قلل عبد الرحيم طاليب، مدرب الجيش الملكي، من أهمية انتصار يوسفية برشيد على فريقه بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، مساء أول أمس الأحد، برسم الجولة 12 من الدوري الاحترافي، واعتبره غير منطقي، رغم التناقض الكبير الذي وقع فيه، حين قال إن «التحكم في المباراة لا يعني الفوز، وقد لاحظنا كيف أن فريق برشيد، استطاع التسجيل من فرصة واحدة.» وأضاف طاليب، في الندوة الصحافية التي تلت المواجهة، أن لاعبيه ضيعوا الكثير من الفرص، وهناك أشياء «تجب مراجعتها وخاصة من الناحية الهجومية، كما أننا كنا تحت الضغط.» ويدفع هذا التصريح إلى التساؤل حول الضغط الذي يتواجد تحته الجيش الملكي، العائد بانتصار من مدينة خريبكة وبحصة كبيرة؟ كما نتساءل كيف يعيش فريق الضغط وقد حج إلى تشجيعه 6000 مناصر، حفزوه قبل المباراة، واستمروا في ذلك بعد الهزيمة، ولم توجه الجماهير سهام انتقاداتها إلا صوب المدرب طاليب، الذي تحمله كامل المسؤولية في عدم انتداب لاعبين في مستوى الفريق العسكري. وقد اعترف طاليب بأن مجموعة من لاعبيه ليست لهم تجربة اللعب أمام جماهير كبيرة، في وقت كان عليه أن يعترف بأن فريقه لم يكن قادرا على مواجهة يوسفية برشيد ،الذي عرف كيف يستغل جيدا انتصاره في الدورة السابقة أمام الحسنية، كما كان عليه أن يقر أيضا بأن الفريق الضيف لعب بطريقة رائعة تحكم فيها في كل مجريات المباراة، سواء بالأداء الجماعي الذي اعتمد كثيرا على جمل كروية رائعة، أو بالتقنيات الفردية العالية لمجموعة من لاعبيه، الذين تفوقوا في كل النزالات الفردية، كما أنهم وضعوا أكثر من مرة لاعبي الفريق العسكري في مواقف حرجة، بعد «تدويخهم» وإسقاطهم بطريقة مخجلة. وتأكد تفوق اليوسفية، بعد أن استطاع الحفاظ على هدف الفوز الذي سجله في الدقيقة 16 بواسطة اللاعب» يونس الحواصي». وكان بإمكان مهاجمي اليوسفية تسجيل أكثر من ثلاثة أهداف لو حضر الحظ، خاصة وأنهم استطاعوا هزم الدفاع في أكثر من مناسبة، سواء بواسطة التوغل من الوسط، أو الانسلال من الأطراف، الشيء الذي يؤكد بأن كل خطوط الجيش الملكي كانت ضعيفة، وأن المدرب طاليب لم يكن قادرا على تصحيح الأخطاء، كما أنه أصر على إقحام ثلاثة لاعبين في وسط الميدان بحس دفاعي، وأربعة مدافعين قارين، في حين اعتمد على تونغارا كرأس حربة، دون أن يكون مسنودا، ما سهل المأمورية على مدرب اليوسفية، فريد شوشان، الذي حضر بقوة خلال كل أطوار المباراة، ولم يتوقف عن توجيه لاعبيه وتغيير طريقة اللعب، وأماكن اللاعبين، الشيء الذي زاد من متاعب طاليب، الذي قضى جل أطوار المباراة جالسا بدكة الاحتياط، في حين كان مساعده، محسن بوهلال، عبارة عن متفرج عادي جدا. ورغم أن طاليب مشهود له بكفاءته كمعد بدني، فإن اللاعبين العسكريين كانوا منهكين بدنيا، ولم يكونوا قادرين على مجاراة إيقاع لاعبي الفريق الخصم، وهذا ما جعلهم يفاجأون بسرعتهم الكبيرة. مقابل ذلك كان شوشان واقعيا في أجوبته خلال الندوة الصحافية، ولم يقلل من قيمة الجيش الملكي لكي يعطي لإنتصاره وقعا، حيث قال: «كنا نعرف جيدا، بأننا سنواجه فريقا قويا، عائدا بانتصار مهم من خريبكة، وكان علينا أن نؤكد انتصارنا في المباراة السابقة. لقد قرأنا جيدا طريقة لعب الجيش الملكي داخل ميدانه، كما أننا اعتمدنا على المرتدات السريعة، وكان بإمكاننا تسجيل أكثر من هدف، كما أن لاعبيَ كانوا في المستوى المطلوب واستطاعوا بانضباطهم التكتيكي تحقيق هذا الفوز. أنا الآن لا أفكر في الانتدابات لأن القطار يسير بالشكل المطلوب.» وتجمد رصيد الجيش الملكي، بعد هذه الهزيمة، عند 16 نقطة، يحتل بها الرتبة السابعة صحبة الدفاع الحسني الجديدي، فيما ارتقى اليوسفية إلى المركز العاشر برصيد 14 نقطة، حقق منها انتصارين متتاليين صحبة شوشان.