تسود الجمهورية الفرنسية حالة من الحزن وتعيش لأيام ثلاثة حدادا تكنس فيه أعلام البلاد بعد مقتل إثنى عشرة شخصا من بيهم أربعة من أبرز رسامي الأسبوعية الساخرة «شارلي إيبدو» وصفهم العالم ب«شهداء حرية التعبير» . هذا الحزن الكبير، الذي تسبب فيه هجوم مسلح للأخوين الكواشي، شريف الملقب ب«أبو الحسن» وسعيد اللذين تواصل السلطات الأمنية ملاحقتهما بشمال فرنسا، جعل، ليس فقط، الصحافة الفرنسية تتوشح في أول صدور لها بعد الحادث بالسواد تنديدا بوحشية الاعتداء واغتيال حرية التفكير والتعبير، بل وسع، عبر العالم بأسره، قاعدة التضامن ضد «همجية» الفعل الجرمي واستغلال الدين الإسلامي مطية لإشعال نار الفتنة بأسلوب الجباء. لقد أدان المغرب بقوة هذا الهجوم الإرهابي، الذي خلف مقتل صحافيين خلال اجتماع لهيئة تحرير الأسبوعية الساخرة «شارلي إيبدو» وعناصر من قوات الأمن، وعبر عن تضامنه مع الحكومة والشعب الفرنسيين، مجددا تأكيد «إدانته للإرهاب أيا كانت دوافعه، جذوره وتجلياته». إنها قيم التضامن والمساندة والإدانة التي ترجمتها برقية التعزية والتضامن التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. فقد أكد جلالة الملك محمد السادس في هذه البرقية، أنه تلقى «بعميق التأثر المحزن للهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مقر أسبوعية «شارلي إيبدو» بباريس». وبعدما أدان جلالة الملك «بشدة هذا العمل المقيت،» أعرب جلالته للرئيس الفرنسي وكذا لأسر الضحايا والشعب الفرنسي الصديق عن أحر التعازي وعن متمنيات جلالته بالشفاء العاجل للمصابين». ذات الحزن الإعلامي الفرنسي يسود بدون استثناء في هيئات التحرير المغربية ونفسها الإدانة التي عبر عنها الاعلاميون الفرنسيون أعلنها الصحفيون المغاربة أيضا. فقد وجهت أول أمس هيئة تحرير يومية «الاتحاد الاشتراكي»، رسالة إلى هيئة تحرير الأسبوعية الساخرة «شارلي إيبدو» أعلنت فيها تضامنها مع الأسبوعية ووصفت الهجوم الذي تعرضت له ب «العمل الارهابي «الوحشي و الدنيء والمقيت» الذي «يستهدف حرية الرأي والتعبير».. ذاته التضامن والإدانة اللذان عبرت عنه النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفدرالية المغربية لناشري الصحف بإعلانهما تنظيم، يوم غد السبت، وقفة تضامنية مع الصحافيين الفرنسية ومع وسائل الإعلام الفرنسية وذلك بمشاركة الصحافيين والاعلاميين المغاربة والأجانب المعتمدين . ووصفت النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفدرالية المغربية لناشري الصحف هذا الهجوم الذي استهدف الأسبوعية الساخرة «شارلي إيبدو» ب«العملية الإرهابية البغيضة،» وأهابت بتكثيف المشاركة أمام سفارة فرنسا بما يعكس رفض المغاربة لهذه المجزرة الدنيئة . وأعلنت السكرتارية الوطنية لجمعية الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش عن شجبها وتنديدها باسم كافة عضوات وأعضاء الجمعية، وباسم محبي السلام والتعايش، بالحادث الإرهابي الذي استهدف الصحيفة الفرنسية «شارلي ايبدو»، مستنكرة توظيف الدين الإسلامي في هذه الجريمة البشعة النكراء، وذلك عن طريق التكبير وترديد اسم النبي محمد «ص»، للدلالة على أن دوافع هذا الحادث الإرهابي هي دينية إسلامية جاءت كرد فعل ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام التي كانت تنشرها الصحيفة. كما شددت السكرتارية على أن الدين الإسلامي هو بريء من الدعوة للقتل وسفك الدماء، بل هو دين للتعايش والمحبة والسلام، وبأن أي توظيف له فهو تعبير عن فهم خاطئ وعن جهل بقيمه وثوابته السمحة. ودعت السكرتارية إلى تعزيز قيم التعايش الكونية وإلى إفشاء السلام وتوحيد الجهود الدولية في هذا الصدد، ودعم عمل التنظيمات المدنية وكافة المؤسسات التي تشتغل على هذه المقاربة، وفسح المجال للمسلمين المتنورين لبسط وشرح معاني الدين الإسلامي السمحة الرافضة للعنف وللتطرف والغلو، مؤكدة أن تحقيق السلام العالمي يتطلب تضافرا كبيرا للجهود من مختلف المواقع والمسؤوليات، والتحلي بالحكمة والتبصر في المواقف، منبهة من مغبة إسقاط تداعيات الحادث على أشخاص أبرياء أو استهدافهم في أعمال انتقامية. كما أدان المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف واستنكر بشدة الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف المدنيين العزل بمقر صحيفة «شارلي ايبدو». واعتبر المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف أن هذا العمل الإجرامي يضرب قيم الحرية والديمقراطية ويتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية. ومن جانبه عبر المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات عن إدانته الشديدة لهذا العمل الإرهابي الذي يستهدف حرية الصحافة والتعبير، وشجبه لما وصل إليه الإرهاب من تماد وتطاول على استقرار بلدان العالم، الإسلامية منها والغربية. ودعا كل بلدان العالم إلى التعاون من أجل تجفيف منابع الإرهاب الفكرية والإيديولوجية، ومصادر تمويله المادية، ومن أجل حماية الحريات الفردية وقيم المواطنة وعلى رأسها حرية المعتقد وحرية التعبير. كما ناشد أعضاء الجالية المسلمة أن يعملوا كل ما في جهودهم من أجل التصدي للإرهاب ونبذ قيمه المقيتة، وتربية أبنائهم على قيم المواطنة والتسامح والاندماج الإيجابي. واستنكرت المنظمة الديمقراطية للشغل وهي بشدة هذا الهجوم الإرهابي الشنيع الذي استهدف مواطنين أبرياء، واعتبرت المنظمة الديمقراطية للشغل هذا العمل الإجرامي الشنيع اعتداءً على الحق في الحياة ومسا بالكرامة الإنسانية ويتنافى مع كل القيم الدينية والإنسانية، ولا يمكن تبريره بأي سبب من الأسباب. وجددت دعوتها إلى رفض انتشار ثقافة العنف ونبذ كل أشكال الإرهاب والتطرف مهما كان مصدره. من بدوره أدان بيت الشعر في المغرب بشدة هذا الهجوم الإرهابي على الأسبوعية الساخرة «شارلي إيبدو،» معتبرا إياه عملا إجراميا يستهدف حرية التعبير، وحرية الرأي، وحرية العمل الإبداعي والثقافي والصحافي، وأعلن تضامنه العميق مع أسر ضحايا هذا العدوان الشنيع، ومواساته الصادقة لأسرة الإعلام الفرنسي؛ كما أدان كل إرهاب، أيّاً كانت مصادره، يروم إلى زرع الحقد وإشاعة الكراهية في مجتمعنا الإنساني الذي تنهك راهنه أشكال بغيضة من التطرف والعنف والرعب، ضدّاً على ثقافة الديمقراطية والسلم والحوار والمحبة والتفاهم.