في اتصال بالجريدة عبر الشاعر و الكاتب المغربي عبد الوهام سمكان عن استيائه وامتعاضه من الطريقة اللاإنسانية التي ما زال بعض مسؤولي السلطات المحلية بمراكش يعتمدونها في تعاملهم مع المواطنين وخاصة الفئة الفقيرة والمستضعفة، حيث لا يتورع بعضهم في استخدام العنف اللفظي والجسدي، والامر باعتقال الاشخاص دون سند قانوني، وحجز ممتلكاتهم مما يدخل في إطار الشطط في استعمال السلطة, وأعطى مثالا بسلطات الحي الحسني بمراكش. ويروي الكاتب انه تعرض للاعتقال بشكل تعسفي و لا إنساني من طرف السلطات المحلية بالحي الحسني أزيد من اثني عشر ساعة. ففي حوالي الثانية عشرة زوالا تقدم أفراد من القوات المساعدة و أعوان السلطة لحجز طاولة لبيع المأكولات تعود لصاحبها عبدالوهام سمكان، و حين تقدم هذا الأخير منهم طالبا أن يمنحوه وصلا عن حجز عربته جرجروه في الشارع العام، أمام حشد من المتجمهرين، حتى أصعدوه سيارة ( رونو ترافيك ) تابعة للقوات المساعدة، و من هناك أخذوه إلى مقاطعة الحي الحسني بمراكش بعد أن ألقوا بعربة مأكولاته في المحجز البلدي، و لم يتم الإفراج عنه إلا قرابة منتصف الليل ممزق القميص الأعلى و تبدو على ملامحه حالة تعب و إرهاق منعته من الحديث و التواصل مع العديد من أصدقائه و معارفه الذين كانوا في انتظاره. و يذكر أن الكاتب و الشاعر عبد الوهام سمكان الذي قرر مزاولة ييع المأكولات الخفيفة بالمسيرة الثانية بدلا من الاستكان إلى عالم البطالة وانتظار الذي يأتي أو لا يأتي، وفي نفس الوقت ظل مرتبطا بعالم الثقافة والفكر، فأصدر قبل سنتين مجموعة قصصية " كلاب السوق " عن منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة، حيث تحكي إحدى قصص المجموعة " الأعمى في العتمة " في قالب فني قصصي معاناة شاب صاحب طاولة لبيع المأكولات مع السلطات المحلية، كما نشر الكاتب قبل حوالي سنتين مقالا " حاصر حصارك يا وطني و إن أصابني سوء فأنت المسؤول "، مما يؤكد أن معاناته مع رجال و أعوان السلطة المحلية ليست جديدة و إن لم تبلغ من قبل مرحلة اعتقاله و حجز عربته. يشار أيضا أن الكاتب و الشاعر أصدر إلكترونيا ديوانه الشعري الأول " بأصابع الأعمى أتسلل "، كما صدرت له قصيدة " أجراس سبتمبر " ضمن مختارات كتاب أفروديت " الشعر المغربي المعاصر ". و قبل كل هذا كان الشاعر و الكاتب عبد الوهام سمكان قد أسس جريدة " رؤى ثقافية " و أصدر منها أربعة أعداد قبل أن تتوقف. ذ وفي جواب عن سؤال حول شرعية السلطات المحلية في حجز كل ما من شأنه أن يهدد سلامة المواطن واحتلال الملك العمومي، اكد أنه لو كانت حملة شاملة لكل بائعي المأكولات لاعتبر الأمر عاديا، ولكن أن يتم اختياره من وسط العديد من بائعي المأكولات الذين يزاولون نشاطهم بنفس المكان فإنه يرجح فرضية أن يكون الاعتقال وحجز طاولة المأكولات تصفية حسابات، واضاف أنه لا يتفق مع استغلال الملك العمومي بشكل عشوائي، ويرى ضرورة أن تخضع المأكولات المعروضة وبشكل مستمر إلى المراقبة الصجية ، وفي نفس الوقت يجب على السلطات المسؤولة ان توازن بين ضرورة حماية المستهلك وحق هؤلاء في العيش الكريم، وكل ذلك يستدعي بتنظيم الحرفة ووضع ضوابط لا تتعارض وحقوق الانسان في عيش كريم وأكد عبد الوهام سمكان انه كاتب الجمعية المغربية للحقوق الانسان في الموضوع، وقد يلجأ غلى القضاء لإنصافه,