لم يكن يوم الأحد 28 دجنبر 2014 يوماً عادياً بالنسبة للمحطة الطرقية أولاد زيان بالدار البيضاء ولا لكل من وُجد فيها. ففي الساعة السابعة والنصف من صباح ذلك اليوم، أودت حافلة داخل ساحة المحطة وهي راجعة إلى الخلف بحياة المواطن «محمد ر» ينحدر من إقليمسيدي بنور يتجاوز عمره 60 سنة، حيث كسرت رأسه، في مشهد لم يتحمله كل من كان لحظتها بجانب مكان الحادثة. حضرت الشرطة بكل فصائلها بما في ذلك الشرطة العلمية وسيارة المركز الوطني للطب الشرعي التي حملت جثة الضحية إلى مركز حفظ الأموات، فيما تم اعتقال السائق، ليبدأ التحقيق حول ملابسات هذه الحادثة الغريبة داخل ساحة المحطة. وحوالي الثالثة بعد الزوال من نفس اليوم، وقعت حادثة أخرى أغرب من سابقتها، ومرة أخرى داخل ساحة نفس المحطة، فلم ينتبه سائق تلك الحافلة أن هناك شخصا على درج باب النزول، فانطلق بالحافلة، مما جعل هذا الشخص المزداد سنة 1937 وينتمي لمدينة تازة، يفقد توازنه ويسقط أرضاً، لكن «طرفا» من جلبابه بقي بدرج الباب، فجرّته الحافلة لمسافة، حيث لم يتوقف السائق، ف«انفلت » جلباب هذا المسن الذي تسببت له هذه العملية في إصابات مختلفة بأطراف جسمه، لينقل على الفور إلى قسم المستعجلات بأحد المستشفيات بالدار البيضاء. هذا في الوقت الذي «غادر» المكان السائق المتسبب في هذه الحادثة بحافلته! لقد تعود الجميع على وقوع حوادث السير في الطرقات والشوارع نتيجة لعوامل متعددة، منها الحالة الميكانيكية لبعض الحافلات، السرعة المفرطة، الحالة غير الطبيعية لبعض السائقين، ثم حالة الطرق والشوارع، لكن أن تقع حوادث مميتة وبهذا الشكل «اللافت» داخل أكبر محطة طرقية بالمغرب، فهذا ما يدعو للاستغراب والقلق!! علما بأنه من دخل هذه المحطة وطاف بجميع مرافقها، لن يجد سوى الفوضى والارتجال وغياب النظام ، حيث يختلط المسافر والبائع الجائل و«الكورتي» وبائع السجائر وأصحاب نقل البضائع والطاكسيات... في غياب تام للمراقبة والأمن وحفظ الصحة وحتى «السلامة» من الخطر! فماذا ينتظر المسؤولون للقيام بما يلزم للحد ، ولو قليلا، من هذا العبث والاستهتار بأرواح المواطنين؟