بتنظيم من جمعية فاس سايس فرع الدارالبيضاء، تنطلق فعاليات النسخة الأولى للمهرجان الدولي للطريقة العيساوية، والتي تحمل شعار « فكرة ثقافة وممارسة «، يوم 19 أبريل الجاري وتمتد إلى غاية 21 منه، وذلك بساحة المشور بحي الحبوس بمدينة الدارالبيضاء. والمهرجان، حسب الحملة الإعلامية التي قام بها المنظمون للتعريف به، هدفه الوصول إلى شريحة واسعة من المجتمع، خاصة منها الشباب، قصد الإحاطة الصحيحة بهذا التراث اللامادي المتجذر في الثقافة المغربية، منذ تأسيسه من طرف الشيخ الهادي بن عيسى في القرن 15، والذي لعب دورا مهما ليس فقط في التربية الدينية بل كان له أيضا دور علاجي… هذه التظاهرة، حسب المنظمين دائما، تدخل أولا في إطار البرنامج الذي تعمل به الجمعية لضمان استمرارية الطريقة العيساوية التي عرفت نوعا من التدهور بسبب التحريف الذي أصابها، كما أن الهدف من اختيار مدينة الدار البيضاء لانطلاق المهرجان، هو منحه إشعاعا عالميا ومحليا والتأكيد على أن الطريقة العيساوية ليست حكرا على مدينتي فاس أو مكناس، ولكنها إرث لجميع المغاربة. من هذا المنطلق قُسمت الأنشطة إلى محورين: المحور الأكاديمي وسيساهم فيه العديد من المتدخلين من دول مختلفة كتونس و الجزائر والمغرب، سيتناولون بالدراسة الطريقة العيساوية من عدة زوايا دينية وطبية و علمية.. ثم المحور الثقافي الفني الذي سيترجم على شكل حفلات موسيقية ستشارك فيها فرقة من المغرب برئاسة المقدم اليعقوبي، كما ستقدم أثناءه مقطوعات تمزج بين إيقاعات موسيقية مختلفة دولية وعربية ومغربية مثل موسيقى الجاز رفقة فرقة من سويسرا أو فرقة حلبية أو إيقاعات من التراث المغاربي كالملحون والحضرة .. وسيشهد، أيضا، عرض فرقة من الجزائر لسمفونية عيساوية من أداء أكثر من 40 مقدما و غيرها من المقاطع. هذا، و سيتوزع برنامج المهرجان كالتالي: يوم الخميس في الساعة الثامنة والنصف مساء، حفل الافتتاح بعرض مشترك بين المقدم المغربي عبد لله اليعقوبي والسوري بدر الرامي. يوم الجمعة في الساعة الثامنة والنصف مساء تمت برمجة غناء صوفي جزائري من أداء الطائفة العيساوية من القسطينية من تسيير المقدم زين الدين بوشعالة، تليها السمفونية العيساوية التي أنتجها تآلف مقدمي الطريقة العيساوية لجهة الدار البيضاء- سطات والتي يترأسها الشيخ عبد الهادي الكوهن وبمساهمة مجموعة من المقدمين المتميزين. يوم السبت من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال، ملتقى لتبادل الآراء تحت شعار «دور الصوفية في تربية الأجيال ونشر قيم الحب والأخوة، الطريقة العيساوية كنموذج»، و سيليها في الساعة الثامنة مساء الحفل الاختتامي تحت شعار «الإرث العيساوي في الموسيقى الأندلسية إعادة إحياء من خلال الشباب». وللإشارة، فجمعية فاس سايس تأسست بتاريخ 13 مارس 1986، وهي منظمة غير حكومية وعضو بالمنظمة العالمية لرسل السلام التابع لهيئة الأممالمتحدة، فضلا عن كونها تحضر بصفة استشارية في المجلس الاقتصادي و المجلس الاجتماعي التابع لهاته الأخيرة، وهي تهدف إلى المساهمة في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بجهة فاس خاصة والمغرب بشكل عام، أما عن فرعها بالدار البيضاء، فهو يهتم بالأبحاث والدراسات العلمية والحضارية، خاصة ما يخص الحفاظ على التراث الثقافي والإنساني، كما ينمي علاقات تشاركية مع هيئات تحمل نفس الأهداف.