تواصلت أول امس الاحد عروض المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، التي يبدو أن دورته هذه لم تستقطب إليها الكثير الرواد و كذا المهنيين و الفنانين .. الأمر ، الذي أثر نسبيا في الحيوية التي تطبع ايام المهرجان و على ملء قاعة عروض أفلام المنافسة الرسمية.. و قد أرجع البعض هاته « الظاهرة « إلى عوامل عدة، منها غياب افلام أسماء سينمائية قوية عن هاته الدورة، و التي سبق لها ان توجت في دورات المهرجان السابقة، وأضحى لها اسم وازن على الساحة الوطنية و العربية و الإفريقية من قبيل محمد مفتكر، فوزي بنسعيدي، نرجس النجار، نبيل عيوش، هشام العسري و غيرهم، و كذلك إلى التزام الفنانين المغاربة المعنيين و المشاركين في الافلام المتنافسة بالعديد من الاعمال التلفزيونية التي تصور حاليا هناك ، و المرشحة للعرض في شهر رمضان المبارك القادم، ثم إلى انعدام الدعاية للمهرجان بالمدينة ، حيث لوحظ غياب ملصقات بأهم شوارع المدينة تشير إلى تنظيم و انعقاد الدورة العشرين من هاته التظاهرة السينمائية الوطنية.. على ضوء هذا الواقع « الاستثنائي « تم الأحد تقديم اربعة عروض ، اثنان منهما فيلمان قصيران و أثناء طويلان. على مستوى الفيلم القصير، تم بداية عرض « حياة أميرة « (14 دقيقة ) للمخرج فيصل حليمي، سيناريو فيصل لحليمي ومحمد حبيج، تشخيص كل من محمد حبيج، سناء لهيوي، نجلاء فلوس، شيماء العلمين نسيمة الحمادي، و استعرض فيه المخرج حكاية شابة في مقتبل العمر تقضي معظم وقتها في مواقع التواصل الاجتماعي تشارك لحظات حياتها مع معارفها و أصدقائها الذين لم يسبق لهم أن التقوا بها يوما..إلى أن يقودها هذا الاسلوب في الحياة الفراغ.. حيث كل شيء افتراضي بما ذلك قصة حب مصيرها .. الفيلم الثاني من هذا الصنف الذي خصص له المهرجان ثلاث جوائز، كان هو فيلم « ورق « للفنان و المخرج عبد الكبير الركاكنة، الذي يبدو أنه قد انخرط بجدية لاقتحام عالم الإخراج السينمائي كغيره من الفنانين المغاربة . و قد تناول الركاكنة في « ورق « ( 19 دقيقة ) ، الذي هو من سيناريو الحسين الحايل و تشخيص كل من عبدو المسناوي، عبد العظيم الشناوي، و عبد الحق مجاهد، قصة « عبدو « ، موظف بسيط يتفانى في عمله و يبذل مجهودا كبيرا لكي يكون في مستوى انتظارات مديره، لكن خطا مهنيا بسيطا جعله يعيش حالة من التوتر أوصلته إلى التفكير في الانتحار.. و بالنسة للفيلم الطويل فقد عاد المخرج سعد الشرايبي للمشاركة في المهرجان من خلال فيلمه « الميمات الثلاث، قصة ناقصة «، الذي تناول فيه « تيمة « الصداقة و الحب الصادق، مهما كانت التحديات التي تصادفهما و كذا الاختلافات السياسية و الاجتماعية والهويات الدينية..، في استرجاع تاريخي ينطلق من خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم..، و ذلك من خلال حكاية ثلاثة أصدقاء، مليكة المسلسمة ومويس اليهودي وماثيو المسيحي، الطين ازدادوا جميعهم في نفس اليوم وفي نفس المدينة و نفس الحي.. الذي كبروا و ترعرعوا فيه و اكلوا من ماكله واحد وشربوا من مشربه .. لكن الميمات الثلاث ( الحرف الاول من كل اسم) بالرغم من الروابط القوية التي جمعتهمن ستفرق بينهم الاحداث السياسية التي عرفها المغرب و التي عاشها العالم، بالنظر لاختلاف الاراء و المواقف و الرؤى التي يومن بها كل طرف منهم.. تشاء الاقدار أن يجتمعوا من جديد محاولين الوفاء بالعهد الذي قطعوه على انفسهم رغم صخب الأحداث التي تجعل اختلافاتهم تطفو على السطح بين الفينة والاخرى… « الميمات الثلاث حكاية ناقصة» ( 120 دقيقة ) كتب له السيناريو كل من سعد الشرايبي و فاطمة الوكيلين و قام بتشخيصه كل من صونيا عكاشة، يونس البواب، إيفان كونجزاليس، فاطمة هراندي، فريد الركراكي، سعيد باي، صلاح الدين بنموسى، عبد الإله عاجل.. أما الفيلم الثاني في مسابقة الفيلم الطويل فقد كان تحت عنوان « جمال عفينة « ( 98 دقيقة ) للمخرج ياسين ماركو ماركو ، سيناريو ياسين ماركو ماركو، مهدي الخودي وعايدة زغاري، تشخيص كل من كل سونيا عكاشة، محمد الزواوي، عزيز داداس ، سحر الصديقي، كمال كاظمي، ليوبيشا ريتيتش، سعيد منيولي ويونس بنزاكور ، و يستعرض فيه حكاية « الرئيس» في عالم يعني من الجفاف وشح المياه، برنامجه الإذاعي، «الصباح القاتم» الذي يلقى نجاحا شعبيا كبيرا ويفي له مستمعون كثر، تقع كلماته في اذان متتبعيه كالوعيد، خاصة عندما يلقي عليهم اللوم ويحذرهم من انه لم يعد يفصل بينهم و بين نهاية العالم الشيء الكثير. عندما يقع اختيار المذيع على جمال عفينة لمشاركة المستمعين قصته على الهواء مباشرة ستثير تفاصلها دهشة المتتبعين..