يكاد لا يخلو رصيف شارع أو زقاق بمدينة الدارالبيضاء، خصوصا في الأحياء ذات الكثافة السكانية من عربات المأكولات الخفيفة التي صارت لازمة من اللوازم التي لا يمكن الاستغناء عنها، لدرجة أن هناك عربات وطاولات احتلت أماكن بعينها جاعلة منها فضاء لبيع المأكولات الخفيفة: عند كل «موقع نهائي» للحافلات رغم أدخنتها الملوثة، وقرب محطات الطاكسيات ، غير بعيد في كثير من الأحيان عن مطرح للأزبال، ومع ذلك تجد عليها إقبالا كبيرا دون استحضار لمخاطر التسمم التي تحف هذا النوع من الوجبات ، والتي أحيانا تكون تحت الطلب لموظفي وعمال بعض الادارات العمومية والشبه عمومية والشركات التي تعمل بالتوقيت المستمر، دون أدنى تخوف أو احتياط، لأن إغراء «رائحة الشواء» يبدد هذا التخوف، يقول بعض الزبناء، ناهيك عن العربات والطاولات الموجودة بالقرب من المساجد والتي تختص في بيع عصير بعض الاعشاب! وإذا كان أصحاب العربات ، عموما، يواجهون، بين الفينة والأخرى، «حملات» أعوان السلطات المحلية، للحد من ظاهرة البيع بالتجوال الفوضوي وتخليص الملك العمومي من الاحتلال، ومن ضمنهم أصحاب عربات المأكولات الخفيفة،، فإن القارين بجنبات مختلف محطات الحافلات والطاكسيات، كما هو شأن الباب الخلفي للمحطة الطرقية الخاص بدخول الحافلات القادمة من مختلف جهات المغرب، ونقط عديدة بالحي الحسني، ليساسفة، الحي المحمدي ...، يظلون بعيدين عن أية مراقبة من قبل مصالح حفظ الصحة بجل المقاطعات! والخطير في الأمر أن هناك من الاطفال وخاصة المتمدرسين، من أضحوا «مدمنين» على الأكل خارج بيوتهم! وفي سياق «اللاتنظيم» دائما، عرفت حرف أخرى انزلاقا نحو الفوضى، كما هو الحال، مثلا، بالنسبة لبعض بائعي الأثواب وأدوات التزيين والأواني المنزلية الخفيفة، وذلك جراء انتشار الباعة الجائلين و«الفرّاشة» أمام محلاتهم التجارية، مما دفعهم إلى عرض بضائعهم أمام محلاتهم، وفي حديث مع عدد من هؤلاء التجار، أكدوا للجريدة، أنه لولا لجوئهم لهذه الطريقة لتعرضت تجارتهم للكساد، وهي رسالة للسلطات المحلية التي عجزت عن إيجاد حلول لهذه المعضلة، رغم شكاياتهم المتعددة، علما بأنهم يؤدون جميع الضرائب والواجبات لمصالح الدولة المعنية! ونفس الأمر ينطبق على مجموعة من محلات الجزارة، التي انطلقت بوضع مشواة، ثم طاولة ومقعد.. وماهي سوى أيام حتى امتلأ الرصيف بالعديد من المقاعد والكراسي، وهو النهج ذاته الذي سلكته مجموعة من المحلبات المتخصصة في أنواع شتى من العصير والمأكولات الخفيفة (سندويتشات)، تطبخ وتجهز داخل المحل رغم صغر مساحته (إحدى محلبات شارع لامارتين عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان نموذجا)، فزيادة على ما تحتله مقاعدها وطاولاتها، فإن سيارات الزبناء تعرقل بشكل كبير المرور بهذا الشارع أمام أعين الجميع! ألا تشكل النماذج المذكورة إلى جانب أخرى تشمل مجالات عديدة ! عنوانا ل«نقائص تدبيرية» تعبِّد الطريق لسيادة «الفوضى» في غياب تعطيل «إعمال القانون» الضامن لحقوق وواجبات الجميع؟!