دعت الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية وزارة الصحة وكل المتدخلين إلى تعزيز الاستثمار في التكوين الأساسي لهذه الفئة من مهنيي الصحة لمواجهة التحديات الجديدة للصحة والحدّ من كلفة ضعف الجودة، وذلك من خلال دعم نظام «LMD» لتدريس التمريض في المغرب، والعمل على إطلاق أسلاك الماستر والدكتوراه بأعداد كافية وفي مختلف التخصصات، خاصة الماستر في تدبير وإدارة المشاريع الصحية، وكذا الماستر المتخصص في العلاجات المتقدمة، بالإضافة إلى تثمين نجاحات نظام التكوين الأساسي العمومي للممرضين على غرار المجانية، واتخاذ التدابير المرافقة اللازمة، مع اشتراط الإجازة في علوم التمريض والقبالة وتقنيات الصحة كشرط لمزاولة المهنة، سواء في الوظيفة العمومية كأجير أو كصاحب عيادة تمريضية وصحية. زهير ماعزي، نائب رئيس الجمعية، أكد في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أن الاستثمار في تكوين الممرضين مربح على صعيد المؤشرات الصحية وله انعكاس إيجابي على التنمية الاقتصادية والأمن والحالة الصحية، حسب أحد تقارير الأممالمتحدة، مشددا على أنه يجب الاعتراف اليوم بأن تكوين الممرضين هو شأن تمريضي صرف، يجب أن يقوده الممرضون ويستفيد منه الممرضون. ودعا زهير وزارة الصحة إلى تعويض الهدر الزمني عبر الإطلاق المتزامن لسلكي الماستر والدكتوراه في القريب العاجل وبأعداد كافية وفي تخصصات متنوعة خاصة التدبير، وتسهيل شروط الولوج للمزاولين عبر تسهيل الترخيص الإداري والعدالة في معايير الانتقاء، مستغربا أن يكون جلّ طلبة الماستر الوحيد في الرباط من خارج الجهة، لأن عددا من مناديب الوزارة تحفظوا في منح الإذن لاجتياز المباراة، مؤكدا في الوقت نفسه على أنه من غير المعقول اعتماد النقط في الانتقاء الأولي، إذ لا يمكن بحسب المتحدث، المفاضلة بين تخصص القبالة وتخصص التخدير مثلا، مشددا على ضرورة الحرص على تكافؤ الفرص وتنويعها أمام الجميع. وشدّدت الجمعية على أن الاستثمار في التكوين الأساسي للممرضات هو ضروري بالنظر لمجموعة من العوامل كشيخوخة المجتمع، وانتشار الأمراض المزمنة والاضطرابات النفسية، واستقرار الأمراض المعدية ، واستمرار وفيات الأمهات والأطفال الرضع، وأنماط العيش غير الصحية، والتفاوت الصحي، وعولمة المخاطر الصحية، والتقدم نحو التغطية الصحية الشاملة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدة أنه يجب ان يُنظر إليه، وكما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية، كاستثمار وليس كنفقات، مشيرة إلى أن الإحصائيات تثبت هذه الحقيقة، إذ أنه في كل مرة يكون عدد الممرضين الحاصلين على تدريب أحسن ودبلومات أفضل بنسبة 10٪، يتناقص خطر الموت أو المضاعفات بنسبة 5٪، وفقا لمنظمة الصحة العالمية دائما.