عاش دوار العسكر بفاس صباح يوم الأحد ثان شتنبر الجاري حالة استنفار، حيث طوقت عناصر الأمن ورجال القوات المساعدة الطريق المقدسة لتأمين قرار تنفيذ الهدم، دون تسجيل أي إصابة باستثناء محاولة الانتحار التي قام بها «حلاق» عند هدم منزله قبل أن تتدخل السلطة لإقناعه بالنزول من فوق الشجرة. وقد استعانت السلطة المحلية، التي كانت مرفوقة بعدد كبير من أعوانها، خلال عملية الهدم بمجموعة من الجرافات لتسوية مجموعة المنازل التي كانت تأوي نحو 45 أسرة، بعد سنوات مر فيها بين المد والجزر أحيانا. هكذا سقط جدار الصمود، وانتهت معه حكاية الشعارات التي تم تتبيثها على مستوى واجهات المنازل والمحلات التجارية، ترد بلغة العصيان» ممفكينش…»، « صامدون صامدون» على شركة العمران التي عمدت إلى رفع دعوى قضائية تتهم القاطنين بالإقامة بالأرض عن طريق الغصب، بعدما بنوا عليها ‹›براريك›› من القصب والقصدير، بالمقابل سقوط جدار الصمود يفتح باب الأمل لأكثر من 900 أسرة تنتظر إعادة الإسكان والاستفادة من السكن اللائق…. للإشارة، أن عملية التأهيل التي انطلقت منذ سنة 2003، الذي تكفلت به ‹›ليراك›› التي تحولت إلى العمران الآن، بعدما تم تفويت حوالي 27 هكتار بدرهم رمزي لفائدة شركة العمران، باعتماد الخطة الثلاثية بناء إسكان ثم هدم، عرف عدة تعثرات في كثير من المرات بسبب الطبيعة المعقدة للحي واتساع رقعته الجغرافية من جهة، والاختلالات التي عرفها تدبير الملف، وتشعب المتدخلين. دوار العسكر بظهر المهراز يتوزع على ثلاث وحدات أساسية، باب الغول، والطريق المقدسة، وحي ممنوع الدخول الذي لم يعد له وجود، الحيين الأخيرين لم تنطلق عملية إعادة الإسكان بهما إلا مؤخرا في حين كان حي باب الغول سباقا إلى عملية إعادة الإسكان، حيث بنيت العمارات الأولى به والتي استفاد من شققها العديد من قاطنيه، فكانت هذه العمارات من بين الأسباب التي جعلت مشكل باب الغول لم يجد طريقه سريعا نحو الحل النهائي، لعدم تطابق مساحات الشقق المسلمة مع الشروط التي تم الاتفاق عليها، حيث تراوحت مساحتها بين 50 و 60 متر بعدما كان متفقا على 80 فما فوق، حسب تصريحات البعض. ليتم الانتقال إلى الحل الثاني المتمثل في تسليم بقع أرضية تتراوح مساحتها بين 196 م2 و 228م2 لثلاثة براريك مقابل 90 ألف درهم، أو الاستفادة من شقة في العمارات وتمكين فرد من العائلة المركبة من الاستفادة بشقة في إحدى مشاريع العمران أو الاستفادة من مبلغ مالي حدد في 80 ألف درهم، هذا الاقتراح الذي استجابت له أغلب أفراد ساكنة باب الغول وعمم على ساكنة الحي بالطريق المقدسة و حي ممنوع الدخول. وقد عاين، مبعوث الجريدة إلى عين المكان، عددا من الأسر تواجه مصيرا مجهولا، وبات بعضها في العراء طيلة فترة الهدم رفقة أطفال ورضع ومسنين، حيث أكدت لنا إحدى السيدات وهي تمسح دموعها، إنها ستمضي، رفقة عائلتها، الأيام القادمة في العراء، في انتظار تدبر أمرها، نفس التصريح أكده، شاب وهو يساعد رجل في حالة إعاقة، «سيكون مجبرا رفقة إخوتي الصغار على إمضاء لياليه في الخلاء في انتظار حصوله على مساعدة».