهنة إنسانيّة تحتاج للدعم لتستمرّ لكونها تشكل مصدر للحياة منذ الوهلة الأولى إلى الممات .إنها رسالة فيها الكثير من التضحية لا يعرفها سوى من يعمل بها والمرضى الدين استفادوا من خدماتها ورعايتها . وقد اهتمت جميع المنظمات التابعة لمهنة التمريض وعلى رأسها المجلس الدولي للممرضات بجنيف بوضع شعار دولي لمهنة التمريض من خلال المسئوليات الكبرى للمرضين والممرضات تجاه مرضاهم ورسالتهم التي تفرضها القوانين الوضعية الإنسانية والأخلاقية والدينية وضمير المهنة . حيث على الممرضة والممرض تقديم خدمات الرعاية التمريضية مع ضرورة الأخذ في الاعتبار آدمية الأشخاص وعدم التفرقة بينهم من النواحي الاجتماعية أو الاقتصادية أو الدينية أو لون بشرتهم وجنسياتهم وطبيعة حالتهم الصحية هذا بجانب المسؤوليات والواجبات المهنية للممرض( ة) هناك واجبات ومسئوليات أخرى لا تقل أهمية عن الواجبات المهنية آلا وهى الواجبات الأدبية والسلوكية ولمهنة التمريض آداب خاصة تحكم وتنظم العمل بها لتقديم الخدمات التمريضية والصحية الآمنة . وفي هذا الإطار ونظرا لما تمثله مهنة التمريض في المجتمع المغربي من أهمية ودورها الرئيسي في حجم الخدمات الصحية المقدمة بحيث تتحمل عبئ 75 في المائة من الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والتثقيفية . وقد أثبتت كل الدراسات الحديثة حول عمل الممرضين انه كلما عملت الحكومة على صون حقوق الممرضات والممرضين وتم حفظ كرامتهم ملكا كان عطائهم أفضل ومردود يتهم أحسن كلما كانت هناك ضمانة للأمن و سلامة المرضى وبالتالي ينعكس هذا الأمر إيجابياً على صحة المريض وعلى صحة المجتمع وتقديرا لجهود العاملين في قطاع التمريض بالمغرب تنظم المنظمة الديمقراطية للصحة بشراكة وتعاون مع الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية والجمعية الوطنية للقابلات بالمغرب المنتدى الوطني السابع بمشاركة المجلس الملكي للتمريض باسبانيا والمجلس الدولي للتمريض وذلك بمدينة مراكش ايام 13 و14 و15 ماي 2016 تحت شعار " الممرضات والممرضون قوى للتغيير من اجل أنظمة صحية مرنة " وهي مناسبة سيعمل فيها المشاركون والمشاركات في المنتدى على تقييم أوضاع الممرضات والممرضين و الوقوف التحديات التي تواجهها مهنة التمريض ببلادنا على المدى المتوسط والبعيد انتظارات مهنة التمريض فضلا عن العروض التكوينية العلمية المتعلقة بالمهنة والتنمية المستدامة. بمشاركة عدة خبراء في اليدان الصحي . وفي هذا السياق ، يحل اليوم العالمي للممرضات والممرضين والأغلبية الساحقة من مهنيي التمريض بالمغرب لازالت تعاني من المشاكل المترتبة عن ضعف النظام الصحي العمومي الوطني وتزايد اختلالاته ونواقصه على جميع المستويات .وضعف نظام التغطية الصحية الشاملة وتراجع مستوى خدمات المستشفيات العمومية بسبب تراجع نسبة التمويل وتحويلها إلى مستشفيات الفقراء والمعوزين ودوي الدخل المحدود دون أن تتحمل الدولة نفقات علاجهم نظرا للخصاص وندرة الإمكانات من أدوية والمستلزمات الطبية مما يجبرهم على الأداء من جيوبهم تكاليف العلاج أو الانقطاع والتخلي عنه كل هذا في ظل وضع اقتصادي واجتماعي وصحي متردي، باتت فيه سلامة المريض مهددة وعدم وجود بيئة عمل مواتية للعمل . وضعية تتسم يتدني الأجور وهزالة التعويضات وغياب الحوافز المادية والمعنوية في كل من القطاع العام والخاص . فالممرض(ة)بالمغرب أصبح يتحمل ضغطاً نفسيًا وجسديًا لم يسبق له مثيل و يعمل في غالب الأحيان خارج أوقات العمل القانونية من 12 الى 14 ساعة في اليوم . وخاصة أثناء المداومة الليلية والعطل والأعياد لكي لا يترك مرضاه لوحدهم دون مراقبة . وتتعقد الأمور أكثر بالنسبة للمستشفيات الجامعية و صعوبة إيجاد العدد الكافي من الكفاءات التمريضية للمداومة و في غرف العناية الفائقة والمستعجلات والجراحة والتوليد …مما ينعكس سلباً على جودة العلاجات التمريضية . وهذا راجع بالأساس للنقض المهول والحاد وللحاجيات المتزايدة في الممرضات والممرضين ، خاصة أن القطاع الصحي بالمغرب لازال يعيش تحت المعدل الدولي لعدد العاملين الصحيين بمن فيهم الممرضون والممرضات بنسبة تزيد عن 50 في المائة مقاربة مع الساكنة التي وصلت إلى 34 مليون نسمة فضلا عن عوامل التحولات الديمغرافية والوبائية والاجتماعية .. واستمرار ظاهرة تمركز ما هو موجد في وسط المملكة أي على مستوى الخط الشهير الذي بجسد المغرب النافع والمغرب غير النافع ، بسبب قلة الموارد البشرية وسوء توزيعها وضيق فرص العمل لدى خريجي المعاهد العليا لمهن التمريض والتقنيات الصحية لاعتبارات الحفاظ على التوازنات الماكرو اقتصادية الصرفة . وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان توفير بيئة عمل آمنة تساهم في إنتاج رعاية تمريضية ذات جودة عالية. وبالإضافة إلى ضعف الأجور والرواتب والتعويضات وتعطيل الترقي المهني وحبسه في السلم الحادي عشر كحد أقصى، والى شروط العمل الصعبة والمنذرة بكل المخاطر في عدد من المؤسسات الصحية الوقائية والعلاجية والتي لا تتوفر على الحد الأدنى من وسائل الوقاية ضد الأخطار المهنية ، فبالإضافة إلى تعرضهم اليومي للأخطار المهنية عن طريق نقل العدوى ، فان الممرضات والممرضون يتعرضون العنف اللفظي وأحيانا إلى الاعتداء الجسدي أثناء مزاولة عملهم . والنتيجة أن 75 % من الممرضات والممرضين عندهم ضغط نفسي من جراء العنف في أماكن العمل ، سواء من طرف المرضى وأسرهم أو من طرف الإدارة او المسؤول المباشر . ( حسب تعريف منظمة الصحة العالمية له، وهو الاستخدام القصدي للقوة أو السلطة) كما أن كثير من الممرضات يتعرضن للتحرش في مرافق العمل وان نسبة هامة من الممرضين والممرضات سبق وان تعرضن إلى أمراض انتقلت إليهم من المرضى مثل مرض التهاب السحايا والسل ومرض الكبد الفيروسي … فضلا عن حوادث الشغل والأمراض المهنية . لذلك فان أزيد من 30% من الممرضات والممرضين يفكرون اليوم بترك المهنة أو تغييرها أو التقاعد المبكر. بسبب هذه الأوضاع المزرية وبيئة العمل غير السليمة وغير الآمنة .وهم في الحقيقة يؤدون ثمن فشل السياسة الصحية وقلة الإمكانات وتقادم التجهيزات وتعطلها وندرة الأدوية والمستلزمات الطبية والجراحية رفع نوعية التعليم العالي في التمريض وخلق مسارات للتطور المهني وفقاً للاحتياجات الصحية الوطنية والإقليمية والعالمية من خلال إعادة ترتيب نظام التعليم الممرضات والممرضين وربط المعاهد العليا بالجامعات وبكليات الطب وتحويل المعاهد إلى كليات التمريض ب12 جهة بناءا على الاحتياجات الصحية المتزايدة للسكان ومتطلبات الجودة من خلال الحفاظ على مستوى الإطار التمريضي التعليمي الأكاديمي والحفاظ على القيمة العالية لمهنة التمريض في المجتمع . والضرورة القصوى لخلق إطار قانوني لمدرسي علوم التمريض والتقتنيات الصحية وتكوين الكفاءات العلمية في مجال تدريس هذه العلوم عبر منح للتكوين بالدول المتقدمة الإسراع بتنفيذ عملية مطابقة الشهادات الجامعية العلمية والملائمة المهنية للترتيب المباشر في السلم 10 و السلم 11 لجميع لخريجي معاهد تكوين المهن الصحية بسلكيه الأساسي و الثاني تأمين فرص للشباب خريجي المعاهد العليا للممرضات والممرضين وخلق درجة جديدة خارج السلم لمهنيي التمريض خلق هرم إداري جديد بجميع المستشفيات العمومية بثلاث مديريات مديرية التمريض بجانب مديرية للأطباء ومديرية التدبير والتسيير المالي والإداري للخروج من أزمة التسيير بالمستشفيات العمومية المغربية ومديرية تدريس المهن في التعليم العالي تتابع مشروع خلق كليات التمريض و مستويات شهادة التمريض المعطاة من طرف الدولة ووضع مناهج موحدة في مهنة التمريض بنظام ل م د وخلق هيئة وطنية لمهنيي التمريض من اجل حماية المرضى وضمان امن الخدمات الصحية من خلال مراقبة والتأشير على إذن مزاولة المهنة في التمريض رفع كفاءة الممرض وتحسين الجودة تحديات عديدة للمهنة التي يواجه العاملون فيها انتهاكات تتطلب تضافر الجهود لحماية الحقوق وتوفير بيئة آمنة و تبني والتزام المبادئ الأساسية الرامية إلى تعزيز التمريض،من أجل تأمين سلامة المرضى والحفاظ على الجودة العالية من العناية و سلامة المرضى وشفائهم، تعزيز وتقوية الدور المميز للممرضة والممرض في كل السياسات الصحية المعتمدة إلى جانب دورها في ضمان الجودة والسلامة العامة تحسين بيئة عمل الممرضات والممرضين وجعل الممرضات والممرضين شركاء أساسيين في صياغة السياسات والاستراتيجيات و المشاريع والبرامج والتوجهات التي تضمن تطورا لسياسة الصحية بالمغرب بالموازاة مع تطور العلوم الطبية والتمريضية و المهنة ودعوة وسائل الإعلام الى إبراز الصورة الحقيقية للممرض/ة، بعيداً عن التشويه والنظرة السلبية تحسين أجور وتعويضات الممرضات والممرضين بما يتناسب ويتماشى ومستوى ارتفاع الأسعار والرفع من تعويضات الأخطار المهنية والمسؤولية والعالم القروي والمناطق النائية والتداول عليها كل سنتين مباشرة بعد التوظيف وإعادة النظر في نظام المعاشات بالنسبة للمراكز الاستشفائية المتضررة كمستشفى ابن رشد بالبيضاء وتحسين معاشات المتقاعدين من الممرضين والممرضات ودوي حقوقهم. تفعيل المبادرات والآليات للقضاء على الاعتداءات المتكررة على الممرضات والممرضين حمايتهم ورصد الأسباب التي تؤدي الى التسلّط والعنف ورفع الصوت ضد أي اعتداء يتعرّض له العاملون في قطاع التمريض وتحسين ظروف وبيئة عمل الممرضات والممرضين المختصين العاملين بالصحة النفسية والعقلية. ففي اليوم العالمي للممرضات والممرضين والتمريض فإن المجتمع يقدم لهم التقدير وكل الشكر والاعتزاز والتهنئة بكل ما تقدمه هذه الفئة الرائدة من الناس من جهد وعناء وسهر لتخفيف آلام المرضى والمحتاجين وعلى الحكومة العمل الجدي على تحسين و تعزيز الأوضاع المعيشية والاجتماعية والمهنية و توفير متطلبات الحياة والعيش الكريم والراحة النفسية وشروط العمل الملائمة لأداء رسالتها النبيلة على الوجه الأكمل. الحدود