سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد إنهاء سلسلة الهجمات على «شارلي إيبدو» واحتجاز رهائن بالقضاء على الاخوين كواشي وكوليبالي: فرنسا تبقي على خطة مكافحة الارهاب وإقرار بوجود ثغرات استخباراتية
بالرغم من تنفس الفرنسيين الصعداء بعد أن تمكنت القوات الأمنية الفرنسية من قتل الأخوين المشتبه بهما في هجوم على الاسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» والقضاء على قاتل الشرطية البلدية ومحتجز الرهائن في متجر يهودي أميدي كوليبالي ما تزال فرنسا ينتابها الاحساس في تواصل مواجهتها لخطر الإرهاب وهو الأمر الذي لم يستبعده وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف. فقد أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الإبقاء خلال الأسابيع المقبلة على خطة مكافحة الإرهاب المطبقة في باريس وضواحيها، مشيرا إلى أنه سيتم تعزيزها لاحقا. ولفت في ختام اجتماع أزمة في قصر الإليزي إلى أنه سيتم تعزيز خطة مكافحة الإرهاب لاحقا بالرغم من مقتل الجهاديين الثلاثة المسؤولين عن الهجمات الأكثر دموية التي شهدتها فرنسا منذ نصف قرن. فقد هدد المسؤول الشرعي في تنظيم قاعدة الجهاد في «جزيرة العرب» حارث النظاري فرنسا بهجمات جديدة في شريط فيديو بثته الجمعة مواقع جهادية. وقال النظاري في الشريط «أيها الفرنسيون أولى بكم أن تكفوا عدوانكم عن المسلمين لعلكم تحييون في إيمان وإن أبيتم إلا الحرب فابشروا فوالله لن تنعموا بالأمن ما دمتم تحاربون الله ورسوله والمؤمنين». وقبل تدخل القوات الأمنية الفرنسية لإنهاء مسلل المطاردة قال وملاحقة الاخوين شريف وسعيد كواشي المشتبه في في إقدامهما على تنفيذ هجوم مسلح على الاسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» قال أحد الاخوين، شريف، لمحطة تلفزيونية إنه تلقى تمويلا من القيادي بتنظيم القاعدة في اليمن أنور العولقي. بعدها تمكنت القوات الأمنية الفرنسية من القضاء على الاخوين شريف وسعيد كواشي بعد يومين من المداهمة والمحاصرة عندما اقتحمت قوات مكافحة الإرهاب مطبعة في بلدة دامارتان جويل شمال شرقي باريس حيث احتجز المشتبه بهما الرئيسيان في هجوم الأربعاء رهينة. وسمع دوي إطلاق نار من أسلحة آلية اعقبته انفجارات ثم هدوء بينما شوهد الدخان يتصاعد من سطح المطبعة. ووسط ضباب كثيف هبطت طائرة هليكوبتر على سطح المبنى في إشارة إلى انتهاء الهجوم. وقال مصدر حكومي إن الأخوين خرجا من المبنى وفتحا النار على الشرطة قبل قتلهما. وبعد دقائق من اقتحام المطبعة أنهت الشرطة حصار متجر للأطعمة اليهودية في شرق باريس. وقتل أربعة رهائن إضافة الى المسلح الذي كان يحتجزهم. وأجرى محتجز الرهائن أميدي كوليبالي هو الآخر اتصالا مع قناة «بي.إم.اف» قبل مقتله ليبايع تنظيم الدولة الإسلامية وقال إنه أراد الدفاع عن الفلسطينيين واستهداف اليهود. وكانت الشرطة تبحث بالفعل عن كوليبالي (32 عاما) الى جانب امرأة تدعى حياة بومدين (26 عاما) بعد مقتل شرطية يوم الخميس. ولاتزال بومدين هاربة ويعتقد أنها في سوريا. وحشدت السلطات الفرنسية قوة قوامها حوالي 90 ألف فرد منذ هجوم الأربعاء على شارلي إبدو وهي صحيفة كثيرا ما تتهكم على الإسلام والديانات الأخرى.وقالت مصادر أمنية إن الأخوين المولودين في فرنسا من أصل جزائري كانا يخضعان للمراقبة ووضعا في قوائم أمريكية وأوروبية لحظر السفر جوا. وذكرت صحيفة بيلد الالمانية في عددها الاحد ان الاعتداءات التي وقعت في فرنسا قد تكون مقدمة لموجة اعتداءات على مستوى اوروبي، حسب اتصالات لقادة تنظيم الدولة الاسلامية تم اعتراضها من قبل اجهزة المخابرات الاميركية. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكر اسمها في المخابرات الاميركية ان احد هذه الاجهزة، وكالة الامن القومي، اعترض قبيل الاعتداءات التي وقعت في باريس اتصالات اعلن فيها قادة في تنظيم الدولة الاسلامية عن موجة اعتداءات مقبلة. واعتبرت باريس حسب هذه الاتصالات بمثابة الاشارة لسلسلة اعتداءات تستهدف مدنا اوروبية اخرى من بينها روما, حسب الصحيفة التي اشارت الى ان اية خطة ملموسة لم تذكر. وأوضحت الصحيفة الالمانية ان المخابرات الامريكية تملك معلومات مفادها انه كانت للاخوين شريف وسعيد كواشي اتصالات في هولندا. هذا وأثار هذه الاعتداءات المسلحة تساؤلات عن حفظ الأمن ومراقبة المتطرفين والسياسات اليمينية المتطرفة والدين والرقابة في فرنسا التي مازالت تواجه صعوبات لاستيعاب الجالية المسلمة التي يبلغ قوامها خمسة ملايين نسمة. وفي هذا الاطار أقر الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس على ضوء عدد الضحايا المرتفع بوجود «ثغرات» في الاستخبارات، مذكرا بأن «مئات الأشخاص يغادرون إلى سوريا والعراق» حيث «يتدربون على الإرهابش.