كاد الرقم تسعة أن يكون رقم نحس حقيقي على فريق الجيش الملكي، لولا تسجيل اللاعب النغمي هدف التعادل في الدقيقة 79 من المباراة التي جمعت فريقه بالنادي القنيطري، برسم الدورة التاسعة من البطولة الاحترافية، وهي المباراة التي دارت على عشب ملعب الفتح الرياضي زوال يوم الأحد. المباراة ،خاضها رشيد الطاوسي، مدرب الجيش الملكي، برغبة ملحة في تحقيق نتيجة الفوز، للقطع مع النتائج السلبية التي أصبحت تقلق كل مكونات الفريق العسكري، والتي يحمل فيها رشيد الطاوسي جزءا من المسؤولية لعشب ملعب الفتح الرياضي، الذي لا يساعده على بناء لعب هجومي،من أجل تحقيق الانتصارات داخل مدينة الرباط، كما يحملها للغياب القسري للجماهير العسكرية، نتيجة قرار اللجنة التأديبية، والقاضي بلعب فريق الجيش الملكي لأربع مباريات «ويكلو»، ويرى الطاوسي في غياب الجماهير غياب محفز قوي على العطاء، وتحقيق نتائج تعيد الزعيم إلى سكته الصحيحة، والمتجلية في لعب الأدوار الطلائعية في البطولة الاحترافية الوطنية. أما المدرب هشام الإدريسي فقد جاء إلى الرباط ليؤكد بأن فارس سبو قادر على «التبوريدة»بمدينة الرباط، وليؤكد بأن تحقيق ثلاث انتصارات متتالية، لم يكن ضربة حظ، ولكنها جاءت نتيجة لكون فريقه يلعب بطريقة هجومية صريحة، سواء داخل القواعد أو خارجها. ولتحقيق الفوز الرابع على التوالي، اعتمد المدرب هشام الإدريسي خلال الشوط الأول على نهج خطة (4 - 3 - 3)، وذلك من أجل إعطاء الهجوم أكثر من وجه، وجعل الجيش الملكي يعتمد على الدفاع، لأن الفريق العسكري يتطلع إلى تحقيق فوز من شأنه أن يدفع بالطاوسي إلى تحقيق العديد من المآرب. النهج الهجومي الصريح لفريق فارس سبو حقق من خلاله هشام الإدريسي هدفا،كان من توقيع اللاعب سعد لكرو في الدقيقة 13، بعدما استتقبل هدية من الحارس أنس الزنيتي، الذي غادر مرماه، ليتيه خارج مربع العمليات بأمتار عديدة. الهدف جعل المدرب الطاوسي يعيد النظر في اختياراته، وذلك لكونه أدخل كلا من بلال بيات وإجروتن كرسميين، لاعتقاده بأنهما قادرين على هزم دفاع النادي القنيطري، لكونهما لعبا له سابقا، وأن درايتهما بطريقة لعب زملائهما السابقين سيكون قوة ضاربة، لكن ذلك لم يتحقق وبقي الاثنان تائهين،لأن فرسان سبو كانوا يعرفون جيدا نوعية البارود الذي يستعملانه. سيطرة النادي القنيطري استمرت طيلة الشوط الأول، وقد اعتبر ذلك كمؤشر على إمكانية إنهاء المباراة في شوطها الثاني بنفس الغلة، أو إضافة أهداف أخرى. لكن هشام الإدريسي ومع بداية الشوط الثاني غير نهجه التكتيكي، وأصبح يعتمد على خطة (4 - 4 - 2) ،وبذلك قلل من عدد المهاجمين، وحاول الاعتماد على حائطين للدفاع. وحتى يستغل الطاوسي ذلك جيدا، أخرج كلا من بلال بيات وإجروتن، وأدخل يوسف أنور وعبد السلام بنجلون، وبذلك أصبحت آلة الهجوم تدور بشكل جيد، في مقابل اعتماد النادي القنيطري على تحصين الدفاع وصد الهجمات،كما أنه لم يكن قادرا على تنظيم المرتدات السريعة والخاطفة، لأن الطراوة البدنية خانت لاعبيه، في حين أسعفت كثيرا لاعبي الجيش الملكي، الذي طال مقامه في مربع عمليات النادي القنيطري،فتوالت المحاولات، خاصة وأن الشاكير وأيوب الخالقي كانا لا يكفان عن إسقاط العديد من الكرات في مربع عمليات الحارس عبد الرحمان الحواصلي، الذي أنقذ مرماه في أكثر من مناسبة. وبما أن الجرة لا تسلم دائما، فقد تكسرت بواسطة قدم النغمي في الدقيقة 79 ، حيث أدرك هدف التعادل، مما جعل لاعبي الجيش الملكي يؤمنون بقدراتهم في التسجيل. ولولا الحظ لسجل النغمي ثاني الأهداف، عندما سدد برأسية لم تكن مركزة ليخطئ الشباك الفارغة. وحتى يزيد الطاوسي من ضغط فريقه، أضاف بنعريف لإعطاء تنوع آخر للهجوم، وبقي الفريق العسكري يهاجم وفارس سبو يدافع،إلى أن أنهى الحكم خالد النوني المباراة بتعادل لم يقنع الفريقين. تصريحان رشيد الطاوسي، مدرب فريق الجيش الملكي: « كنا نعرف بأننا نواجه فريقا قويا، فريقا يعيش على ثلاث انتصارات متتالية، ولكنه بالرغم من ذلك كان هدفنا هو تحقيق نتيجة إيجابية، مع العلم بأن فريق النادي القنيطري يعتمد على دفاع قوي. المفاجأة التي كانت كقطعة ثلج، هي الهدف التي سجل علينا، والذي يشبه الصفعة. هذا الهدف جعلني أعيد النظر في اختياراتي، وكالعادة وفقت فيها واستطعنا العودة في المباراة، وقدمنا شوطا ثانيا رائعا، كنا قريبين فيه من حسم النتيجة لصالحنا». بكري المحجوب، مساعد المدرب القنيطري: جئنا من أجل الاستمرار في تحقيق نتائج إيجابية، وذلك بالعودة بانتصار من الرباط. قدمنا شوطا أولا جيدا كنا المنتصرين فيه، لكن الشوط الثاني كان لصالح الفريق العسكري، الذي استطاع تسجيل هدف التعادل وخلق لنا الكثير من المتاعب، خاصة وأن لاعبي فريقي خانتهم اللياقة البدنية. بالنسبة إلي فإن نتيجة التعادل تبقى نتيجة منصفة».