وجد فريق الجيش الملكي - وهو يواجه فريق النادي القنيطري، برسم الدورة السابعة التي جمعتهما بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله - صعوبات كبيرة في فرض طريقة لعبه، بل وجد نفسه مرغما على تطبيق الدفاع الخطي المتقدم من أجل الحد من خطورة مهاجمي فريق فارس سبو، الذين استطاعوا إرغام اللاعب بلخضر بلزوم منطقته، والابتعاد عن مساندته القوية للهجوم. فخلال الشوط الأول لم يتم تسجيل إلا محاولتين هجوميتين صريحتين للتسجيل للفريق العسكري، مقابل محاولة للاعب بيات، الذي عرف كيف يخلق المتاعب صحبة توفيق إجروتن، واللاعب طراوري، الذي كان ذكيا، حيث عرف كيف يناوش، وكيف يعتمد على قامته الطويلة للتفوق في كل النزالات الفردية. مرور دقائق الشوط الأول بدون فوز للفريق العسكري، زاد من ثقة لاعبي النادي القنيطري، وأعطاهم الإحساس بالقدرة على خلق المفاجأة بمدينة الرباط، لكن أرضية الملعب كانت عائقا أمام لاعبيه، ونفس الشيء بالنسبة لفريق الجيش الملكي، مع تفوق لاعبي الفريق القنيطري بدنيا، بالرغم من المجهود المضاعف الذي كانت تفرضه أرضية الملعب الموحلة، والتي تأثرت بالأمطار التي عرفتها مدينة الرباط صباح يوم الأحد. ثقة النادي القنيطري ازدادت خلال الشوط الثاني بعد التعادل السلبي في الشوط الأول، الشيء الذي جعل لاعبيه يضغطون منذ انطلاقة المباراة، وتحول الجيش الملكي إلى فريق يدافع، خاصة وأن المدرب يوسف لمريني بدأ يعتمد على الإنسلال من وسط الملعب، مع إبقاء اللاعب طراوري كرأس حربة، الشيء الذي جعل الفريق العسكري يلعب بدفاع قار وثابت، باستثناء اللاعب بورحيم الذي بدأ يتقمص طريقة لعب بلخضر. وحتى يخفف المدرب الطاوسي من اندفاع لاعبي النادي القنيطري، قام بتغييرات في مواقع اللاعبين، حيث أصبح عقال ينتقل من الجهة اليسرى إلى اليمنى في تبادل للأدوار مع القديوي، الذي كان يتحول في بعض الأحيان إلى مهاجم صريح. كل هذا من أجل إبعاد لاعبيه عن الحراسة الفردية، وبعثرة أوراق يوسف لمريني - التي لم تتبعثر - خاصة وأن الحكم لحلو طرد اللاعب بلخضر في الدقيقة 71 بعد جمعهه لإنذارين. هذا النقص العددي استغله المدرب يوسف لمريني للضغط بقوة، وقد كان بإمكان اللاعب طراوري أن يقلب حسابات الطاوسي لو استغل الفرصة التي كانت سانحة للتسجيل في الدقيقة 79 ، والتي جاءت إثر تبادل كروي جميل وبينيات خلقت فجوات في وسط الدفاع العسكري، وانتهت بتسديدة فوق العارضة. وفي الدقيقة 82 ينسل بورحيم من الجهة اليمنى، ويتوغل وسط مربع العمليات، حيث هيأ فرصة للاعب المهدي النغمي، الذي سدد من على بعد ثلاثة أمتار من الحارس بيسطارة، الذي لم يستطع إبعاد الكرة عن الشباك، وليسجل هدفا في وقت حرج، أخرج الطاوسي من الشك، وأنهى به صمود وتحدي فارس سبو، الذي يعيش المشاكل والتي ربما نسيها كلها خلال هذه المباراة، وربما كان يريد أن يرسل رسالة قوية للأنصار والمحبين، مفادها أنه قادر على مواجهة الزعيم. تصريحان رشيد الطاوسي، مدرب الجيش الملكي: «التواجد في الصدارة يفرض على الجيش الملكي مجهودا أكثر، وقد رأينا كيف أن النادي القنيطري قدم عرضا طيبا في مواجهة فريقي. لكن بالرغم من ذلك، فإن الفريق العسكري يعرف كيف ينتصر. ماصعب المباراة هو الجانب النفسي، لأن اللاعبين يفكرون من اليوم في مباراة نهاية كأس العرش. وبخصوص طرد اللاعب بلخضر، فإن الحكم تسرع، وحرم لاعبا من خوض نهاية كأس العرش، التي يحلم بها كل لاعب». يوسف لمريني، مدرب النادي القنيطري: «مواجهتنا للفريق العسكري بلعب جيد لم يكن مقاومة، بل تحديا، تحديا لكل المعاناة التي يعيشها الفريق القنيطري. وبخصوص طرد اللاعب بلخضر فقد كان سيفا ذا حدين، ذلك أن لاعبي الفريق العسكري ضاعفوا مجهوداتهم من أجل تعويض النقص العددي، في حين لم يستغل لاعبو فريقي ذلك جيدا». ولعب رجاء بني ملال الخمس عشرة دقيقة الأخيرة منقوصا من سعيد فضولي المطرود في الدقيقة 74، بعد نيل البطاقة الصفراء الثانية. ويحتل أولمبيك خريبكة المرتبة التاسعة بسبع نقط، من فوز وأربعة تعادلات وهزيمتين أمام الوداد البيضاوي والنهضة البركانية. أما رجاء بني ملال فمازال في المرتبة الأخيرة بثلاث نقط من ثلاثة تعادلات أمام الوداد الفاسي وحسنية أكادير وأولمبيك خريبكة خارج الميدان. واعتبر فخر الدين رجحي، مدرب الرجاء الملالي، أن فريقه أهدر فوزا مستحقا أمام أولمبيك خريبكة، عندما كان الفريق متقدما بهدفين دون مقابل، مشيرا إلى أن دور المدرب يتجلى في العمل على منح الثقة، وإعادة التركيز للاعبين الذين يفتقدون التحمل واللعب بنفس الوتيرة، كما أن طرد اللاعب سعيد فضولي من طرف الحكم خالد النوني كان مؤثرا على المجموعة، لأن كرسي الاحتياط لا يتوفر على عناصر تساعد على القيام بتغييرات مثمرة للدفاع عن التفوق في المباراة، دون إغفال النقص المؤثر على مستوى خط وسط الميدان. وأرجع فرانسوا براتشي، مدرب الأوصيكا، نتيجة التعادل إلى الأخطاء التي منحت ضربة جزاء والخروج الخاطئ للحارس هشام العلوش، واعتبرها صبيانية، بالرغم من الانطلاقة الجيدة، وإهدار عدد كبير من الفرص السانحة للتسجيل، إما بسبب التسرع أو عدم التركيز. وأضاف أنه غامر بإدخال جواد اليميق وسعيد كرادة، وأبقى لاعبين متألقين في كرسي الاحتياط، كعبد الصمد الشاهيري وخالد السباعي. وقال بأنه يتحمل مسؤولية الإخفاق في الخروج بالفوز الثاني بالميدان، والتعادل أحسن من الهزيمة.