أضاءت شموع الحرية سماء ساحة جامع الفنا مساء الأربعاء 14 يناير 2015 ، في المسيرة التي نظمتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع مراكش تانسيفت الحوز، تضامنا مع ضحايا الاعتداءات الإرهابية التي عرفتها باريس الأسبوع الماضي. وتجاور العشرات من الصحفيين والمبدعين والفاعلين الحقوقيين والسياسيين والنقابيين، وأنصار الحرية والمنافحين عن القيم الإنسانية الكونية، في لحظة مؤثرة اختار لها الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بمراكش ، فضاء برمزية كثيفة، حيث انطلقت المسيرة من نفس المكان الذي شهد الاعتداء الإرهابي بمقهى أركانة في 28 أبريل 2011 ، في قلب ساحة عالمية تنبض يوميا بحضور غني لزوار من مختلف الديانات والثقافات والجنسيات والإثنيات . المشاركون في المسيرة أشعلوا الشموع ورفعوا أقلامهم عاليا، ولوحوا بالورود، وانطلقوا في صمت مهيب مخترقين الساحة الأسطورية ، مستحضرين أرواح الصحفيين الذين أوقعتهم يد الإرهاب العمياء في أسبوعية " شارلي إيبدو" بباريس . وتقدموا في اتجاه " دار مولاي علي " مقر إقامة القنصل العام للجمهورية الفرنسية بمراكش، رافعين لافتة تدين الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الصحفيين، ومن خلالهم حرية التعبير . أمام مقر إقامة القنصل العام الفرنسي ، تسلم هذا الأخير من مكتب الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بمراكش ، بيانا تضامنيا. وألقى الزميل عبد الصمد الكباص عضو النقابة الوطنية للصحافة المغربية، كلمة نقل فيها مشاعر التضامن مع أسر الضحايا من الصحفيين وغيرهم من المواطنين الذين قتل بعضهم بسبب عقيدته ، معبرا عن إدانة الجسم الصحفي بجهة مراكش لهذا الاعتداء الجبان الذي استهدف الحرية وأهدر الحق في الحياة . القنصل الفرنسي بدوره عبر عن تأثره العميق لهذا الفعل التضامني الذي بدر من الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بجهة مراكش ، مسجلا في كلمته لصحفيي مراكش أن عبثية الإرهاب تحاول ترسيخ هذا الخلط بين الإسلام والإرهاب ، وهو ما فطن له العالم، الذي تيقظ لهذا المشروع الميؤوس منه للظلامية التي تحاول قرصنة الأديان ، وتحويلها إلى مجال للصدام والقتل والحقد . القنصل العام لفرنسا بمراكش ،ركز في كلمته مع ممثلي الصحافة على رمزية برنامج الوقفة ودلالة استقباله في مقر إقامته القريبة من ساحة جامع الفنا والمطلة على جامع الكتبية رمز الدين الاسلامي المفعم بالقيم الانسانية الكونية، معبرا عن تأثره بالحضور وبحجم الفعاليات المشاركة ومنهم بعض المواطنين نساء وأطفال وشيوخ وبعد تقديمه التعازي لأسر ضحايا شارلي إيبدو وباقي الاعتداءات التي تمت بباريس، دعا المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة بجهة مراكش ،المنتظم الدولي وجميع الهيئات الحقوقية لوقف مسلسل الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات التي يتعرض لها الصحافيون من مختلف الجنسيات والديانات في مختلف أماكن التوتر والحروب عبر العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط .