يوم الحادي والعشرين من دجنبر المنصرم، أصر السيد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في معرض كلمته لمسؤولي حزبه بالمقر المركزي بالرباط، على الإشادة بالجهود الجبارة التي تبذلها السيدة نعيمة بنيعيش، الداعية الإسلامية بالقناة السادسة، والمرأة القوية في جمعية العون والإغاثة، أكبر جمعية خيرية بمدينة طنجة وربما بالمغرب... السي عبد الإله بنكيران، وهو يشحذ همم مسؤولي حزبه، لم يجد من نموذج ناجح للمناضلين المؤمنين برسالة حزب العدالة والتنمية أحسن من السيدة نعيمة بنيعيش وزوجها السيد نور الدين بنصبيح، كاشفا في ذات الاجتماع أنهما أخبراه، في لقاء جمعه معهما قبل أيام، بكون جمعيتهم، العون والإغاثة، تكفل اليوم أزيد من ثلاثة آلاف يتيم، معتبرا ذلك نصرا من الله، داعيا مسؤولي الحزب إلى الاقتداء بهما... قد يقول قائل وما ذا بعد؟... بنكيران من حقه الإشادة بالأعمال الجليلة لمناضلاته ومناضليه، مثلما يحق للسيدة بنيعيش وزوجها الانتماء لأي حزب سياسي يتوافق وقناعاتهما، ولا حق لأحد التدخل في الشؤون الداخلية للحزب، ولمناضلاته ومناضليه...لكن...من حق المواطنين والمتعاطفين والمحسنين، الممولين لأنشطة جمعية العون والإغاثة، أن يأخذوا علما بالميول السياسية لهاته الجمعية، حتى يكونوا على بينة من أمرهم، ولهم حينذاك أن يقرروا، عن قناعة، الاستمرار في دعم جمعية لها ارتباط عضوي بحزب سياسي... ما يعرفه الجميع، أن جمعية العون والإغاثة قدمت نفسها منذ التأسيس على كونها جمعية خيرية إحسانية، لا علاقة لها بالسياسة ولا بالأحزاب والتنظيمات السياسية، وأن جليل أعمالها تبتغي منه مرضاة الله تعالى، و مسؤوليها لا يريدون لا جزاء ولا شكورا، مصداقا لقوله تعالى»إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا»... و بهاته الصورة التي أصر مسؤولو العون والإغاثة على تقديمها عن أنفسهم، نجحوا في كسب ثقة المئات من المحسنين وفاعلي الخير، الذين يسارعون إلى تقديم الهبات والعطايا، اقتناعا منهم أنهم يدعمون جمعية للبر والإحسان... السيدة نعيمة بنيعيش حرصت دائما على تقديم نفسها كأحد أبرز الداعيات الإسلاميات بمدينة طنجة والمغرب، و بلغت شهرة تقواها الآفاق ندعو الله أن يزيد من فضله عليها وهي بذلك صارت محط تقدير من الجميع: مؤسسات، شخصيات، أعيان، وجهاء... طلباتها مجابة، ومشاريعها الخيرية تلقى الدعم والرعاية... كيف لا وهي المرأة المتقية، الفقيرة لله تعالى، الساعية دوما لنيل مرضاة رب العزة والكون... لكن أن يأتي السي بنكيران بصفته رئيسا لحزب العدالة والتنمية، في لقاء حزبي وطني، ويمنح وسام التقدير والامتنان للسيدة بنيعيش، وأن يشيد بأعمالها الخيرية، معتبرا حصيلة جمعيتها نصرا من الله، داعيا إلى اتخاذها قدوة، فهذا سينزع من دون شك رداء التقوى والإحسان عنها وعن زوجها، ومن خلالهما عن جمعية العون والإغاثة. بتصريح السي بنكيران سقط القناع عن هاته الجمعية، وانكشف ما كان مستورا... العون والإغاثة هي الذراع الخيري لحزب المصباح، وهي القوة الضاربة له بمدينة طنجة، و لكم أن تتخيلوا مدى التأثير الذي صارت تحظى به هاته الجمعية داخل النسيج المجتمعي بالمدينة. يكفي أن نأخذ علما بكون العون والإغاثة تلقت ملايير السنتيمات في السنوات الأخيرة، معظمها من دول الخليج، ناهيك عن الدعم المالي المباشر الذي تتلقاه من المحسنين بوازع ديني وأخلاقي. ومن خلال مشاريعها الخيرية المتوزعة على أكثر من مجال، صار أطر الجمعية اليوم جنود مجندة في خدمة المشروع السياسي لحزب العدالة والتنمية، مستغلين في ذلك قاعدة المعطيات والبيانات الخاصة بالأسر المستفيدة من دعم الجمعية... ولذلك لم يكن غريبا أن يسارع بنكيران، وهو رئيس للحكومة، مرفوقا بقيادات من الصف الأول بحزبه وبحركة التوحيد والإصلاح، إلى مدينة طنجة يوم 12 أبريل 2013، ليحضر مراسيم جنازة المرحوم عبد السلام بنيعيش، والد السيدة نعيمة المرأة النافذة بجمعية العون والإغاثة... ما يؤلم حقا هو أن يستبيح حزب العدالة والتنمية لنفسه توظيف جمعية، قدمت نفسها دائماً على أنها تستلهم عملها من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، في الدعاية لمشروعه السياسي، وأن يستغل ورقة دعم العمل الخيري و الإحساني للفئات المعوزة من أجل تجذير قاعدته الانتخابية... الشجاعة والمروءة والقيم الإسلامية النبيلة تقتضي من السيدة نعيمة بنيعيش ومن زوجها السيد نور الدين بنصبيح أن يعلنا بكامل الوضوح والمسؤولية أنهما قياديان مؤثران بحزب العدالة والتنمية، وأن إشعاع جمعيتهما، العون والإغاثة، يخدم حصريا الأهداف الانتخابية لهذا الحزب... وأي إصرار منهما على إخفاء انتمائهما السياسي، فمعناه التغرير بالمحسنين عن سبق إصرار وترصد منهما، بل يمكن اعتباره عملية نصب، مكتملة الأركان، على كل من أغدق المال على هاته الجمعية، ظنا منه أنه يبتغي رضا الله وتقواه...