تعتبر البيئة أحد المجالات التي لاترقى إلى مستوى اهتمام المسؤولين بالمنطقة رغم الالتزامات الدولية التي وقعها المغرب في هذا الشأن ، ورغم تأسيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ،وهو مجلس دستوري ينص صراحة على ان البيئة اصبحت شأنا وطنيا بامتياز ، ومع ذلك فإن موضوع البيئة لايحرك همة المسؤولين مما يتسبب في الكوارث والاختلالات التي ادت الى المزيد من الموت البيئي والاجتماعي خصوصا في عمالة انزكان ايت ملول ،التي تسيجها أحزمة ونقط بيئية سوداء من كل الجهات و المنافذ دون تدخل يذكر من قبل المسؤولين لاصلاح هاته الاضرار ، كما يتضح من خلال عدد من النقط السوداء. الدشيرة الجهادية استمرار معاناة الساكنة وبالخصوص المجاورة لمعمل «فانتازيا «من التلوث الجوي والصوتي الذي يسببه هدير آليات الكسر والتقطيع وادخنة أفران المعمل، مما يحول المدخل الشرقي لمدينة الدشيرة الجهادية الى اشبه بمحرقة للنفايات ، كما يؤثر على السلامة الصحية لسكان الأحياء المجاورة والذين سبق لهم ان رفعوا شكايات في الامر الى كل الجهات، بعد ما ازداد عدد المصابين بأمراض صدرية وتنفسية خطيرة جراء ما تقذف به المدخنات من دخان اسود كثيف يسبب الاختناق ويلوث المنطقة ، ولذا استلزم الامر ايجاد حل عاجل لهذا المعمل الذي يتوسط المدينة ،وكثيرا ما تعرض لحرائق كادت ان تودي بحياة الساكنة المجاورة للمعمل ، لولا الالطاف الالهية وتدخل مصالح الوقاية المدنية. استمرار معاناة ساكنة حي النور « دوار بوعشرة « من التلوث الذي يسببه مربو الماشية وبائعو مادة جافيل وأصحاب العربات الذين تتم مطاردتهم من طرف السلطة ، دون ايجاد حل لهاته المشاكل البيئية. استمرار معاناة ساكنة شارع بئر انزران وزنقة 615 مع أصحاب الشوايات وما يسببونه من اضرار بيئية تلوث الفضاء وضجيج مستمر وكذا الحركية الدائمة طوال اليوم ليلا ونهارا مع التسبب في اختناق حركة السير في الشارع العام رغم ان المكان يجاور احدى مفوضيات الشرطة بالمدينة. تباطؤ المجلس البلدي بخصوص تصفية ملف الأوراش المزعجة والمقلقة رغم كثرة الشكايات في الموضوع . تحول بعض النقط بالمدينة إلى مزابل عشوائية كشارعي السعديين ووادي المخازن وبعض المساحات الخضراء مما يؤثر سلبا على راحة وصحة المواطنين وكذلك على السير والجولان . غياب شاحنات مهيأة للقيام بنشاط جمع النفايات مما يتسبب في تساقطها بالشوارع وعدم اكتراث العاملين بالقطاع بالحوادث التي يمكن ان تنجم عن ذلك. اكتساح البناء العشوائي خاصة بمنطقة الجهادية مما يضر بجمالية المدينة ، فالفيلات تحول الفضاء الأخضر الى محلات تجارية لبيع جميع أنواع المنتوجات ، كما أن أغلب المساكن التي تتوفر على مثل هاته الفضاءات انتهكت فيها التصاميم المعمارية للمساكن وامام اعين السلطة والمسؤولين لارضاء مصالحهم او استخدامهم كأوراق انتخابية وخزان للاصوات. بمدينة انزكان اكتساح البناء العشوائي خاصة على طول واد سوس، والذي ظهرت أضراره خلال الامطار الاخيرة، والتي كادت ان تسبب في كوارث انسانية لولا ان سكان هاته البنايات العشوائية رحلوا عن مساكنهم نحو مؤسسات اجتماعية وتعليمية. مازال وادي سوس يشكل نقطة سوداء بالمدينة حيث ان السكان يطلقون مستملحات ونكتا عن مدخل مدينتي انزكان وايت ملول، انهما يعرفان ب»الشم» الاستنشاق لابالنظر، لأن الرائحة الكريهة المنبعثة من هذا الوادي اسفل القنطرة ،يمكنها ان تشم على بعد اكثر من ثلاثة كلمترات وتعاني اكثر من اوبئته ومضاره تلك التجزئات السكنية الجديدة والتي اقيمت بمحاذاة الوادي وخصوصا تجزئة برماط 1و2 بحي تمزارت والتي لايمكن لساكنتها استعمال النوافذ لما يبثه وينفثه هذا الوادي من سموم وروائح كريهة وما تسلطه على الحي من حجافل الباعوض وما شابهه «شني ويلا» . تحول جنبات حائط الباب الخلفي لسوق الجملة ومحيطه إلى مطرح الأزبال وبرك مائية نتنة لتشكل بذلك مستنقعا خطيرا اضافة الى أنه مرتع لنفايات سوق الجملة وهوكذلك ملجأ للمنحرفين والمتسكعين ومحترفي النشل لقربه من المحطة. سوق الجملة الذي اصبح وصمة عار على جبين هاته العمالة والجماعة لكونه ترك مهمشا عن سبق اصرار لرغبة لوبيات العقار في تحويله الى فضاء آخر حتى يعيدوا الاستيلاء عليه ، لما يمثله من مطامع لاحدود لها، لكن ما يؤسف له ان هذا السوق الذي يعد الثاني بعد سوق البيضاء يدر الملايير على صناديق الدولة ويشغل الآلاف لكن لاتعير له الجماعة ولا السلطة اي اهتمام، وخصوصا على المستوى البيئي حيث الاوبئة والجرذان والبرك النتنة .. أما على مستوى البناء العشوائي فإن احد المسؤولين بالجماعة اقام منذ مدة «دوشات» عشوائية وهي التي تم اغلاقها منذ مدة لغاية الظفر ببديل لها في المشروع الجديد لسوق الخضر والفواكه الجديد ! .. وعلى مستوى الإقليم استمرار معاناة ساكنة بعض الدواوير بالمنطقة من قبيل «دور علي بن هدي» بجماعة أولاد دحو من التلوث الذي يسببه معمل الياجور رغم الشكايات والبيانات والتقارير واحتجاجات الساكنة، علما بأن هاته الجماعة تبقى دائما رهينة الفيضانات التي تتلف كل ممتلكاتها ومحاصيلها سنة بعد اخرى ،دون ان تتدخل السلطات الوصية اقليميا وجهويا ووطنيا لحل هذا المشكل الذي يؤرق الساكنة ويسبب لها كوارث انسانية واجتماعية واقتصادية لدرجة انها تؤدي الضريبة البيئية للاقليم. استمرار معاناة سكان القليعة من غياب الصرف الصحي ، رغم ا ن هاته الجماعة هي الاكبر كثافة سكانية بالاقليم وبالجهة، وكذلك من تواجد مطارح عشوائية بجوار كل الاحياء العشوائية بالجماعة ، وهي كذلك خزان انتخابي يستغل سكانه في كل الاستحقاقات الانتخابية ودون ان يتحقق لهم الحد الادنى من ظروف العيش الكريم. عدم التزام الحمامات والأفران بالمعايير المتعارف عليها خاصة وانها تستخدم مواد ملوثة وخطيرة تنفث سمومها المضرة من احراق ل: العجلات المطاطية ومخلفات معاصر زيت الزيتون (الفيتور) وغيرها. إنها الصورة القاتمة للوضع البيئي لعمالة انزكان ايت ملول ،والتي لايتحرك فيها الا اصحاب لوبيات العقارات، الذين لايفقهون الا ثقافة الصيد في معاناة الكادحين، كما حصل مؤخرا حيث تحركت جرافات الهدم لبعض الاسواق العشوائية والبحث عن سبل الحصول على منافعها ، عوض البحث عن السبل الاجتماعية الكفيلة بالقضاء على مراكز الفقر والهشاشة!