استجابة لنداء المجلس الوطني للفدرالية الديموقراطية للشغل الذي قرر، مؤخرا، القيام بمسيرات جهوية لإسماع صوت الجماهير الشعبية والفئات المهمشة غير المستفيدة من الثروة، في انتظار المسيرة الوطنية الكبرى، نفذت الفدراليات والفدراليين بجهة الشرق، صباح يوم الأحد 02 دجنبر الحالي، وقفة احتجاجية بساحة 16 غشت متبوعة بمسيرة عنوانها «الكرامة» وشعارها «لنقاوم السياسة الحكومية الممعنة في الإجهاز على مكتسبات الشغيلة المغربية والاستهتار بمطالبها العادلة والمشروعة». وفي تصريح لجريدة»الاتحاد الاشتراكي» ذكر الحسن بنعيني، الكاتب المحلي للفدرالية الديموقراطية للشغل بوجدة، بأن هذه المسيرة «مسيرة موضوعية» جاءت استجابة للجماهير الشعبية ومن أجل فضح «مسلسل التضليل بحوار اجتماعي مغشوش منذ 2011، الذي تمارسه هذه الحكومة، والتي هي امتداد للحكومة السابقة»، مبرزا بأن الحوار الاجتماعي معطل وعرف المغرب، بعد مراكمة الحركة النقابية لمجموعة من المكتسبات، تراجعات كبيرة على مستوى الحريات النقابية وعلى مستوى السياسة العمومية تجاه الطبقات الشعبية المحرومة والمهمشة. وأضاف المتحدث بأن المشاكل الاجتماعية استفحلت بشكل غير مسبوق، لهذا «فإن الفدرالية تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتخرج بصوت عال لتقول لا لهذه السياسة اللا شعبية ولا لهذه السياسة اللاديموقراطية والتي تتجه بالمغرب نحو المجهول»، مؤكدا بأنهم سيستمرون في معركتهم ضد سياسة التهميش والإقصاء إلى أن تتحقق مطالب الطبقة الشغيلة وعموم الجماهير المغربية. وعن قطاع الصحة، ذكر محمد بكاوي الكاتب الإقليمي والجهوي وعضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية (فدش)، بأن الفدرالية الديموقراطية للشغل هي النقابة الوحيدة التي قررت الخروج إلى الشارع، وفي جميع جهات المملكة، ضد غلاء المعيشة ومن أجل خدمات صحية «متقدمة ومتميزة أو على الأقل مقبولة» وتعليم مقبول وفي صالح جميع طبقات الشعب المغربي، وأكد بكاوي بأنه ليس هناك مزايدات، كما يقول الحزب الحاكم، «بل هناك ممارسات نقابية ضد وضع جد متأزم كرسه الوضع السياسي المغربي لهذا الحزب لمدة سبع سنوات»، مضيفا بأن الفدرالية «تحاول إصلاح ذات البين بالمسيرات الجهوية والوطنية وسنستمر في ذلك إلى أن نحقق مطلبنا ومرادنا إن شاء الله». أما عبد القادر يوب، الكاتب العام لنقابة سيارة الأجرة الصغيرة المنضوية تحت لواء الفدرالية الديموقراطية للشغل بوجدة، فأفاد في تصريح ل»الاتحاد الاشتراكي» بأنهم يشاركون في المسيرة الجهوية للفدرالية لإيصال صوتهم، كسائقين مهنيين متضررين، إلى المسؤولين المعنيين، مشيرا إلى تخبطهم في مجموعة من المشاكل التي يتضمنها ملفهم المطلبي الذي يوجد بين أيدي السلطة المحلية والذي مازالت مجموعة من نقاطه عالقة، كضرورة استفادة السائقين القدماء من المأذونيات، خاصة وأن هناك سائقين في القطاع منذ 40 سنة بدون تقاعد ولا تغطية صحية، ولا سكن، يكتوون يوميا بغلاء الغازوال… وكانت الفدرالية الديموقراطية للشغل بجهة الشرق، قد دعت إلى مسيرة جهوية بمدينة وجدة للاحتجاج على «تعنت الحكومة وسياساتها البئيسة وإجهازها على ما تبقى من المكتسبات التي حققتها الشغيلة المغربية بنضالاتها ومعاركها ضد الاستغلالية الرأسمالية، وسياسة الريع والفساد المستشري والمحسوبية والزبونية في مختلف القطاعات». وأشار نداء المسيرة إلى أن الأوضاع الاجتماعية لأغلب فئات الشعب المغربي تزداد تأزما، مع ما يصاحب ذلك من ارتفاع الأسعار ونسب البطالة التي بلغت أرقاما قياسية خصوصا في صفوف الشباب وحاملي الشهادات، واتساع دائرة الهشاشة وتسريح العمال وتواصل غلق المؤسسات الإنتاجية، مبرزا بأن الحكومة استقالت من كل دور اجتماعي لها (صحة، تعليم، سكن) واختارت «عن وعي، الإبداع في مسلسل الزيادات مقابل تجميد الأجور والتعويضات في الوظيفة العمومية والجماعات الترابية والقطاع الخاص، وما زالت مصرة على خرقها للحريات النقابية».